خالد النجيمي
"المؤرخ الرياضي النجيمي" يقول "كلمته الأخيرة".. ويكشف "الرقم الحقيقي" لبطولات النصر
كتب بواسطة: عبدالرحمن الباشا |

الجدل الطويل الذي دار في الشارع الرياضي السعودي حول عدد بطولات الدوري التي يملكها نادي النصر حُسم أخيراً بتأكيد من المؤرخ الرياضي المعروف خالد النجيمي الذي أوضح أن النادي العاصمي يمتلك عشر بطولات دوري فقط مسجّلة بشكل رسمي ومعتمد، ليغلق الباب أمام النقاشات التي استمرت لسنوات بين الجماهير والإعلاميين حول صحة الأرقام المتداولة.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"

النجيمي أشار إلى أن السجلات الرسمية التي تحفظها الجهات الرياضية المختصة تتفق جميعها على أن رصيد النصر من بطولات الدوري يتوقف عند الرقم عشرة، مؤكداً أن أي حديث عن بطولات إضافية لا يستند إلى وثائق رسمية أو اعترافات معتمدة من الاتحاد السعودي لكرة القدم أو الاتحاد الآسيوي، وهو ما يجعل النقاش في هذا الملف غير مجدٍ.

وأكد المؤرخ أن تسجيل البطولات يتم وفق معايير دقيقة ولا يمكن إدراج أي بطولة في السجل الذهبي من دون أن تكون صادرة عن بطولة منظمة وتحت إشراف رسمي، مبيناً أن كثيراً من الأندية تعتز بمشاركاتها وإنجازاتها التاريخية إلا أن الأمر يختلف عندما يتعلق بالتوثيق والاعتراف الدولي.

وتطرق النجيمي إلى أهمية الفصل بين البطولات التنشيطية أو التصنيفية التي أقيمت في فترات مختلفة وبين البطولات الرسمية التي تدخل ضمن عداد الدوري، موضحاً أن النصر كغيره من الأندية شارك في العديد من المنافسات لكنه يظل يمتلك في رصيده عشر بطولات دوري فقط وفق ما هو مسجل رسمياً.

واعتبر أن محاولات تضخيم الأرقام أو إدخال بطولات لا تحمل صفة الرسمية في حسابات الدوري يضر بتاريخ النادي أكثر مما يفيده، لأن القيمة الحقيقية تكمن في البطولات المعتمدة التي لا يختلف عليها اثنان، لافتاً إلى أن النصر يظل أحد أكبر أندية السعودية وصاحب إرث كروي كبير.

من جهة أخرى سلط النجيمي الضوء على وضعية بطولة الدوري التي عُرفت بالعربية السعودية والتي دار حولها نقاش واسع بين الجماهير النصراوية والهلالية، مؤكداً أنها بطولة محسوبة للهلال رسمياً ومعتمدة ضمن بطولات الدوري التي يحتفظ بها النادي الأزرق في سجله الذهبي.

وأضاف أن تلك البطولة جرت بتنظيم رسمي وكانت تحت إشراف مباشر من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وبالتالي فهي بطولة لا جدال حولها، وتم احتسابها في رصيد الهلال منذ ذلك الحين، مشدداً على أن التاريخ الكروي يجب أن يُقرأ بموضوعية بعيداً عن الانتماءات والتعصب.

وأوضح أن الهلال استفاد من استقرار فني وإداري في تلك المرحلة مكنه من الظفر بالبطولة المذكورة، وهو ما يعكس حجم التنافس الكبير بين الناديين على مدى عقود، إذ شكلا معاً قطبي الكرة السعودية وكتبا الكثير من الفصول المثيرة في تاريخ الدوري المحلي.

وبيّن أن الاعتراف ببطولات الهلال لا ينتقص من قيمة النصر والعكس صحيح، فلكل نادٍ إنجازاته وظروفه التاريخية، إلا أن النقاش يجب أن يبقى ضمن الإطار الموضوعي الذي يستند إلى الوثائق الرسمية لا إلى العاطفة أو الميول، وهذا ما يحاول المؤرخون التأكيد عليه في كل مناسبة.

وأشار النجيمي إلى أن الاتحاد السعودي لكرة القدم سبق أن شكّل لجاناً متخصصة لتوثيق البطولات، وقد خرجت تلك اللجان بنتائج واضحة وصريحة أيدتها المؤسسات الرياضية العليا، وبالتالي فإن أي محاولة لتغيير تلك النتائج لن تجد طريقها للاعتماد الرسمي.

وقال إن الجماهير لها الحق في الفخر بتاريخ أنديتها والاحتفاء بالإنجازات التي تعتز بها، لكن التوثيق أمر مختلف يحتاج إلى ضوابط، فالمؤرخون لا يسجلون سوى ما هو مثبت رسمياً، وهو ما يفسر تمسكه بالقول إن النصر يمتلك عشر بطولات دوري فقط لا أكثر.

واعتبر أن حالة الجدل المستمرة تعكس شغف الجماهير السعودية بكرة القدم وحرصها على تفاصيل التاريخ الرياضي، إلا أنه دعا في الوقت نفسه إلى احترام الأرقام الموثقة والتوقف عن تكرار النقاشات التي لا تضيف جديداً سوى إثارة الخلافات بين مشجعي الأندية.

كما أشار إلى أن الإعلام الرياضي يتحمل جزءاً من مسؤولية هذا الجدل، إذ أن بعض البرامج والمنابر الإعلامية تفتح مساحات للتشكيك أو طرح آراء شخصية غير موثقة، ما يخلق حالة من البلبلة بين المتابعين، بينما الأصل أن يتم الرجوع إلى الوثائق والبيانات الرسمية.

وختم النجيمي حديثه بالتأكيد على أن النصر يظل قلعة من قلاع الكرة السعودية وأن عشر بطولات دوري ليست رقماً قليلاً، بل هي حصيلة كبيرة تعكس مكانة النادي وتاريخه، بينما الهلال بدوره يمتلك سجلاً غنياً بالبطولات الموثقة، وما بينهما يبقى التنافس الشريف هو عنوان كرة القدم السعودية.

وبهذا التوضيح يغلق المؤرخ الرياضي المعروف ملفاً ظل مثار جدل طويل بين أنصار الناديين الكبيرين، مؤكداً أن العودة إلى الوثائق الرسمية هي السبيل الوحيد لحسم مثل هذه القضايا التي لا ينفع معها الجدل ولا يتغير بها التاريخ المكتوب.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار