أعلنت القوات الخاصة للأمن البيئي عن ضبط مواطن ارتكب مخالفة بيئية واضحة، تمثلت في قيامه برعي ثمانية رؤوس من الإبل في مناطق يُمنع فيها الرعي داخل نطاق محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية، وهي من المحميات الخاضعة لحماية مشددة.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وتمت عملية الضبط خلال الجولات الرقابية التي تنفذها القوات البيئية بشكل مستمر، ضمن جهودها الرامية إلى تطبيق الأنظمة والتعليمات ذات الصلة بالحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي داخل المحميات الملكية.
وأوضحت القوات أن المواطن خالف نظام البيئة من خلال إدخال الإبل إلى مواقع محظور فيها الرعي، وذلك في تجاوز صريح للأنظمة المعمول بها، والتي تهدف إلى الحفاظ على الغطاء النباتي والتوازن البيئي في هذه المناطق الحساسة.
وأكدت أن الإجراءات النظامية تم تطبيقها بحقه فورًا، وهو ما يشمل تحرير محضر المخالفة وإحالة القضية للجهات المختصة لاستكمال ما يلزم وفق الأنظمة واللوائح التنفيذية المعتمدة في هذا الشأن.
وقدّرت القوات الغرامة المالية المترتبة على هذه المخالفة بمبلغ 500 ريال عن كل متن من الإبل، ليصل إجمالي الغرامة إلى 4,000 ريال، وفقًا لما تنص عليه اللائحة التنفيذية لنظام البيئة.
ويُعد الرعي الجائر أحد أبرز التحديات التي تواجه البيئة في المناطق البرية، إذ يتسبب في تدهور الغطاء النباتي، وانقراض بعض الأنواع المحلية، وخلل في توازن الأنظمة البيئية.
كما أوضحت القوات أن محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية تُعد من المناطق الطبيعية المحمية التي يُمنع فيها أي نشاط بشري غير منظم، بما في ذلك الرعي أو الصيد أو التخييم دون تصاريح رسمية.
وتُعتبر هذه المحمية من أهم النماذج الناجحة في المملكة لحماية الحياة الفطرية والغطاء النباتي، وهي تخضع لإشراف مباشر ضمن منظومة المحميات الملكية التي أُنشئت لحماية البيئة ضمن رؤية السعودية 2030.
وحذّرت القوات من أن مخالفة أنظمة الرعي ليست مجرد مخالفة مالية، بل تُعد تهديدًا مباشرًا للبيئة المحلية، وتُواجه بحزم في ظل الجهود المكثفة لحماية المناطق البرية من التدهور.
وتواصل القوات البيئية تنفيذ خططها الميدانية والرقابية في مختلف مناطق المملكة، لرصد التجاوزات البيئية والتعامل معها فورًا دون أي تهاون، بالتعاون مع الجهات الأمنية ذات العلاقة.
وأكدت أن مثل هذه المخالفات يتم رصدها سواء عبر الدوريات الراجلة أو باستخدام التقنيات الحديثة، ومنها الطائرات المسيّرة والكاميرات الحرارية الموزعة في عدد من المواقع الحساسة.
كما دعت القوات الخاصة للأمن البيئي جميع المواطنين والمقيمين إلى الإبلاغ عن أي ممارسات تُعد تعديًا على البيئة أو الحياة الفطرية، من خلال التواصل مع الأرقام المخصصة لذلك.
وبيّنت أن الرقم 911 مخصص لاستقبال البلاغات البيئية في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية، بينما يمكن استخدام الرقمين 999 و996 في بقية مناطق المملكة.
وأكّدت القوات أن جميع البلاغات تُعامل بسرية تامة، دون تحميل المُبلّغ أي مسؤولية، وذلك في إطار تشجيع المشاركة المجتمعية في حماية البيئة وتعزيز الرقابة الشعبية على الممتلكات الطبيعية.
ويأتي هذا النهج في التعامل مع المخالفات البيئية كجزء من تطبيق رؤية السعودية 2030، التي تولي ملف الاستدامة البيئية اهتمامًا بالغًا من خلال السياسات الرادعة والمبادرات الوقائية.
كما ينسجم مع مساعي المملكة في تعزيز الوعي البيئي بين الأفراد، وتحفيز التفاعل المجتمعي مع قضايا البيئة، باعتبارها مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون الجميع.
ويرى مختصون أن استمرار هذه الحملات الرقابية الصارمة سيُسهم في تقليل المخالفات البيئية تدريجيًا، ويُرسّخ ثقافة احترام المحميات الطبيعية وعدم التعدي عليها.
واختتمت القوات الخاصة للأمن البيئي بيانها بالتأكيد على أن التزام الأفراد بالأنظمة البيئية يعكس وعيًا وطنيًا متقدمًا، ويُسهم في بناء مستقبل بيئي أكثر استدامة للأجيال القادمة.