شهدت منطقة جازان انطلاق برنامج "وطن رياضي" الذي ينظمه فرع وزارة الرياضة بمناسبة اليوم الوطني الخامس والتسعين للمملكة، حيث تزينت الفعاليات بروح التحدي والفرح الوطني، لتكون الرياضة حاضرة بقوة في المشهد الاحتفالي الذي يجمع بين المتعة والانتماء.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام
يمتد البرنامج على مدى ثمانية أيام متواصلة، ويتضمن عشرين فعالية متنوعة، بمشاركة واسعة من الاتحادات الرياضية والأندية المحلية، إلى جانب حضور الجهات الحكومية والخاصة، في مشهد يعكس الشراكة المجتمعية لتعزيز الرياضة في الحياة اليومية.
وقد حرصت الوزارة على أن تكون الأنشطة شاملة لمختلف الأعمار، حيث جمعت بين الفعاليات الجماعية والفردية، وأتاحت الفرصة للأطفال والشباب والنساء والرجال على حد سواء للمشاركة والتفاعل، بما يعكس تنوع المجتمع السعودي وحيويته.
احتلت كرة القدم مكانة بارزة ضمن البرنامج، باعتبارها الرياضة الأكثر شعبية، فيما حظيت كرة السلة والطاولة باهتمام كبير من المشاركين، إضافة إلى منافسات التايكوندو والشطرنج التي استقطبت جمهورًا مميزًا من عشاق هذه الرياضات.
كما أضيفت لمسة من الإثارة عبر تحدي السهام ورفع الأثقال، فضلاً عن الألعاب الإلكترونية التي جذبت الفئة الشبابية بشكل لافت، حيث تمازجت المنافسة التقليدية مع التقنيات الحديثة في صورة تعكس تطور الرياضة السعودية.
ولم تقتصر الفعاليات على الرياضات المعتادة، بل شملت أيضًا السيارات الرياضية والدراجات النارية التي أضفت أجواءً من الحماس والإثارة، مع حضور قوي لألعاب الأطفال التي جعلت الحدث أقرب إلى مهرجان عائلي شامل.
شارك أكثر من ألفي شاب وفتاة وطفل منذ انطلاق البرنامج قبل أربعة أيام، حيث امتلأت الأركان بالزوار والمنافسين، في أجواء طغى عليها التحدي والرغبة في الفوز بالجوائز المخصصة للمتميزين.
وأكد القائمون على الفعالية أن الهدف الأساسي يتجاوز مجرد الترفيه، إذ يسعى البرنامج إلى نشر الرياضة المجتمعية وتعزيز مفهوم النشاط البدني بوصفه أسلوب حياة يتماشى مع توجهات رؤية المملكة 2030.
ويبرز من بين أهداف البرنامج أيضًا إتاحة الفرصة أمام جميع فئات المجتمع لممارسة الرياضة، والتعبير عن حب الوطن من خلال المشاركة الفعلية في حدث وطني جامع، يحمل رسالة بأن الرياضة جزء من الهوية السعودية الحديثة.
وقد أظهرت المنافسات مستوى متميزًا من التنظيم، حيث تكاملت جهود اللجان التنظيمية والجهات المشاركة لتوفير بيئة آمنة وممتعة، مع توفير كل الإمكانات اللازمة لإنجاح التجربة.
كما ساهم وجود الجهات الحكومية والخاصة في إثراء الفعاليات، إذ أقامت أركان تعريفية وتفاعلية سلطت الضوء على دورها في دعم الرياضة والتنمية المجتمعية، ما جعل الحدث يتجاوز كونه رياضيًا إلى كونه منصة للتواصل والتكامل.
وشهدت ساحات الفعالية تفاعلاً كبيرًا من العائلات، حيث حرص الكثيرون على اصطحاب أبنائهم للمشاركة، ما عزز من الطابع العائلي للبرنامج وأضفى عليه أجواءً وطنية نابضة بالحياة.
وجاءت المشاركة النسائية واضحة في مختلف الأنشطة، الأمر الذي يعكس التحولات الإيجابية التي تعيشها الرياضة النسائية في المملكة، ويدعم حضورها الفاعل في المناسبات الوطنية.
وحرصت الجهات المنظمة على تخصيص جوائز محفزة، بهدف تشجيع المنافسة وتعزيز الحماس بين المشاركين، وهو ما ساعد في رفع مستوى الأداء والإقبال على مختلف الفعاليات.
وتزامنت الأنشطة مع تغطية إعلامية واسعة، ساهمت في نقل أجواء الحدث إلى مختلف مناطق المملكة، مؤكدة أن جازان أصبحت ساحة رياضية نابضة بالحركة ضمن احتفالات اليوم الوطني.
كما أتاح البرنامج فرصة لإبراز المواهب الرياضية الشابة، حيث لفت العديد من المشاركين الأنظار بقدراتهم المميزة، ما يعزز إمكانية اكتشاف مواهب جديدة تخدم مستقبل الرياضة السعودية.
وتبرز أهمية هذه الفعاليات في كونها تعزز من مفهوم الولاء والانتماء الوطني، من خلال دمج الرياضة بروح المناسبة، لتصبح أداة للتعبير عن الحب والاعتزاز بالوطن.
وفي المحصلة، فإن برنامج "وطن رياضي" في جازان لم يكن مجرد احتفال رياضي، بل جاء ليشكل لوحة وطنية جامعة، تمتزج فيها المنافسة بالفرح، والرياضة بالانتماء، في صورة تجسد طموحات المملكة نحو مجتمع أكثر نشاطًا وصحة.