شدّد الدكتور خالد النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، على أهمية التزام مرضى الضغط المرتفع بتناول أدويتهم بشكل يومي ومنتظم، دون تهاون أو انقطاع.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وأكد النمر في تنبيه توعوي نشره عبر حسابه في منصة "إكس"، أن ارتفاع ضغط الدم يُعد من الأمراض المزمنة التي تستدعي علاجًا مستمرًا، وغالبًا ما يرافق المريض مدى الحياة.
وأوضح أن كثيرًا من المرضى يخطئون في فهم طبيعة مرض الضغط، حيث يعتقد بعضهم أن تحسن الأعراض أو استقرار القراءة يعني الشفاء الكامل، وهو تصور خاطئ وخطير.
وأشار إلى أن وظيفة الأدوية في حالات الضغط ليست القضاء على المرض، بل السيطرة على مستوياته ومنع تفاقمه، ما يحمي القلب والشرايين والمخ من مضاعفات قاتلة.
وبيّن الدكتور النمر أن إيقاف أدوية الضغط بشكل مفاجئ دون استشارة الطبيب قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في الضغط، وهو ما قد يسبب جلطات دماغية أو ذبحات صدرية قاتلة.
وأضاف أن الضغط المرتفع غالبًا لا يُظهر أعراضًا واضحة، ولهذا يُعرف بـ"القاتل الصامت"، مما يجعل المتابعة الطبية والانتظام في العلاج أمرًا حيويًا لا يمكن التهاون فيه.
وأكد أن بعض المرضى، خاصة الشباب، يشعرون بثقة زائفة عند تحسن مؤقت، فيقررون التوقف عن الدواء بأنفسهم، مما يعرضهم لمخاطر مفاجئة تهدد حياتهم.
ودعا إلى ضرورة التوعية المستمرة حول خطورة إهمال علاج الضغط، مشيرًا إلى أن الالتزام الدوائي يقلل من نسب الإصابة بالسكتات القلبية والدماغية بشكل كبير.
وأوضح أن المراقبة المنزلية للضغط لا تُغني عن مراجعة الطبيب المختص، الذي يستطيع تعديل الجرعات أو استبدال الأدوية وفق تطورات الحالة الصحية للمريض.
ونوّه إلى أن الضغط المرتفع مرتبط ارتباطًا وثيقًا بعوامل نمط الحياة، مثل التغذية، والوزن، والنشاط البدني، والتوتر، إلا أن الدواء يبقى خط الدفاع الأساسي.
وشدد على أن السيطرة على الضغط لا تعني الشفاء، بل تعني أن المريض نجح في تجنب المضاعفات، وهو ما يجب أن يدفعه للاستمرار لا التوقف عن العلاج.
وحذر من بعض النصائح الشعبية المتداولة بشأن علاج الضغط بالأعشاب أو المكونات المنزلية، مؤكدًا أن هذه الممارسات لا تحل محل العلاج الطبي الموثوق.
وبيّن أن الهدف من العلاج ليس فقط خفض الأرقام، بل الحفاظ على سلامة أعضاء الجسم الحيوية التي تتأثر سلبًا بارتفاع الضغط غير المسيطر عليه لفترات طويلة.
وأضاف أن استقرار الضغط على أرقام طبيعية هو نتيجة مباشرة للعلاج وليس دليلًا على زوال المرض، وأن هذه النتيجة مؤقتة في حال توقفت الأدوية.
ودعا المرضى إلى عدم التردد في استشارة طبيبهم في حال وجود أي آثار جانبية للأدوية، مؤكدًا أن هناك بدائل عديدة يمكن للطبيب استخدامها حسب الحالة.
كما وجه رسالة إلى ذوي المرضى بضرورة دعمهم وتشجيعهم على المتابعة والالتزام بالعلاج، خاصة كبار السن الذين قد ينسون جرعاتهم أو يتجاهلون خطورة الإهمال.
وأشاد بدور التوعية الرقمية والمنصات الطبية في تعزيز وعي المجتمع بأهمية علاج الأمراض المزمنة، مشيرًا إلى ضرورة تكرار الرسائل التوعوية بشكل دوري.
وختم الدكتور خالد النمر رسالته بالتأكيد على أن مرض الضغط ليس مرضًا مؤقتًا، وأن التعامل معه بجدية ووعي هو الخطوة الأولى نحو حياة صحية مستقرة.
وأكد أن مسؤولية العلاج مشتركة بين المريض والطبيب والأسرة، وأن الالتزام المستمر هو الحصن الأقوى أمام مضاعفات الضغط القاتلة التي قد تحدث بلا مقدمات.