أكد استشاري أمراض القلب الدكتور خالد النمر أن النوم المنتظم لساعات كافية يمثل الركيزة الأهم لصحة القلب، معتبرًا أن النوم سبع ساعات يوميًا يفوق في أهميته ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة يوميًا، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن القلب يحتاج إلى كليهما معًا ليحافظ على سلامته.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وأشار النمر عبر حسابه في منصة إكس إلى أن قلة النوم أو الحرمان منه، إلى جانب إهمال النشاط البدني، يشكلان عوامل رئيسية في تسريع عملية تصلب الشرايين، وهو ما يزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات القلبية والمضاعفات الخطيرة المرتبطة بها.
وأوضح أن الدراسات الحديثة كشفت عن علاقة وثيقة بين النوم الجيد وصحة الأوعية الدموية، حيث يساعد النوم العميق على تنظيم ضغط الدم، وتقليل الالتهابات، وتحسين توازن الهرمونات المسؤولة عن التمثيل الغذائي.
كما لفت إلى أن الرياضة المنتظمة تظل عنصرًا أساسيًا للحفاظ على مرونة الشرايين وتعزيز كفاءة عضلة القلب، إلا أن فعاليتها تصبح محدودة إذا لم تُدعَم بنمط نوم صحي ومنتظم.
وأضاف أن الأشخاص الذين يحرصون على النوم الكافي ويهملون الرياضة يظلون معرضين للمخاطر، وكذلك الحال لمن يمارسون الرياضة ويعانون من السهر المزمن، ما يجعل الجمع بين الأمرين ضرورة لا ترفًا.
وشدد النمر على أن السهر لساعات طويلة في الليل يرفع مستويات هرمون التوتر "الكورتيزول"، ويؤثر على ضربات القلب، مما يزيد من احتمالية حدوث اضطرابات خطيرة على المدى الطويل.
وبيّن أن النوم غير الكافي يرتبط أيضًا بزيادة الوزن وارتفاع الكوليسترول، وهما عاملان خطيران يضاعفان احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
وأشار إلى أن قلة النوم تضعف قدرة الجسم على التحكم في مستوى السكر بالدم، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وهو أحد أبرز مسببات الجلطات القلبية.
وأكد أن الحفاظ على سبع ساعات نوم يوميًا يُعد خطوة وقائية فعالة تعادل في أهميتها تبني حمية غذائية صحية أو الامتناع عن التدخين.
كما دعا النمر إلى الاهتمام بجودة النوم وليس فقط مدته، مبينًا أن النوم المتقطع أو المضطرب لا يحقق الفوائد المرجوة لصحة القلب.
وأوضح أن العادات السلبية مثل استخدام الهواتف الذكية قبل النوم، أو الإفراط في شرب المنبهات، تعد من أبرز أسباب اضطراب النوم بين الشباب والبالغين.
ونصح بتهيئة بيئة مناسبة للنوم من خلال إطفاء الإضاءة وتقليل الضوضاء، والالتزام بجدول ثابت لمواعيد النوم والاستيقاظ، وأشار إلى أن الرياضة الخفيفة مثل المشي أو السباحة تساعد على تحسين نوعية النوم، مما يعزز العلاقة التكاملية بين النشاط البدني والراحة الليلية.
ولفت إلى أن المجتمع الحديث أصبح أكثر عرضة لاضطرابات النوم بسبب ضغوط الحياة والإيقاع السريع، وهو ما يستدعي وعيًا أكبر بخطورة السهر المزمن، كما أكد أن القلب جهاز حساس يتأثر بشكل مباشر بنمط الحياة اليومي، وأن أي خلل في التوازن بين الراحة والنشاط ينعكس سريعًا على أدائه.
وأضاف أن الوقاية من أمراض القلب لا تتحقق بالدواء فقط، بل بأسلوب حياة متكامل يجمع بين النوم المنتظم، الرياضة، التغذية الصحية، والابتعاد عن التدخين.
وحذر من أن إهمال النوم قد يكون الطريق الأسرع إلى تصلب الشرايين وحدوث الجلطات، حتى لدى الأشخاص الذين يلتزمون بممارسة الرياضة بانتظام.
وختم النمر دعوته بضرورة تبني نمط حياة صحي شامل، يجمع بين النوم الكافي والنشاط البدني، باعتبارهما صمام الأمان الحقيقي لصحة القلب والحياة الطويلة.