طرح المستشار التربوي والتعليمي عبدالله بن دحيم الدهاس مقترحًا لوزارة التعليم يهدف إلى تعزيز مرونة الدوام المدرسي للمعلمين والمعلمات، وذلك عبر ربط نظام "حضوري" الخاص بإثبات الانصراف بنظام "نور" التعليمي.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وأوضح الدهاس أن إلزام الكوادر التعليمية بالبقاء في المدرسة حتى استكمال سبع ساعات يومية، رغم انتهائهم من أداء جميع حصصهم الدراسية، يسبب مشقة دون جدوى عملية، معتبرًا أن هذه الساعات الإضافية لا تحقق قيمة تعليمية حقيقية.
وأشار إلى أن ربط الانصراف بنظام "نور" سيتيح التحقق من تنفيذ الجدول الدراسي المقرر بالكامل، بما في ذلك حصص الانتظار إذا وُجدت، مما يضمن إنجاز جميع المهام التعليمية قبل السماح بالانصراف.
وأضاف أن هذه الخطوة ستوفر للمعلمين فرصة مغادرة المدرسة فور انتهائهم من التزاماتهم الأكاديمية، وهو ما يمنحهم مزيدًا من الوقت للراحة أو التحضير للحصص المقبلة.
كما لفت إلى أن المعلمين الذين يدرّسون في مدارس بعيدة يواجهون أعباء مضاعفة بسبب طول الرحلة اليومية، مما يجعل ساعات الدوام الإضافية عبئًا نفسيًا وجسديًا.
واقترح منح هؤلاء المعلمين مرونة في إثبات الحضور الصباحي من أقرب مدرسة لمقر سكنهم، على أن يتم تسجيل الانصراف من المدرسة الأساسية التي يعملون بها بعد الانتهاء من حصصهم.
وبيّن أن هذه المرونة ستسهم في تخفيف أعباء السفر والتنقل، خاصة لأولئك الذين يعملون في مناطق نائية أو ذات طرق مزدحمة تستنزف الكثير من وقتهم وجهدهم.
وأكد أن الهدف من هذه المبادرات هو تحسين جودة الحياة للمعلمين والمعلمات، بما ينعكس إيجابًا على عطائهم داخل الفصول الدراسية.
كما أوضح أن المرونة في الدوام لا تعني التهاون في الانضباط، بل تمثل وسيلة لتحقيق التوازن بين متطلبات العمل وراحة الكادر التعليمي.
وأشار إلى أن التجارب العالمية في قطاع التعليم أظهرت أن إعطاء المعلمين مرونة في أوقات الدوام يعزز إنتاجيتهم ويرفع من مستوى رضاهم الوظيفي.
وأضاف أن ربط أنظمة الحضور والانصراف بالمنصات التعليمية الإلكترونية مثل "نور" يضمن الشفافية ويعزز الرقابة دون الحاجة للوجود الشكلي لساعات طويلة.
وبيّن أن التكنولوجيا قادرة على توفير حلول عملية لإدارة الوقت والمهام، وهو ما يتماشى مع توجه المملكة للتحول الرقمي في شتى القطاعات.
كما شدد على أن بقاء المعلمين في المدرسة بعد انتهاء حصصهم لا يضيف قيمة تعليمية، بل قد يؤدي إلى شعورهم بالإرهاق الذي ينعكس سلبًا على جودة أدائهم.
وأشار إلى أن تطبيق هذه المقترحات سيعزز من مكانة مهنة التعليم ويجعلها أكثر جاذبية للشباب المقبلين عليها.
وأضاف أن المرونة المقترحة ستفتح المجال للمعلمين لتخصيص وقت أكبر لتطوير مهاراتهم ومتابعة مستجدات المناهج وطرق التدريس الحديثة.
كما دعا وزارة التعليم إلى دراسة هذا المقترح بشكل جاد، خاصة في ظل ما تبذله المملكة من جهود لتطوير البيئة التعليمية بما يخدم أهداف رؤية 2030.
واعتبر أن إشراك المعلمين في وضع الحلول العملية لمشكلات الدوام يعد خطوة ضرورية لتحقيق بيئة تعليمية أكثر فاعلية واستدامة.واختتم بالتأكيد على أن نجاح العملية التعليمية يعتمد على المعلم أولًا، ومنحه المرونة والراحة سينعكس بالضرورة على جودة التعليم ومخرجاته.