أكدت وزارة الصحة السعودية أن الأطفال يشكلون الفئة الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا، وذلك نتيجة لطبيعة جهازهم المناعي الذي لا يزال في مراحل النمو والتطور، مما يجعل مقاومتهم للعدوى أقل فعالية مقارنة بالكبار.
إقرأ ايضاً:"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدةباحثون يطلقون تحذيرًا صادمًا للنساء.. هذه "العادة الأسبوعية" قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان
وأوضحت الوزارة عبر منصة إكس أن الجهاز المناعي لدى الأطفال يكون في طور النضج، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالفيروسات والبكتيريا التي تسبب الإنفلونزا، ويزيد من صعوبة مقاومة الجسم لهذه العدوى بشكل فعال.
وأضافت أن الخطر يزداد بشكل ملحوظ لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، نظرًا لأن جهاز المناعة لديهم يكون أقل تطورًا، كما أن الأطفال المصابين بأمراض مزمنة هم أكثر عرضة للمضاعفات.
تعتبر المضاعفات الناتجة عن الإنفلونزا من الأسباب الرئيسية للقلق، حيث تشمل الالتهاب الرئوي، وهو مرض خطير قد يتطلب عناية طبية مكثفة في المستشفيات لمنع تفاقم الحالة الصحية للأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الإصابة بالإنفلونزا إلى التهابات مزمنة في الجيوب الأنفية، التي تسبب ألمًا مستمرًا واضطرابات في الجهاز التنفسي تؤثر سلبًا على جودة الحياة اليومية للأطفال المصابين.
كما يُعد التهاب الأذن من المضاعفات الشائعة التي ترافق الإنفلونزا، وخاصة عند الأطفال، وقد يسبب ذلك مشكلات صحية متكررة تحتاج إلى متابعة طبية لتجنب تفاقم الحالة.
وأكدت الوزارة أن تفاقم الأمراض المزمنة المصاحبة، مثل السكري، قد يزيد من حدة الإنفلونزا، مما يستلزم مراقبة دقيقة للحالة الصحية للأطفال الذين يعانون من مثل هذه الأمراض المزمنة.
ومن المضاعفات النادرة، لكنها شديدة الخطورة، التي يمكن أن تحدث نتيجة الإصابة بالإنفلونزا، التهابات الدماغ، والتي تستدعي التدخل الطبي الفوري لمنع حدوث أضرار دائمة أو مضاعفات طويلة الأمد.
في هذا السياق، شددت وزارة الصحة على أهمية التطعيم ضد الإنفلونزا، خاصة للأطفال الذين يبلغون من العمر ستة أشهر فأكثر، باعتباره إجراءً وقائيًا فعالًا للحماية من الفيروس.
ويعتبر اللقاح أحد الوسائل الأكثر فاعلية للوقاية من الإصابة بالإنفلونزا، إذ يقلل من فرص انتقال العدوى بين الأطفال ويحد من شدة المرض في حال حدوث الإصابة.
كما يلعب التطعيم دورًا مهمًا في تقليل انتشار الفيروس بين أفراد الأسرة والمجتمع بشكل عام، مما يعزز مناعة المجتمع ويساعد في السيطرة على تفشي الإنفلونزا خلال موسمها.
تحث وزارة الصحة أولياء الأمور على الالتزام بجداول التطعيمات الموصى بها للأطفال حفاظًا على صحتهم وسلامتهم، والحد من احتمالات الإصابة بمضاعفات قد تكون خطيرة.
كما تؤكد الوزارة على أهمية اتباع الإجراءات الوقائية الأخرى، مثل غسل اليدين بانتظام، والابتعاد عن الأشخاص المصابين بالإنفلونزا لتقليل خطر العدوى.
وتُشير الوزارة إلى أن الإنفلونزا ليست مرضًا بسيطًا، بل يمكن أن تسبب مضاعفات صحية خطيرة، لا سيما للأطفال الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو أمراض مزمنة.
ولذلك، فإن الاستعداد المبكر من خلال التطعيم والتوعية الصحية المستمرة يعدان من أهم الخطوات للحد من أضرار هذا المرض وضمان سلامة الفئات الأكثر عرضة له.
تعمل وزارة الصحة بالتنسيق مع المراكز الصحية والمستشفيات على توفير اللقاحات بشكل واسع وفي أوقات مناسبة، لتسهيل وصولها لجميع الأطفال والمستفيدين.
الالتزام بالإرشادات الصحية من قبل الأسر والمجتمع يسهم بشكل كبير في تقليل معدلات الإصابة، والحد من حالات دخول المستشفيات الناتجة عن مضاعفات الإنفلونزا.
كما يساهم الوعي المجتمعي حول أهمية التطعيم والوقاية في دعم جهود الوزارة للسيطرة على انتشار الإنفلونزا وحماية الأطفال من أخطارها المحتملة.
تواصل الوزارة جهودها في نشر المعلومات الصحية الموثوقة عبر مختلف الوسائل، لضمان وصول الرسائل التوعوية إلى أكبر عدد من أفراد المجتمع.
وفي الختام، تحث الوزارة الجميع على أخذ الإنفلونزا بجدية، خاصة مع اقتراب المواسم التي تشهد ارتفاعًا في حالات الإصابة، والعمل على توفير بيئة صحية آمنة للأطفال.