شاركت هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية في افتتاح النسخة التاسعة من معرض كتارا الدولي للصيد والصقور "سهيل 2025" بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث دشّنت جناحها الذي يعكس هوية المملكة في مجال الصيد المستدام والموروث الأصيل.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
الجناح الذي افتتح اليوم شهد إقبالًا واسعًا من الزوار والمهتمين، وركز على إبراز تجربة "محمية الشمال للصيد المستدام" بوصفها الأولى من نوعها في المملكة، بما تحمله من رؤية متوازنة تجمع بين حماية البيئة وتعزيز السياحة البيئية.
وقدّم القائمون على الجناح تفاصيل دقيقة عن خيارات الإقامة داخل المحمية، التي تنوعت بين المخيمات المجهزة لاستيعاب 12 و31 شخصًا، إضافة إلى النزل البيئية الفاخرة بطاقة تسعة أشخاص، والتي تُطرح هذا الموسم لأول مرة كخيار يجمع بين الأصالة والراحة.
ويتيح الجناح للزوار الاطلاع على الطرائد المتاحة في المحمية مثل طائر الحبارى والمها الوضيحي وأنواع الغزلان، وذلك ضمن منظومة صيد منظم تحافظ على التنوع الحيوي وتتيح في الوقت ذاته متعة الصيد التقليدي.
كما عُرضت طرق الصيد المعتمدة في المحمية، حيث خصص صيد الحبارى لاستخدام الصقور، بينما يمكن صيد الغزلان عبر كلاب السلوقي أو الأسلحة النارية، أما صيد المها الوضيحي فمقتصر على الأسلحة النارية فقط، بما ينسجم مع معايير الاستدامة والحفاظ على الحياة الفطرية.
ولم يقتصر العرض على الطرائد وأساليب الصيد، بل شمل أيضًا الخدمات المساندة التي تقدمها المحمية، مثل الاستقبال والضيافة، إلى جانب أنشطة الرماية على الأهداف الثابتة والأطباق الطائرة التي تمنح الزوار تجربة ترفيهية متكاملة.
وحرصت المحمية على استعراض أنشطتها الميدانية والخدمات المصممة خصيصًا لتلبية توقعات الزوار، ما يجعل التجربة أكثر ثراءً ويعزز قيمة السياحة البيئية كخيار متنامٍ في المملكة.
المعرض الذي يمتد من العاشر حتى الرابع عشر من سبتمبر الجاري، يفتح أبوابه للزوار يوميًا من العاشرة صباحًا حتى العاشرة مساءً، وهو ما يمنح مساحة زمنية واسعة للتعرف على مختلف المبادرات المعروضة.
وتسعى هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله عبر هذه المشاركة إلى ترسيخ رسالتها في حماية البيئة وصون الحياة الفطرية، إلى جانب المساهمة في تطوير مفهوم السياحة البيئية كأحد مسارات رؤية المملكة 2030.
كما أكدت الهيئة أن الجناح يمثل فرصة لتعريف الزوار بالبعد الثقافي والتراثي للصقارة والصيد في المملكة، بما يحمله من رمزية عميقة في الهوية الوطنية وعلاقته الوثيقة بالبيئة المحلية.
وتأتي مشاركة المحمية في "سهيل 2025" في وقت يتنامى فيه الاهتمام الإقليمي بالصيد المستدام، ما يعزز من مكانة المملكة كوجهة رائدة في هذا المجال.
ويعكس تصميم الجناح الاهتمام بتقديم تجربة تفاعلية تتيح للزوار التعرف على تفاصيل الحياة الفطرية وأساليب إدارتها وفق أحدث المعايير الدولية في مجال الاستدامة.
كما يشكّل الحضور السعودي في هذا المحفل الدولي إشارة إلى الانفتاح على التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات في مجال حماية التنوع البيولوجي وتطوير السياحة البيئية.
وتبرز المحمية نموذجًا عمليًا للتوازن بين الاستفادة من الموروث الأصيل للصيد والصقارة وبين متطلبات حماية الأنواع المهددة، بما يجعلها مرجعًا في هذا المجال.
ويرى خبراء البيئة أن هذه الخطوة تمثل تعزيزًا للوعي المجتمعي بقيمة الصيد المنظم، وبأن الاستدامة يمكن أن تكون ركيزة للتجربة السياحية والثقافية معًا.
كما أن استعراض مرافق الإقامة والخدمات يعكس بعدًا اقتصاديًا مهمًا، حيث تسعى المحمية لجذب شرائح متنوعة من الزوار والسياح الباحثين عن تجارب بيئية أصيلة.
ويؤكد هذا الحضور أن المملكة ماضية في مسار تطوير محمياتها الطبيعية، ليس فقط كمساحات للحماية البيئية، بل كمراكز جذب سياحي وثقافي متكامل.
وبهذا، يتحول جناح هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله في "سهيل 2025" إلى منصة لإبراز جهود المملكة في حماية الطبيعة وتعزيز الموروث الثقافي، وتقديم رؤية متجددة لمستقبل الصيد المستدام في المنطقة.