نجح فريق طبي سعودي متخصص بمدينة الملك عبدالله الطبية، عضو تجمع مكة المكرمة الصحي، في إنقاذ حياة مستفيدين سعوديين خلال أيام قليلة بعد تعرضهما لجلطات قلبية حادة أدت إلى تمزق الحاجز البطيني للقلب.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وذلك بتفعيل بروتوكولات العلاج ضمن نظام صحة القلب، أحد أنظمة نموذج الرعاية الصحية السعودي الذي يركز على الاستجابة السريعة للمضاعفات القلبية الحرجة وتحقيق أفضل النتائج الممكنة للمريض.
وأوضح تجمع مكة المكرمة الصحي أن نتائج الفحوصات والتحاليل الطبية أكدت خطورة الحالات، حيث تعد مضاعفات تمزق الحاجز البطيني من أخطر مضاعفات القلب، وتتجاوز نسبة الوفاة فيها 90% إذا لم يتم التدخل خلال الساعة الذهبية، مع احتمالية تدهور كامل تصل إلى 100% في بعض الحالات، مما استدعى التدخل الفوري واستخدام أحدث الأجهزة الطبية لضمان إنقاذ حياة المرضى.
وأشار التجمع إلى أن الحالة الأولى جرى تحويلها بشكل عاجل من محافظة حائل عبر طائرة للإخلاء الطبي إلى مكة المكرمة، حيث نُقلت مباشرة لإجراء عملية دقيقة باستخدام جهاز Amplatzer Occluder Device لإغلاق التمزق بين البطينين، بقيادة استشاري أمراض وقسطرة القلب وبمشاركة فريق القسطرة والتخدير، وأسفرت العملية عن استقرار الحالة بعد نجاح التدخل الطبي المتقدم.
أما الحالة الثانية، فقد راجعت مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة، عضو تجمع مكة المكرمة الصحي، حيث تم تشخيص تمزق الحاجز البطيني فورًا، وتم تحويلها مباشرة إلى مدينة الملك عبدالله الطبية، ليجري فريق القسطرة العملية الناجحة باستخدام الجهاز ذاته، ما أدى إلى استقرار الحالة والسماح بخروج المستفيد بعد أقل من أسبوع من الإصابة، في مثال واضح على سرعة التنسيق الطبي وفعالية بروتوكولات الطوارئ.
وأشار التجمع إلى أن فريق العناية المركزة واصل متابعة ورعاية المستفيدين بعد العمليتين حتى استقرار حالتيهما، مع الحرص على تقديم رعاية متكاملة تشمل جميع جوانب العلاج والتأهيل، بما يعكس الالتزام بتقديم خدمات صحية عالية الجودة وفق أحدث المعايير الطبية العالمية.
كما قام فريق أمراض ضعف عضلة القلب بتزويد المستفيدين بتقنية الساعة الذكية لمتابعة المؤشرات الحيوية عن بُعد بعد عودتهما للمنزل، ضمن مسار الرعاية التخصصية الرقمية في نموذج الرعاية الصحية السعودي، ما يسهم في تعزيز متابعة الحالات بشكل مستمر والحد من المخاطر المحتملة بعد الخروج من المستشفى.
وأكد تجمع مكة المكرمة الصحي أن هذه النجاحات تعكس الجهود المستمرة لتحسين جودة الخدمات الصحية وتسهيل وصولها إلى المستفيدين، مع التركيز على تفعيل مبدأ الوقاية قبل العلاج، بما يواكب مستهدفات برنامج التحول في القطاع الصحي، أحد برامج رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى رفع مستوى الرعاية الصحية وتعزيز الصحة العامة.
وأضاف التجمع أن مثل هذه الإجراءات تسهم في تعزيز الثقة في النظام الصحي الوطني، وتؤكد قدرة المراكز الصحية المتقدمة على التعامل مع الحالات الطارئة والمعقدة، بما يضمن استجابة سريعة وفعالة لكل حالة قلبية حرجة، مع تقليل المضاعفات المحتملة وتحقيق أعلى معدلات النجاة.
وأشار التجمع إلى أن استخدام التقنيات الحديثة، مثل جهاز Amplatzer Occluder Device والتقنيات الرقمية لمتابعة المرضى عن بُعد، يعكس حرص المملكة على تبني الابتكار الطبي والتقني في تقديم الخدمات الصحية، بما يحقق التكامل بين العلاج التقليدي والتقنيات الرقمية الحديثة.
وأكد المسؤولون أن التنسيق بين فرق القسطرة وأقسام العناية المركزة وأمراض القلب ضعف العضلة شكل نموذجًا متقدمًا للرعاية المتكاملة، يعزز من كفاءة التدخلات الطبية الطارئة، ويوفر للمستفيدين تجربة علاجية شاملة وآمنة تلبي أعلى معايير الجودة العالمية.
وشدد التجمع على أن تعزيز قدرات الطوارئ القلبية والتدريب المستمر للكوادر الطبية يضمن جاهزية الفريق للتعامل مع الحالات الحرجة في أي وقت، بما يدعم أهداف برنامج التحول الصحي الوطني ويرتقي بمستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
وأوضح التجمع أن نجاح هذه العمليات يعكس استثمار المملكة في تطوير البنية التحتية الطبية والمعدات الحديثة، إلى جانب تطبيق أفضل بروتوكولات العلاج المعترف بها دوليًا، ما يسهم في رفع كفاءة التعامل مع الحالات النادرة والمعقدة في مجال أمراض القلب.
وأشار التجمع إلى أن متابعة المرضى بعد العمليات بواسطة التكنولوجيا الرقمية، بما فيها الساعات الذكية، تساعد على تقليل احتمالية تدهور الحالة، وتوفر بيانات حيوية مباشرة للأطباء، مما يسهم في اتخاذ القرارات العلاجية السريعة والفعّالة عند الحاجة، ويعزز من سلامة المريض بعد الخروج من المستشفى.
وأكد تجمع مكة المكرمة الصحي أن مثل هذه النجاحات الطبية تأتي نتيجة تكاتف الفرق الطبية وتكامل التخصصات المختلفة، وتعكس التزام المملكة بتوفير رعاية صحية نوعية ومتكاملة للمواطنين، بما يواكب رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة الحياة وتعزيز الصحة العامة.