حصلت الشركة الوطنية لوساطة التأمين على التصريح النهائي لمزاولة نشاط وساطة التأمين الإلكتروني عبر منصتها الرقمية "أمّن"، في خطوة تعكس التحول الكبير الذي يشهده قطاع التأمين في المملكة نحو الرقمنة وتعزيز الابتكار في الخدمات المالية.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة بندر الربيعان أن هذا التصريح يمثل محطة مهمة بعد مرحلة الإطلاق التجريبي، حيث عملت الشركة على تطوير بنيتها التقنية بما يتماشى مع متطلبات السوق المحلية ورؤية المملكة 2030 الداعمة للتحول الرقمي.
وأشار الربيعان إلى أن الدعم الذي قدمته هيئة التأمين كان عاملًا حاسمًا في تمكين الشركة من الوصول إلى هذه المرحلة، إذ ساهمت الهيئة في تهيئة بيئة تنظيمية متكاملة تدفع نحو المزيد من النمو والاستدامة في القطاع.
وأكد أن التقنية التأمينية لم تعد مجرد خيار، بل أصبحت محركًا رئيسًا لتطوير القطاع المالي والتأميني، مبينًا أن المملكة باتت ثاني أسرع دولة عالميًا في تبني حلول "الإنشورتك" بفضل التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة.
ويعكس هذا الإنجاز تطورًا نوعيًا في الخدمات التأمينية الرقمية، حيث تستهدف منصة "أمّن" تقديم حلول متكاملة للأفراد والشركات، مع ضمان الشفافية وسهولة الاستخدام وسرعة الوصول إلى المنتجات التأمينية.
وتسعى الشركة من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز ثقة العملاء في التعاملات الرقمية، من خلال تصميم مسارات آمنة ومبسطة تواكب التوجه العالمي نحو الخدمات غير التقليدية.
كما تهدف المنصة إلى المساهمة في رفع كفاءة قطاع التأمين الرقمي عبر استخدام أحدث التقنيات، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات، لضمان دقة التقييم وجودة الخدمة المقدمة للعملاء.
وتشكل هذه الخطوة إضافة جديدة لسوق التأمين السعودي، الذي يشهد في السنوات الأخيرة نموًا متسارعًا مع دخول شركات جديدة وتوسع في الخدمات الإلكترونية.
ويعد حصول "أمّن" على التصريح النهائي مؤشرًا واضحًا على نضج التجربة الرقمية في القطاع، خاصة مع توجه المملكة لتوسيع نطاق التعاملات الإلكترونية في مختلف المجالات.
ومن المنتظر أن تساهم المنصة في تسهيل عمليات المقارنة بين المنتجات التأمينية، بما يمنح العملاء القدرة على اتخاذ قرارات مدروسة وفق معايير واضحة وموثوقة.
كما توفر المنصة آليات رقمية مبتكرة لتسعير وثائق التأمين وإصدارها وإدارتها، بما يضمن خدمة سلسة وخالية من التعقيدات التقليدية.
ويرى خبراء في المجال أن دخول لاعبين جدد إلى سوق التأمين الرقمي من شأنه رفع مستوى التنافسية وتحفيز الشركات الأخرى على تحسين خدماتها وتطوير بنيتها الرقمية.
ويتوقع أن يسهم هذا التوجه في تعزيز مساهمة قطاع التأمين في الاقتصاد الوطني، عبر رفع معدلات الاستثمار وتوسيع قاعدة العملاء.
كما أنه يدعم مستهدفات برنامج تطوير القطاع المالي، أحد برامج رؤية 2030، الذي يركز على تمكين الابتكار في الخدمات المالية والتأمينية.
ويؤكد هذا الإنجاز أن السوق السعودي أصبح بيئة جاذبة للتقنيات المالية، سواء من خلال جذب الاستثمارات أو تشجيع الشركات المحلية على الإبداع في الحلول الرقمية.
ويرى مراقبون أن منصة "أمّن" ستكون مثالًا عمليًا على قدرة الشركات السعودية على الجمع بين الابتكار والامتثال التنظيمي، بما يحقق التوازن المطلوب في قطاع حساس كقطاع التأمين.
ومن المنتظر أن تعزز هذه التجربة حضور المملكة إقليميًا وعالميًا في مجال التقنية المالية والتأمينية، وهو ما ينسجم مع طموحاتها في أن تكون مركزًا إقليميًا للابتكار الرقمي.
وبهذا التصريح النهائي، تنطلق الشركة الوطنية لوساطة التأمين نحو مرحلة جديدة من النمو والتوسع، واضعة نصب أعينها تقديم قيمة مضافة للسوق والعملاء على حد سواء.
