توقّع المركز الوطني للأرصاد في تقريره اليومي أن تشهد أجواء المملكة حالة من عدم الاستقرار، حيث تتساقط أمطار رعدية متوسطة الشدة على مناطق جازان وعسير والباحة، تمتد لتشمل أجزاء من مكة المكرمة والمدينة المنورة، مع فرص لزخات من البرد ورياح نشطة قد تحد من مدى الرؤية الأفقية.
إقرأ ايضاً:"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدة

كما أوضح التقرير أن مناطق الرياض والقصيم وحائل ستكون على موعد مع أمطار خفيفة متفرقة، في حين يظل الطقس أكثر استقرارًا في بقية المناطق مع بقاء الأجواء غائمة جزئيًا، ما يشير إلى تباين واضح في حالة الطقس بين جنوب وغرب المملكة من جهة، والمناطق الوسطى والشمالية من جهة أخرى.

ولفت التقرير إلى احتمال تكوّن الضباب في ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر على أجزاء من المنطقة الشرقية، خاصة في القطاع الجنوبي منها، بالإضافة إلى مرتفعات الجنوب الغربي، وهو ما يستوجب الحذر على الطرق.

وبالنسبة لحركة الرياح على البحر الأحمر، فقد توقع المركز أن تكون شمالية غربية إلى شمالية بسرعة تتراوح بين 15 و40 كم/ساعة، مع زيادة سرعتها لتتجاوز 50 كم/ساعة في حال تكوّن السحب الرعدية الممطرة على الأجزاء الجنوبية.

كما أشار إلى أن ارتفاع الموج في البحر الأحمر يتراوح بين نصف المتر ومتر ونصف، وقد يصل إلى أكثر من مترين في بعض المواقع عند هطول الأمطار الرعدية، مما يجعل البحر ما بين خفيف إلى متوسط الموج، وقد يتحول إلى مائج أحيانًا.

وتأتي هذه التوقعات في ظل استمرار تأثير الرياح الموسمية على سواحل البحر الأحمر الجنوبية، وهو ما يعزز فرص تشكّل السحب الركامية الممطرة المصحوبة بعواصف رعدية متفرقة.

أما على الخليج العربي، فأوضح التقرير أن الرياح ستكون شمالية إلى شمالية غربية بسرعة 18 إلى 40 كم/ساعة على الأجزاء الشمالية والوسطى، بينما تكون شمالية غربية إلى جنوبية غربية بسرعة أقل تتراوح بين 10 و30 كم/ساعة على الأجزاء الجنوبية.

وذكر أن ارتفاع الموج على الخليج يتراوح بين نصف متر ومتر ونصف على الأجزاء الشمالية والوسطى، بينما لا يتجاوز المتر الواحد على الأجزاء الجنوبية، ما يجعل حالة البحر بشكل عام خفيفة إلى متوسطة الموج.

هذا التفاوت بين البحر الأحمر والخليج العربي يعكس اختلاف الأنظمة الجوية المؤثرة، حيث يتأثر البحر الأحمر بتصعيد الهواء الرطب القادم من الجنوب، بينما يظل الخليج تحت تأثير كتل هوائية أكثر استقرارًا.

وشدد المركز على أهمية متابعة تحديثاته اليومية، نظرًا للتقلبات السريعة في الأجواء خلال الفترة الانتقالية بين فصلي الصيف والخريف، حيث يكثر تشكّل السحب الركامية والأمطار الرعدية في مناطق عدة.

كما نصح المواطنين والمقيمين بتوخي الحذر أثناء القيادة في أوقات هطول الأمطار والضباب، خاصة على الطرق الجبلية والسريعة التي قد تشهد انعدامًا جزئيًا للرؤية.

وتكتسب هذه التوقعات أهمية بالغة نظرًا لتزامنها مع مواسم السفر والتنقل الداخلي، خصوصًا مع إجازة نهاية الأسبوع، ما يستدعي مزيدًا من الانتباه من قائدي المركبات.

كذلك نوّه التقرير إلى أن النشاط المتوقع في حركة الرياح قد يؤثر على الملاحة البحرية، سواء في البحر الأحمر أو الخليج العربي، الأمر الذي يتطلب تنبيه الصيادين ومرتادي البحر.

ومن المتوقع أن تساهم هذه الأمطار في تحسين مستويات الرطوبة والتخفيف من درجات الحرارة المرتفعة التي سادت خلال الأسابيع الماضية في معظم المناطق.

كما يُرجّح أن يكون للأمطار أثر إيجابي على الغطاء النباتي في المرتفعات الجنوبية الغربية، وهو ما ينعكس على النشاط الزراعي والرعوي في تلك المناطق.

وتأتي هذه الحالة الجوية امتدادًا للموجات الماطرة التي شهدتها مناطق المملكة مؤخرًا، والتي تؤكد استمرار الفعالية الجوية خلال الفترة الانتقالية.

ويُنتظر أن تتحسن الأجواء تدريجيًا مع اقتراب نهاية الأسبوع، حيث تميل درجات الحرارة إلى الاعتدال وتقل فرص الأمطار في بعض المناطق.

إلا أن الخبراء شددوا على أن موسم الأمطار الخريفية لا يزال في بدايته، ما يعني استمرار فرص الهطول المتفرقة على عدد من المناطق خلال الأسابيع المقبلة.