أطلق مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة جدة مبادرة مجتمعية مميزة داخل مسلخ جدة الرئيسي، حيث جرى توزيع وجبات غذائية على العاملين، إلى جانب إتاحة فرص تطوعية أمام أفراد المجتمع، في خطوة تهدف إلى تعظيم دور الشراكة المجتمعية في الجوانب البيئية والخدمية.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وأوضح المهندس أحمد بن عبدالله القرني، مدير عام المكتب بمحافظة جدة، أن المبادرة تأتي ضمن سلسلة من الجهود التي تبذلها الوزارة لتعزيز التكامل مع المجتمع المحلي، وفتح آفاق أوسع أمام المواطنين والمقيمين للمشاركة في العمل التطوعي.
وأكد القرني أن هذه الخطوات تحمل بعدًا اجتماعيًا وإنسانيًا عميقًا، كونها تساهم في ترسيخ قيم المسؤولية المشتركة، وتنسجم في الوقت ذاته مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي وضعت تعزيز ثقافة التطوع ضمن أولوياتها.
وأشار إلى أن العمل التطوعي لم يعد مقتصرًا على الجانب الخيري فقط، بل أصبح عنصرًا فاعلًا في دعم التنمية المستدامة، من خلال مساهمة الأفراد في خدمة القطاعات الحيوية، ومن بينها قطاع البيئة والزراعة الذي يشكل ركيزة أساسية في منظومة الأمن الغذائي.
وبيّن القرني أن المكتب يسعى إلى تنظيم مبادرات دورية مشابهة، تشمل قطاعات مختلفة، بهدف إيجاد قنوات للتفاعل المباشر بين المجتمع والجهات الرسمية، وهو ما يعزز الثقة المتبادلة ويكرّس مفهوم المشاركة الفاعلة.
من جانبه، نوّه المهندس وليد بن إبراهيم آل دغيس، مدير عام فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة، بأهمية هذه المبادرة كونها تسلط الضوء على الجهود المبذولة لدعم العاملين في القطاعات الخدمية، الذين يمثلون حلقة أساسية في تقديم خدمات يومية للمجتمع.
وأوضح آل دغيس أن الاهتمام بالعاملين لا يتوقف عند توفير بيئة عمل آمنة فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى خلق أجواء إنسانية ترفع من معنوياتهم وتعزز من إحساسهم بالانتماء، وهو ما ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات المقدمة.
ولفت إلى أن مسلخ جدة الرئيسي يُعد من المرافق الحيوية التي تقدم خدمات مباشرة للمواطنين والمقيمين، ما يضاعف من أهمية توفير بيئة داعمة للعاملين فيه، سواء من خلال الدعم المعنوي أو توفير وسائل الراحة اللازمة.
وأشار آل دغيس إلى أن المبادرة تعكس قيم العطاء المتجذرة في المجتمع السعودي، وتعبر عن التقدير الكبير لكل من يسهم في خدمة الناس، مؤكدًا أن الوزارة تنظر إلى هذه الخطوات بوصفها جزءًا من رسالتها المجتمعية.
وأضاف أن الوزارة تسعى من خلال هذه الأنشطة إلى تعزيز مفهوم الاستدامة في الخدمات العامة، وربطها بالبعد الإنساني الذي يضع صحة وسلامة العاملين في المقام الأول.
كما شدد على أن رفع مستوى الخدمات المقدمة لا يتحقق فقط عبر التطوير الفني أو التقني، وإنما من خلال الاستثمار في العنصر البشري الذي يشكل المحرك الأساسي لأي منظومة خدمية.
وأوضح أن مثل هذه المبادرات تساهم في تعزيز روح الفريق الواحد، بين العاملين والمتطوعين والمجتمع، وهو ما يعكس رؤية المملكة في بناء مجتمع متماسك يضع الإنسان في قلب العملية التنموية.
وأكد أن إتاحة فرص التطوع أمام الشباب خاصةً، تمنحهم فرصة لاكتساب خبرات عملية مباشرة، وتزرع فيهم قيم العطاء والالتزام، ما يؤهلهم ليكونوا شركاء فاعلين في بناء مستقبل المملكة.
ولفت إلى أن الوزارة تعمل بالتوازي مع ذلك على تطوير مبادرات بيئية تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، والتقليل من الهدر في سلاسل الغذاء والإنتاج.
وبيّن أن هذا التوجه يعكس التكامل بين العمل البيئي والبعد الاجتماعي، حيث تسعى الوزارة إلى جعل كل مبادرة تحمل أثرًا مزدوجًا على الفرد والمجتمع والبيئة في آن واحد.
وأشار إلى أن الشراكة مع المجتمع في مثل هذه الفعاليات تسهم في نشر ثقافة التقدير والاحترام المتبادل بين مختلف فئات المجتمع، وتعزز من روح التضامن الوطني.
وأضاف أن هذه الجهود ليست آنية أو موسمية، بل هي جزء من خطة إستراتيجية مستمرة، تستهدف بناء مجتمع متوازن يشارك بفعالية في تحقيق التنمية الشاملة.
واختتم آل دغيس بالتأكيد على أن الوزارة ماضية في إطلاق مبادرات مماثلة في مختلف مناطق المملكة، لتوسيع نطاق المشاركة المجتمعية، وترسيخ حضور العمل التطوعي كركيزة أساسية في مسيرة التحول الوطني.