انطلقت في مدينة الجبيل الصناعية فعاليات اليوم الوطني الخامس والتسعين للمملكة، حيث شهد شاطئ الفناتير مسيرات مهيبة شاركت فيها وحدات المشاة والآليات التابعة للقوات البحرية السعودية، وسط حضور جماهيري واسع تجمّع للاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية الغالية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وقدمت القوات البحرية عروضًا متنوعة أبرزت جانبًا من قوتها وجهوزيتها، إذ شملت العروض مسيرات زوارق سريعة واستعراضات جوية للطائرات المقاتلة، إلى جانب تنفيذ غارة برمائية على الشاطئ أظهرت مستوى عالٍ من الاحترافية والانسجام بين عناصرها.
كما أقيمت معارض ميدانية على هامش الفعاليات ضمت آليات ومعدات عسكرية متطورة، فضلًا عن معرض للأسلحة الحديثة، ما أتاح للحضور فرصة الاطلاع عن قرب على الإمكانات الدفاعية التي تمتلكها المملكة في حماية حدودها ومقدراتها.
ولم تقتصر الأنشطة على الطابع العسكري فقط، بل شملت أيضًا فعاليات ثقافية وفنية على مسرح شاطئ الفناتير، حيث عُرض أوبريت وطني قدم لوحات غنائية جسدت وحدة الوطن وتلاحم قيادته وشعبه.
وتزينت الأمسية بإلقاء قصائد شعرية وطنية عبّرت عن الاعتزاز بتاريخ المملكة ومكانتها، لتضيف بعدًا وجدانيًا إلى برنامج الاحتفاء الذي جاء متنوعًا وشاملًا.
كما كان للعرضة السعودية حضور بارز، حيث شارك فيها شبان يرتدون الأزياء التقليدية ورفعوا السيوف على وقع الأهازيج الوطنية، في مشهد جسّد التراث السعودي الأصيل وروح الاعتزاز بالهوية.
واهتمت اللجنة المنظمة كذلك بإدخال البهجة على نفوس الأطفال من خلال تخصيص أركان ترفيهية، احتوت على أنشطة تعليمية وألعاب تفاعلية، وهو ما جعل الفعالية عائلية الطابع ومناسبة لجميع الأعمار.
ولم تغب الأجواء الاحتفالية عن الحضور الذين اصطفوا على طول الكورنيش ملوحين بالأعلام الوطنية، مرددين الأناشيد والشعارات التي تعكس حبهم وولاءهم للوطن وقيادته.
ويعكس هذا الحدث الدور المتنامي لمدينة الجبيل الصناعية في استضافة الفعاليات الوطنية الكبرى، بما يرسّخ مكانتها كواجهة حضارية وسياحية ذات طابع خاص.
وتأتي هذه الاحتفالات ضمن سلسلة من الفعاليات المتزامنة في مختلف مناطق المملكة، التي أُعدّت لتواكب ذكرى التأسيس وتعكس التلاحم الشعبي والاعتزاز بالمنجزات الوطنية.
وتحرص القوات البحرية من خلال هذه المشاركات على إبراز قدراتها الدفاعية، إلى جانب إسهامها في تعزيز الروح الوطنية لدى الأجيال الناشئة، عبر مشاهد واقعية تبين حجم التضحيات والاستعداد الدائم.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الاستعراضات لا تقتصر على كونها عروضًا عسكرية، بل تحمل رسالة رمزية تؤكد أن قوة المملكة العسكرية تتكامل مع قوتها الثقافية والاجتماعية في خدمة الوطن.
كما أن دمج الأنشطة الفنية مع العروض العسكرية منح الفعالية بعدًا إنسانيًا وثقافيًا، يعكس رؤية المملكة في تقديم نموذج متوازن بين الأصالة والتطور.
وتجسد هذه الفعاليات رؤية 2030 التي تسعى إلى جعل المناسبات الوطنية منصات جامعة تعزز التلاحم المجتمعي وتبني جسورًا بين الماضي والحاضر والمستقبل.
ويبرز دور الفعاليات في تحفيز السياحة الداخلية، حيث استقطبت أعدادًا كبيرة من الزوار من داخل الجبيل وخارجها، ما أسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية المحلية.
كما وفّرت المعارض المصاحبة فرصة للتفاعل المباشر بين الجمهور والقوات المسلحة، بما يعزز الثقة المتبادلة ويجعل المواطن أكثر وعيًا بالدور الحيوي الذي يقوم به الجيش.
وتعكس أجواء الاحتفال في الجبيل هذه السنة مدى تطور تنظيم الفعاليات الوطنية في المملكة، إذ جمعت بين الجانب الأمني والعسكري والفني والترفيهي في تناغم مميز.
وبهذا جسدت الجبيل في يومها الوطني صورة مصغّرة عن المملكة، حيث التقت القوة بالثقافة، والفرح بالانتماء، في لوحة وطنية واحدة عبّرت بصدق عن حب السعوديين لوطنهم.