مستشفى الحبيب
"مستشفى الدكتور سليمان الحبيب" يفجر مفاجأة طبية... إنقاذ مرضى عبر تقنية نادرة دون جراحة!
كتب بواسطة: عبدالرحمن الباشا |

شهد مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالصحافة إنجازًا طبيًا بارزًا، حيث تمكن فريق متخصص من إزالة خثرات في شريان الدماغ وشرايين القدم لرجل في الثانية والستين من عمره، مستخدمين تقنية القسطرة التداخلية دون الحاجة إلى فتح جراحي، وهو ما أعاد تدفق الدم إلى وضعه الطبيعي وأنهى معاناة المريض بشكل لافت.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"

العملية التي قادتها الدكتورة فرح العيسى استشارية المخ والأعصاب والأشعة التداخلية، ورئيسة الفريق الطبي، مثلت استجابة عاجلة لحالة المريض الذي وصل إلى الطوارئ بعد إصابته بشلل نصفي وتراجع في القدرات الإدراكية والتواصلية، وهي أعراض مقلقة عادة ما ترتبط بالسكتة الدماغية.

وبحسب العيسى، فقد بدأ التشخيص بمراجعة دقيقة للتاريخ المرضي للمريض، تلتها فحوصات متقدمة شملت التصوير بالموجات الصوتية لقياس تدفق الدم في الشرايين السباتية، إضافة إلى التصوير المقطعي المحوسب للتأكد من طبيعة الإصابة، وما إذا كانت سكتة دماغية أو عارضًا آخر.

أظهرت النتائج وجود انسداد حاد في الشريان السباتي إضافة إلى خثرات في شرايين القدم، وهو ما دفع الفريق الطبي إلى اتخاذ قرار سريع بالتدخل العاجل عبر القسطرة التداخلية لتفادي تفاقم الحالة وتطورها إلى مضاعفات أخطر.

نفذ الفريق العملية بدقة، حيث تمت إزالة الانسداد في الشريان السباتي باستخدام القسطرة، ثم جرى تركيب دعامة لتأمين استقرار مجرى الدم، فيما شملت الإجراءات أيضًا إزالة خثرات القدم لتأمين التدفق الدموي في الأطراف.

وأكدت العيسى أن التدخل العلاجي تكلل بالنجاح الكامل، حيث نقل المريض بعدها إلى العناية المركزة بحالة مستقرة، وبدأت علامات التحسن في الحركة والنطق والفهم بالظهور تدريجيًا بعد العملية.

وبعد إعادة الفحوصات بالأشعة، تبيّن أن الدم عاد إلى التدفق بشكل طبيعي عبر الشرايين التي كانت مسدودة، مما عزز من فرص المريض في التعافي وتجنب المضاعفات التي عادة ما تصاحب هذه الحالات.

كما كشفت النتائج الطبية أن السبب الرئيس وراء هذه الأزمة الصحية يعود إلى عدم انتظام ضربات القلب، وهو ما أدى إلى تشكل الخثرات وانسداد الشرايين الحيوية.

المريض غادر المستشفى لاحقًا في حالة صحية جيدة، لكنه سيخضع لبرنامج علاج وتأهيل متكامل، يهدف إلى استعادة كامل قدراته الحركية والإدراكية وضمان استقرار حالته على المدى الطويل.

نجاح العملية لم يكن مجرد إنقاذ لحياة مريض واحد، بل عكس مستوى التطور الطبي الذي يشهده مستشفى الدكتور سليمان الحبيب، لا سيما في مجال استخدام التقنيات الحديثة كالعمليات التداخلية الدقيقة.

ويؤكد هذا الإنجاز أن المستشفى يمتلك مزيجًا من الخبرة الطبية المتخصصة والتجهيزات التقنية المتقدمة، ما يجعله قادرًا على التعامل مع الحالات الحرجة بسرعة وكفاءة عالية.

التجربة أيضًا أبرزت الدور المحوري للتشخيص المبكر والدقيق في رسم خطة العلاج المناسبة، إذ إن الفحوصات الأولية أسهمت في كشف طبيعة الخطر ومن ثم تحديد التدخل الأنسب له.

كما تعكس العملية أهمية التقنيات التداخلية التي باتت بديلًا متقدمًا عن الجراحات التقليدية، خاصة في حالات الشرايين الدقيقة والمعقدة التي يصعب التعامل معها بطرق أخرى.

وتأتي هذه الخطوة في إطار النجاحات الطبية المتتالية التي يحققها القطاع الصحي السعودي، ضمن رؤية طموحة تستثمر في الكفاءات والتجهيزات لرفع جودة الخدمات المقدمة للمرضى.

كما أنها تمثل رسالة اطمئنان للمرضى وذويهم بأن الخدمات الصحية في المملكة قادرة على التعامل مع أكثر الحالات تعقيدًا بالاعتماد على خبرات وطنية ودولية.

ويعزز هذا النجاح أيضًا من مكانة المملكة كمركز إقليمي في تقديم الرعاية الصحية المتطورة، بما يتماشى مع رؤية 2030 التي تركز على الاستثمار في صحة الإنسان كركيزة للتنمية.

وبالنسبة للمريض نفسه، فإن هذه التجربة شكّلت نقطة تحول في حياته، حيث تجنّب مضاعفات قد تكون قاتلة أو معيقة بشكل دائم، ليعود بعدها إلى ممارسة حياته اليومية بأمان أكبر.

ويؤكد الأطباء أن متابعة العلاج والالتزام بالبرامج الوقائية، مثل تنظيم ضربات القلب ومراقبة ضغط الدم، ستكون مفتاحًا للحفاظ على الاستقرار الصحي وتفادي أي انتكاسات مستقبلية.

هذا الإنجاز الطبي يبقى شاهدًا جديدًا على أن الجمع بين الخبرة الطبية والتقنية المتقدمة قادر على إحداث فارق حقيقي في حياة المرضى، ويمثل إضافة نوعية لمسيرة التطور الصحي في المملكة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار