عيادة التوحد الافتراضية
إنجاز نوعي يحل "مشكلة بعد المكان".. إطلاق "العيادة الافتراضية" بالذكاء الاصطناعي
كتب بواسطة: فهد الأعور |

أطلقت جمعية أسر التوحد في المملكة العربية السعودية رسمياً "عيادة التوحد الافتراضية"، وهي منصة طبية متكاملة حديثة، وقد تمثل هذه الخطوة إنجازاً غير مسبوق في منظومة الرعاية الصحية الرقمية السعودية، وهذا يؤكد على ريادة الجمعية في تقديم حلول متقدمة،
إقرأ ايضاً:"أمانة الطائف" تطلق مشروعًا مفاجئًا.. تعرف على تفاصيل صيانة شوارع حي الوسام!"المملكة" تؤكد ريادتها في قطاع التعدين.. واكتشافات قد تغيّر خارطة الاستثمار العالمي!

وقد تم ترخيص هذه العيادة بشكل رسمي من قبل وزارة الصحة، ما يمنحها الصفة القانونية والموثوقية اللازمة لتقديم الخدمات الطبية الضرورية، وذلك لتقديم حزمة "شاملة وضرورية" من الخدمات الصحية والتأهيلية التي يحتاجها الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد، وهذا يضمن جودة الخدمة المقدمة،

وتعد هذه الخطوة إنجازاً نوعياً وكبيراً يهدف بشكل أساسي ومباشر إلى "إزالة كافة الحواجز الجغرافية" التي كانت في السابق تعترض طريق الرعاية الصحية المتخصصة، وتمنع وصولها بيسر وسهولة إلى الأسر القاطنة في المناطق البعيدة والنائية من المملكة، وهذا يفتح آفاقاً جديدة للوصول للخدمة،

ويضمن هذا التوسع الجغرافي وصول الخدمات المتخصصة إلى جميع الأفراد في جميع أنحاء المملكة دون استثناء لأي منطقة، ما يحقق مبدأ "العدالة الصحية المنشودة" التي تسعى وزارة الصحة لتكريسها، ويوفر على الأسر عناء ومشقة السفر والتنقل للحصول على الرعاية اللازمة لأبنائها، وهذا يعد هدفاً سامياً للجمعية،

وتُعتبر هذه المبادرة التي أطلقتها جمعية أسر التوحد "الأولى من نوعها" على مستوى المملكة والمنطقة العربية، حيث تمثل حلاً مبتكراً ومتقدماً لسد فجوة أساسية كانت موجودة بالفعل في وصول الخدمات المتخصصة إلى الأسر الأكثر احتياجاً لها، وهذا يؤكد على أن العيادة الافتراضية جاءت لسد نقص حقيقي.

وقد تم تصميم نظام التشغيل الخاص بهذه المنصة الرقمية بقدرة استيعابية فائقة جداً، تتيح لها خدمة ما يزيد على "10 آلاف مستفيد" في الساعة الواحدة، ما يعكس حجم الأثر الإيجابي المباشر والمضاعف الذي ستحدثه هذه العيادة في حياة آلاف المواطنين، خاصة في ظل تزايد أعداد المستفيدين من خدمات التوحد، وهذا يضمن كفاءة التشغيل،

وتعتمد العيادة في تقديم كافة خدماتها النوعية على أحدث "تقنيات الاتصال المرئي والهاتفي" المتقدمة، وذلك لضمان جودة التواصل بين الطبيب والمريض وأسرته، وتأتي هذه التقنيات الحديثة "مدعومة بأدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة"، والتي تساند القرارات الطبية وتسرع من عملية التشخيص الدقيق للحالات، وهذا يضمن أعلى معايير الدقة العلمية.

بالإضافة إلى التشخيص والدعم، توفر العيادة كذلك "جلسات تأهيلية متخصصة ومكثفة" يتم تقديمها عبر الرعاية المنزلية للأسر التي تحتاج إليها، ما يزيد من فعالية العلاج والتأهيل ويجعله جزءاً لا يتجزأ من البيئة اليومية للمستفيد، وهذا يزيد من اندماج عملية التأهيل في الحياة اليومية، وهذا ما يجعلها رعاية متكاملة.

ويشرف على المنصة الافتراضية العملاقة "فريق طبي مؤهل تأهيلاً عالياً" يضم أكثر من 70 طبيباً وأخصائياً في ثمانية أقسام متخصصة ومختلفة، تغطي مجالات دقيقة مثل التشخيص الدقيق والطب النفسي والنطق والعلاج الوظيفي والسلوكي، وهذا التنوع يهدف لضمان تقديم رعاية متكاملة وعالية الجودة لا تقل عن تلك المقدمة في المراكز التقليدية، بل تتفوق عليها في سهولة الوصول.

وقد أكد صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالعزيز بن فرحان آل سعود، رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن هذا المشروع النوعي يمثل "أحد أهم إنجازات الجمعية" في تاريخها، مشيراً إلى أنه يواكب بشكل مباشر "مستهدفات رؤية المملكة 2030 الطموحة"، والتي تركز على بناء مجتمع حيوي يتمتع أفراده بكافة مقومات الحياة الكريمة، وهذا يربط المشروع بالهدف الوطني الأكبر.

وأشار سموه إلى أن العيادة بإمكانياتها المتقدمة وسعتها الفائقة جاءت بشكل استراتيجي لحل "معضلة بُعد المكان" التي كانت تمثل حاجزاً حقيقياً أمام الكثيرين من الأسر التي لديها أفراد من ذوي اضطراب التوحد، وهذا يمثل إزالة للعقبات التي كانت تواجه هذه الفئة العزيزة من المجتمع.

وتابع سموه أن إطلاق العيادة جاء انطلاقاً من "الحرص الشديد" على منح ذوي التوحد في المملكة فرصة حقيقية وموثوقة للحصول على "جودة حياة أفضل"، وتلقي الدعم التأهيلي بشكل مستمر ومنتظم من قبل خبراء مؤهلين، وهذا يضع على عاتق الجمعية مسؤولية استمرارية الدعم والرعاية، وهذا يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة.

وتواكب المنصة الجديدة بكل إمكانياتها استراتيجية "الصحة الإلكترونية" التي تتبناها وزارة الصحة بشكل متسارع، كما تتكامل المنصة تقنياً مع "الخدمات الصحية الحكومية" القائمة، وذلك بهدف تسهيل إدارة المواعيد بكل يسر وسهولة، وتصدير التقارير الطبية الخاصة بحالة كل مريض بشكل فوري وموثوق، وهذا ما يضمن التكامل والترابط في منظومة الخدمات،

وتهدف العيادة بشكل رئيسي ومستدام إلى "تحسين تجربة المريض بمعايير عالمية"، وتوسيع نطاق وصول الأسر إلى الخبراء المؤهلين في مجال التوحد، ودعم الأسر بالتوجيه والتأهيل الطبي اللازم والمستمر، ويكون ذلك كله وفق "أفضل الممارسات العلمية الحديثة" في مجال الرعاية الصحية الرقمية المتقدمة، وهذا يمثل التزاماً بالمعايير العالمية.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار