باشرت الفرق الطبية في قسم الطوارئ بمستشفى الملك فهد التخصصي بمدينة بريدة حالة طارئة لوافد تعرّض لإصابة بالغة في يده، بعد أن علقت داخل آلة فرم لحوم أثناء قيامه بعمله.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وأفادت مصادر طبية أن الحالة استدعت تدخلًا جراحيًا فوريًا، وذلك بقيادة استشاري جراحة العظام واستبدال المفاصل الدكتور محمد الحسون، وبالتنسيق مع فرق الدفاع المدني التي حضرت إلى موقع الحادث وتمكنت من تحرير يد المصاب من داخل الآلة قبل نقله مباشرة إلى غرفة العمليات.
ووفقًا للتفاصيل التي أوضحها الدكتور الحسون، فإن المصاب وصل إلى طوارئ المستشفى وهو يحمل آلة الفرم وفي داخلها يده العالقة، ما تطلّب تدخلًا دقيقًا وسريعًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأنسجة والعظام المتضررة.
وعلى الرغم من الجهود الجراحية المكثفة والفريق الطبي المتخصص الذي باشر الحالة، إلا أن شدة التهتك الذي تعرضت له اليد نتيجة ضغط وشفرات آلة الفرم، أدى إلى فقدان جزء كبير منها، في مشهد وصفه الدكتور الحسون بالمؤلم والقاسي.
وأشار الحسون إلى أن أسباب الحادث تعود إلى الاستعجال أثناء العمل، وعدم الالتزام بإجراءات ووسائل السلامة الأساسية المفترض اتباعها عند استخدام مثل هذه الآلات، التي تُعد من أخطر المعدات في المطابخ التجارية والمنازل على حد سواء.
وأوضح أن عدم توفر الخبرة الكافية للتعامل مع أدوات القطع الحادة، وتجاهل معايير التشغيل السليم، يشكلان تهديدًا حقيقيًا على السلامة الجسدية للأفراد، وقد يؤدي في كثير من الأحيان إلى إصابات جسيمة تصل إلى حد البتر أو فقدان الطرف بشكل نهائي.
وفي فيديو قصير نشره الدكتور الحسون عبر حسابه الشخصي في منصة "إكس"، استعرض من خلاله تفاصيل الإصابة، مؤكّدًا أن الوافد وصل إلى المستشفى في وضع صعب وحالة نفسية متدهورة.
فيما كان الفريق الطبي يعمل تحت ضغط الوقت والحرص على تقليل الضرر قدر الإمكان، إلا أن تعقيد الحالة حال دون إنقاذ كامل اليد.
وأبدى أسفه لتكرار مثل هذه الحوادث التي يمكن تفاديها بسهولة من خلال الالتزام بإجراءات السلامة وتوفير التدريب الكافي للعاملين في القطاعات التي تتطلب استخدام معدات ميكانيكية حادة.
وفي تصريحات خاصة لصحيفة "سبق"، شدد الدكتور الحسون على ضرورة توعية العاملين وربات المنازل بأهمية التعامل الحذر مع أدوات التقطيع والفرم، وتوفير الحماية المناسبة لهم، خاصة في الأماكن التي تشهد ضغطًا في العمل مثل المطاعم ومحال الجزارة.
كما نبّه إلى خطورة إتاحة مثل هذه الأدوات في متناول الأطفال أو استخدامها في ظروف غير آمنة.
كما وجّه الحسون تنبيهًا إضافيًا حول تصاعد الحوادث المرتبطة باستخدام الدبابات النارية من قبل الأطفال والمراهقين، خصوصًا خلال موسم الشتاء.
مؤكدًا أن كثيرًا من تلك الحوادث تقع في أماكن تفتقر لاشتراطات السلامة أو في غياب الرقابة الأبوية، مما يؤدي إلى نتائج مأساوية تتضمن إصابات دائمة وخسائر بشرية مؤلمة.
وأكد في ختام حديثه أن الوقاية تبدأ بالوعي، وأن اتخاذ التدابير الوقائية لا يقل أهمية عن العلاج، داعيًا الجهات المختصة إلى تكثيف برامج التوعية والتدريب الموجهة للأفراد والعاملين في القطاعات التي تعتمد على المعدات الخطرة، للحد من تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة.