الطائرات بدون طيار
لأول مرة في السعودية: طائرات بدون طيار تُوصل الطرود في جدة
كتب بواسطة: عبدالرحمن الباشا |

أشرفت الهيئة العامة للطيران المدني على تجربة استثنائية في مدينة جدة تم خلالها توصيل طرود بريدية باستخدام طائرات الدرون بالتعاون مع الهيئة العامة للنقل وشركة أرامكس السعودية في خطوة تمثل نقلة نوعية في مجال الخدمات اللوجستية بالمملكة.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"

جاء تنفيذ التجربة في إطار توجهات المملكة نحو تبني أحدث التقنيات في قطاع النقل والخدمات البريدية حيث تم إرسال الطرود من مبنى الركاب في مطار الملك عبدالعزيز الدولي إلى منطقة البلد التاريخية عبر مسار جوي تجريبي هو الأول من نوعه في السعودية.

وأوضحت الهيئة العامة للطيران المدني أن مشاركتها تضمنت وضع الأطر التشريعية وتنفيذ اللوائح التنظيمية وإصدار التصاريح اللازمة لضمان إجراء التجربة وفق أعلى معايير السلامة والجودة مما يفتح الباب أمام استخدامات أوسع لتقنية الطائرات غير المأهولة.

وأكدت الهيئة أن دعم الابتكار في مجالات النقل الحديثة يشكل أولوية لديها خصوصاً في ظل التطور المتسارع الذي يشهده العالم في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والمركبات الجوية الذاتية في التطبيقات اللوجستية.

وأضافت أن التجربة تُجسد قدرة السعودية على توظيف التكنولوجيا لخدمة البنية التحتية وتحسين الكفاءة التشغيلية ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 في بناء قطاع نقل رقمي ومتطور.

واستعرضت الهيئة أهمية توفير البيئة التنظيمية الداعمة لمثل هذه التقنيات مشيرة إلى أن التنظيم الدقيق هو ما يسمح بابتكار حلول واقعية يمكن تنفيذها بأمان وفعالية داخل المدن والمناطق الحضرية المكتظة بالسكان.

وتُعد هذه التجربة بداية لسلسلة من المشروعات التي تخطط الجهات المختصة لتفعيلها خلال المرحلة المقبلة بهدف تطوير شبكة نقل ذكية ومستدامة تربط بين مختلف مناطق المملكة وتعزز قدراتها التنافسية في قطاع الخدمات اللوجستية.

وشددت الهيئة على أن استخدام الطائرات بدون طيار في توصيل الطرود يختصر الوقت بشكل كبير مقارنة بوسائل النقل التقليدية كما يحد من استهلاك الوقود ويسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية مما يجعله خياراً صديقاً للبيئة.

وأشارت إلى أن المنطقة المستهدفة بالتجربة وهي البلد التاريخية تمثل تحدياً خاصاً نظراً لطبيعتها العمرانية وكثافتها السكانية مما يجعل نجاح التجربة في هذا النطاق مؤشراً إيجابياً على قابلية التوسع في الاستخدام التجاري لهذه التقنية.

وبيّنت أن اختيار جدة لإجراء أول تجربة ميدانية جاء نظراً لموقعها الاستراتيجي وتنوع أنشطتها الاقتصادية بالإضافة إلى جاهزية البنية التحتية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي والذي يعد أحد المحاور الرئيسية في شبكة النقل السعودية.

وأكدت الهيئة أن التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص كان عاملاً رئيسياً في نجاح التجربة وهو ما يعكس روح الشراكة الفعالة لتحقيق الأهداف المشتركة في التحول الرقمي والارتقاء بالخدمات المقدمة للمستفيدين.

وأضافت أن هذه المبادرة تأتي ضمن مساعي الهيئة لدعم المشاريع الابتكارية من خلال بناء منظومة تشريعية متكاملة قادرة على استيعاب التطورات التكنولوجية وتسريع عملية إدخالها في السوق السعودي بما يتوافق مع أعلى المعايير الدولية.

وتسعى الهيئة إلى تحويل السعودية إلى مركز لوجستي عالمي من خلال تحسين كفاءة سلاسل الإمداد وتبني حلول نقل متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والمركبات الجوية بدون طيار في مختلف مراحل التوصيل والتوزيع.

كما تهدف التجربة إلى تمهيد الطريق نحو استخدام أوسع للطائرات ذاتية القيادة في قطاعات أخرى مثل الرعاية الصحية والطوارئ والنقل الخفيف داخل المدن في إطار توجه حكومي لدعم الابتكار وتعزيز استخدام التقنية في الحياة اليومية.

واختتمت الهيئة بالتأكيد على استمرارها في إجراء المزيد من التجارب النوعية خلال الفترة المقبلة بهدف بناء قاعدة معرفية متينة وتحقيق التكامل بين الجوانب التنظيمية والتقنية لتأسيس منظومة نقل حديثة ومستدامة على المدى البعيد.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار