أعلنت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" بالشراكة مع وزارة التعليم، عن فتح باب التسجيل في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي "إبداع 2026".
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وذلك في نسخته السادسة عشرة الموجهة لطلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية في جميع مناطق المملكة، حيث يستمر التسجيل حتى نهاية شهر سبتمبر الجاري.
وتُعد مسابقة "إبداع" من أبرز المسابقات العلمية الوطنية التي تعتمد على تقديم مشاريع فردية، يجري تقييمها إلكترونيًا من قبل نخبة من الخبراء والأكاديميين، ليتم اختيار أفضلها للمراحل التنافسية الأعلى وصولًا إلى التمثيل الدولي في معرض "آيسف" بالولايات المتحدة.
وأكد الأمين العام لـ"موهبة"، الدكتور عبدالعزيز الكريديس، أن الأولمبياد يعكس الشراكة التكاملية مع وزارة التعليم، ويجسد حرص القيادة الرشيدة على رعاية الموهوبين، مشيرًا إلى أن هذه المسابقة أسهمت منذ انطلاقها في صقل مهارات عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات.
وأضاف الكريديس أن مخرجات الأولمبياد ساهمت في تمكين المواهب الوطنية من رفع اسم المملكة عالميًا عبر مشاركات متميزة في محافل علمية دولية، أبرزها معارض "آيسف"، و"آيتكس"، و"تايسف"، محققين إنجازات تؤكد قوة الاستثمار في العقول الشابة.
ويُركز الأولمبياد على تعزيز قدرات الطلبة في مجالات البحث والابتكار، وتنمية روح التنافس الإيجابي بينهم، بما يتيح تمثيل المملكة بمشاريع نوعية تعكس جودة التعليم ودور المملكة في دعم الابتكار.
وتتوزع مراحل الأولمبياد إلى ست خطوات أساسية تبدأ بمرحلة التسجيل، يليها عقد المحاضرات التدريبية للطلبة والمشرفين، ومن ثم إقامة معارض المناطق التعليمية التي تمثل منصة أولية لعرض المشاريع.
بعد ذلك يقوم المشاركون برفع مشاريعهم إلكترونيًا على موقع "موهبة"، ليتم تقييمها وفق معايير دقيقة عبر التحكيم الإلكتروني، مما يضمن الحياد والجودة في عملية الاختيار.
وتأتي مرحلة المعارض المركزية كخطوة حاسمة قبل الوصول إلى "معرض إبداع للعلوم والهندسة"، الذي يُعتبر البوابة النهائية لاختيار المرشحين للبرنامج التأهيلي الدولي.
ويُعِد البرنامج التأهيلي المتأهلين لخوض المنافسة في معرض "آيسف" بالولايات المتحدة، عبر تدريبات مكثفة تهدف إلى تمكينهم من عرض مشاريعهم وفق المعايير العالمية.
وشهدت نسخة "إبداع 2025" مشاركة غير مسبوقة، إذ تجاوز عدد المسجلين 291 ألف طالب وطالبة من 16 منطقة تعليمية و49 إدارة، ما يعكس ارتفاع الوعي المجتمعي بأهمية التميز العلمي.
كما أبرزت هذه الأرقام المتنامية الدور الكبير للشركاء من مؤسسات تعليمية وجهات داعمة في تمكين المواهب الوطنية وإعدادها لقيادة المستقبل.
ويُتوقع أن تشهد نسخة "إبداع 2026" منافسة أكبر، نظرًا لتوسع قاعدة المشاركين، وزيادة اهتمام المدارس والأسر بتشجيع أبنائهم على خوض غمار الابتكار.
ويرتبط هذا التوجه ارتباطًا وثيقًا برؤية المملكة 2030، التي جعلت من دعم الموهبة والإبداع هدفًا استراتيجيًا لتعزيز الاقتصاد المعرفي والتنمية المستدامة.
وتشير الإحصاءات إلى أن الطلبة السعوديين الذين تأهلوا في النسخ السابقة حققوا إنجازات دولية مشرفة، الأمر الذي وضع المملكة في مصاف الدول الرائدة في مجال رعاية الابتكار الشبابي.
ويؤكد المختصون أن الاستمرارية في تنظيم "إبداع" تمثل رافعة أساسية لاكتشاف المواهب مبكرًا، وصقلها عبر برامج تدريبية ومنافسات متدرجة تقود إلى التميز العالمي.
كما يرون أن هذه المسابقة تعزز من قيمة العمل الفردي والاعتماد على البحث العلمي كوسيلة لحل المشكلات، وهو ما يتماشى مع متطلبات سوق العمل المستقبلي.
ويجمع المراقبون على أن الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي لم يعد مجرد مسابقة محلية، بل تحول إلى منصة استراتيجية لإعداد جيل مبدع قادر على المنافسة عالميًا.
وبذلك يواصل "إبداع" مسيرته كجسر يصل بين المدارس السعودية والمنصات الدولية، مانحًا المواهب فرصة للانطلاق نحو آفاق أوسع من الابتكار والمعرفة.