أكد المتحدث الرسمي باسم الهيئة الملكية لمحافظة العلا عبد الرحمن الطريري أن اختيار العلا لانطلاق أول برنامج تدريبي للحوار بين الثقافات لم يكن مصادفة، بل جاء انعكاساً لمكانتها الاستثنائية وما تحمله من إرث تاريخي وثقافي يجعلها منصة مثالية لمثل هذه المبادرات.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وأوضح الطريري في مداخلة تلفزيونية أن البرنامج يهدف إلى تعزيز الحوار بين الشعوب المختلفة عبر التركيز على الجوانب الإنسانية والثقافية المشتركة، مشيراً إلى أن العلا بما تملكه من مقومات فريدة تشكل بيئة حاضنة للتلاقي الفكري والتبادل المعرفي.
وأشار إلى أن اختيار العلا يستند إلى قيمتها التراثية كونها تحتضن موقع الحجر الأثري الذي يعد أول موقع سعودي جرى تسجيله في قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو، وهو ما يضيف بعداً عالمياً يعزز أهمية انطلاق هذا البرنامج من قلب المملكة.
وبيّن أن هذه الخطوة جاءت بناءً على اتفاقية شراكة بين الهيئة الملكية للعلا ومنظمة اليونيسكو، حيث تهدف الاتفاقية إلى وضع أسس علمية وعملية لنشر ثقافة الحوار بين الثقافات من خلال برامج تدريبية متخصصة.
وأضاف أن البرنامج التدريبي سيستمر لمدة أربعة وعشرين شهراً، حيث ينفذ على عدة مراحل متتالية تتيح التدرج في نقل الخبرات وبناء قدرات المشاركين بما يضمن استدامة الفائدة المرجوة.
وأكد أن البرنامج سيجمع خبراء وباحثين ومتدربين من مختلف الدول، بما يسهم في خلق بيئة تفاعلية ثرية تتيح تبادل الرؤى والتجارب وتكريس مفهوم الحوار كوسيلة للتقارب والتفاهم.
وأوضح أن العلا بما تملكه من طبيعة خلابة ومعالم تاريخية مميزة تقدم تجربة استثنائية للمشاركين، فهي لا تمثل فقط موقعاً أثرياً بل فضاءً مفتوحاً للمعرفة والتعايش بين الثقافات المختلفة.
ولفت إلى أن هذا البرنامج يعكس اهتمام المملكة بتعزيز دورها العالمي في رعاية المبادرات الثقافية والفكرية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تركز على جعل الثقافة جسراً للتواصل مع العالم.
وبيّن الطريري أن الهيئة الملكية تسعى من خلال هذه الشراكة إلى ترسيخ صورة العلا كوجهة عالمية تحتضن الحوار والتبادل الثقافي، بما يسهم في تعزيز مكانتها على الخريطة الدولية كمركز إشعاع حضاري.
وأشار إلى أن البرنامج التدريبي سيغطي موضوعات متعددة تشمل فهم التنوع الثقافي وآليات بناء الثقة بين الشعوب وأهمية التراث في مد جسور التواصل، إضافة إلى تطوير مهارات عملية في الحوار والإقناع.
وأكد أن انطلاق البرنامج من العلا يرسل رسالة للعالم بأن المملكة لا تكتفي بحماية تراثها، بل توظفه ليكون أداة للتقارب الإنساني، وهو ما يجعل التجربة ثرية ومعبرة عن روح الانفتاح التي تتبناها البلاد.
كما أوضح أن اليونيسكو تشارك بفعالية في تصميم وتنفيذ هذا البرنامج بما يضمن التوافق مع المعايير الدولية في التدريب على الحوار، مؤكداً أن التعاون مع المنظمة يعزز ثقة المجتمع الدولي بهذه المبادرة.
وشدد على أن نجاح هذا المشروع سيشكل نقطة انطلاق لمبادرات أخرى قد تمتد إلى مناطق سعودية مختلفة، لكنه سيبقى مرتبطاً بالعلا كمنطلق أولي ورمز عالمي للحوار الثقافي.
واختتم الطريري حديثه بالتأكيد على أن البرنامج يعكس حرص المملكة على الاستثمار في القوة الناعمة المتمثلة بالثقافة والحوار، معتبراً أن هذه الخطوة ستسهم في ترسيخ مكانة العلا كملتقى حضارات ومركز عالمي للتواصل بين الشعوب.