حذر باحثون متخصصون في علوم التغذية والسرطان النساء من مخاطر تناول اللحوم المصنعة بشكل منتظم، مشيرين إلى صلة قوية بين هذا النمط الغذائي وارتفاع احتمالات الإصابة بسرطان الثدي.
إقرأ ايضاً:"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام"صيد ثمين" لـ "نزاهة" في أكبر حملة رقابية.. إيقاف 17 موظف ومقيم في جرائم فساد
وجاء هذا التحذير بناء على دراسة طويلة الأمد امتدت لعقد كامل، شملت أكثر من 71 ألف سيدة تراوحت أعمارهن بين 40 و69 عامًا، وهو ما يمنح النتائج ثقلًا علميًا وواقعيًا.
وأوضحت نتائج الدراسة أن النساء اللاتي تناولن اللحوم المصنعة مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا، كُن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة وصلت إلى 57٪ مقارنة بمن تجنبن تناولها.
وأشار الباحثون إلى أن التأثير كان أكثر وضوحًا لدى النساء دون سن الخمسين، ما يثير القلق بشأن أنماط التغذية الحديثة وتأثيرها المبكر على صحة السيدات في مراحل عمرية حرجة.
وربطت الدراسة بين استهلاك اللحوم المصنعة ومادة نتريت الصوديوم، وهي مادة حافظة تُستخدم على نطاق واسع في هذه المنتجات، ولها تأثيرات مسرطنة عند دخولها الجسم.
تعمل مادة نتريت الصوديوم على قتل البكتيريا وتحسين نكهة اللحوم المصنعة، كما تمنحها اللون الوردي الجذاب، لكنها تتحول داخل الجسم إلى مركبات مسرطنة ضارة.
ويمكن لهذه المركبات أن تُحدث طفرات في أنسجة الثدي، ما يؤدي إلى تغيرات خلوية تزيد من احتمال نشوء الأورام السرطانية بمرور الوقت وتراكم التأثيرات.
وتؤكد هذه النتائج مخاوف قديمة سبق أن أثارتها منظمات دولية معنية بالصحة، وعلى رأسها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
وصنّفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان اللحوم المصنعة ضمن المجموعة الأولى من المواد المسرطنة، وهي الفئة الأخطر، وتضم التبغ والزرنيخ والأسبستوس والتهاب الكبد الوبائي ب.
وتعني هذه التصنيفات أن هناك أدلة كافية من الدراسات البشرية على تسبب هذه المواد في الإصابة بالسرطان، ما يجعل التوعية ضرورية لتقليل الاستهلاك اليومي.
ويشمل مصطلح اللحوم المصنعة منتجات مثل النقانق واللانشون والسجق واللحوم المملحة والمدخنة، وهي منتجات منتشرة على نطاق واسع في أنظمة التغذية الحديثة.
ويزداد الإقبال على هذه المنتجات بسبب سهولة تحضيرها وطول مدة صلاحيتها، إلا أن الدراسة تكشف أن هذه الميزات تأتي على حساب السلامة الصحية على المدى البعيد.
وتتجه بعض الدول إلى فرض قيود على استخدام نتريت الصوديوم في الصناعات الغذائية، في حين تطالب منظمات صحية بفرض تحذيرات واضحة على عبوات المنتجات المشبعة بها.
ويرى متخصصون في التغذية أن الاعتماد على مصادر بروتين طازجة مثل الدجاج غير المعالج أو الأسماك الطازجة والخضراوات قد يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
ويُعد سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء حول العالم، وتمثل الوقاية الغذائية أحد الأسلحة المهمة في تقليل نسب الإصابة به.
وتعزز نتائج الدراسة الدعوات إلى تعديل أنماط التغذية لتكون أكثر توازنًا، خاصة في ظل تزايد اعتماد الأجيال الجديدة على الوجبات السريعة والمنتجات الجاهزة.
وتوصي المنظمات الصحية بالاعتدال في استهلاك اللحوم المصنعة، إلى جانب رفع مستوى الوعي الغذائي، خصوصًا لدى الفئات العمرية الأصغر والأكثر عرضة للخطر.
وتشكل هذه الدراسة إضافة قوية إلى الأدبيات العلمية التي تربط بين التغذية غير الصحية وزيادة معدلات السرطان، وتفتح المجال لمزيد من الأبحاث في هذا السياق.
وتؤكد النتائج الحاجة الملحة لإعادة النظر في السياسات الغذائية والإعلانية التي تُسوق لمثل هذه المنتجات، بما يحمي الصحة العامة ويقلل من العبء الصحي المستقبلي.