بقعة شمسية ضخمة
فلكية جدة تكشف ... بقعة شمسية هائلة قد تؤثر على الطقس الفضائي!
كتب بواسطة: محمود العادل |

رُصدت صباح اليوم بقعة شمسية ضخمة في النصف الجنوبي من قرص الشمس، تحمل الرقم 4197، وتُعد واحدة من أكبر البقع الشمسية التي سُجلت خلال الدورة الشمسية الحالية.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"

ويُقدّر حجم هذه البقعة بنحو ثلث مساحة البقعة التاريخية التي تسببت في ما يُعرف بـ"حادثة كارينغتون" التي وقعت في عام 1859م، إلا أنها تبدو بصريًا أكبر حجمًا نظرًا لإحاطتها بعدد كبير من البقع الشمسية الأصغر حجمًا، ما يمنحها مظهرًا أكثر اتساعًا وتعقيدًا.

وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن البقعة الجديدة تتميز بحقل مغناطيسي معقد ومضطرب، ما يرفع من احتمالية حدوث توهجات شمسية قوية، وتحديدًا من الفئة (X)، وهي أقوى أنواع التوهجات الشمسية من حيث التأثير.

وأشار إلى أن هذه التوهجات، في حال حدوثها وتوجيهها مباشرة نحو كوكب الأرض، قد تُحدث اضطرابات في المجال المغناطيسي الأرضي، تؤدي إلى نشاط جيومغناطيسي قد يؤثر على شبكات الاتصالات، والأقمار الاصطناعية، وأنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS)، إضافة إلى احتمالية ظهور الشفق القطبي في مناطق غير معتادة.

وبيّن أبو زاهرة أن البقع الشمسية ما هي إلا جُزر مغناطيسية مؤقتة تتكون على سطح الشمس، وتحديدًا في الطبقة المعروفة بـ"الفوتوسفير" أو "كرة الضوء"، وهي الطبقة المرئية من الشمس.

وتبدو هذه البقع داكنة مقارنة بالمناطق المحيطة بها بسبب انخفاض حرارتها بشكل ملحوظ، إذ تعيق الحقول المغناطيسية المركزة داخلها عملية الحمل الحراري، ما يؤدي إلى تبريد هذه المناطق نسبيًا.

وغالبًا ما تكون البقع الشمسية ثنائية القطب، حيث تحتوي على قطبين مغناطيسيين متعاكسين، وقد تستمر في الظهور من بضعة أيام إلى أسابيع قبل أن تتلاشى تدريجيًا.

وأشار إلى أن حجم البقعة الشمسية الحالية يجعل من الممكن مشاهدتها بسهولة باستخدام تلسكوب مزود بفلتر شمسي خاص، أو من خلال تلسكوب شمسي صغير مخصص لهذا الغرض، حيث تظهر بوضوح عدة نوى مظلمة داخلها، ما يدل على شدّة النشاط المغناطيسي الكامن فيها.

وأضاف أن الجمعية الفلكية بجدة تتابع عن كثب تطورات هذه البقعة خلال الساعات والأيام المقبلة، لما لها من أهمية علمية وتأثير محتمل على الطقس الفضائي.

ويُذكر أن حادثة كارينغتون الشهيرة، التي وقعت في عام 1859م، تُعد أقوى عاصفة شمسية موثقة في التاريخ، وقد نجمت عن انفجار ضخم على سطح الشمس تسبب في اندفاع كتل إكليلية باتجاه الأرض.

ونتج عن تلك الحادثة ظهور الشفق القطبي في مناطق قريبة من خط الاستواء، بما في ذلك أجزاء من المكسيك وكوبا والهند، كما أدت إلى تعطل أنظمة التلغراف في أوروبا وأمريكا الشمالية.

بل ووُثّقت حالات تعطل أدت إلى اندلاع شرارات كهربائية في محطات التلغراف، وهو ما يعكس حجم التأثير الذي يمكن أن تحدثه مثل هذه الظواهر الفلكية في حالة توجيهها نحو الأرض.

وتتابع الجهات العلمية والبحثية حول العالم، ومنها وكالة "ناسا" والمراصد الشمسية المتخصصة، تطورات هذه البقعة الشمسية الجديدة بشكل مستمر، في إطار الاستعداد المبكر لأي تداعيات محتملة على الأنشطة التكنولوجية والبنية التحتية المرتبطة بالفضاء.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار