الأمن البيئي
"القوات الخاصة للأمن البيئي" تضبط "تحركاً مريباً" في الرياض.. التفاصيل الكاملة
كتب بواسطة: زكريا الحاج |

في إطار جهود المملكة لحماية مواردها الطبيعية، أعلنت القوات الخاصة للأمن البيئي عن ضبط مقيم من الجنسية الباكستانية ارتكب مخالفة بيئية جسيمة في منطقة الرياض، تمثلت في استغلال غير مشروع للرواسب الطبيعية.
إقرأ ايضاً:"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام"صيد ثمين" لـ "نزاهة" في أكبر حملة رقابية.. إيقاف 17 موظف ومقيم في جرائم فساد

وتأتي هذه الواقعة في وقت تزداد فيه أهمية الحفاظ على التوازن البيئي، خصوصًا في المناطق التي تشهد نشاطًا عمرانيًا متسارعًا مثل العاصمة الرياض، ما يجعل مثل هذه الانتهاكات تهديدًا مباشرًا للبيئة المحلية.

وذكرت القوات الخاصة أن المقيم قام باستخدام معدات ثقيلة لتجريف التربة ونقلها دون الحصول على التراخيص النظامية اللازمة، وهو ما يعد مخالفة صريحة لنظام البيئة المعمول به في المملكة.

وشددت على أن هذه المخالفات لا تتسبب فقط في تدهور الأراضي، بل تؤثر أيضًا على دورة المياه الجوفية وتزيد من احتمالية التصحر، ما يجعل التدخل السريع ضرورة ملحة لحماية النظم البيئية.

وأشار البيان إلى أن الجهات المختصة باشرت فورًا اتخاذ الإجراءات النظامية بحق المخالف، تمهيدًا لإحالته للجهات المعنية لتطبيق العقوبات المقررة وفق الأنظمة البيئية.

وتعكس هذه الجهود التزام المملكة الجاد بتنفيذ رؤية 2030، التي تضع في مقدمة أولوياتها حماية البيئة وتطوير التشريعات التي تضمن استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

كما تؤكد هذه العملية على أهمية دور القوات الخاصة للأمن البيئي، التي أصبحت لاعبًا رئيسيًا في مراقبة وتنفيذ القوانين البيئية على امتداد مناطق المملكة.

وتعتبر منطقة الرياض من أكثر المناطق التي تواجه ضغوطًا بيئية نتيجة للنمو الحضري والطلب المتزايد على مواد البناء، ما يتطلب رقابة صارمة على أنشطة استخراج الرواسب والتربة.

وكانت وزارة البيئة والمياه والزراعة قد أطلقت في السنوات الأخيرة عددًا من المبادرات لمراقبة الأنشطة المتعلقة بالموارد الأرضية، في محاولة للحد من التعديات والتجاوزات غير النظامية.

وتأتي هذه الجهود انسجامًا مع الإستراتيجية الوطنية للبيئة التي تهدف إلى إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة والحفاظ على التنوع البيولوجي والحد من الممارسات غير المشروعة.

ودعت القوات الخاصة المواطنين والمقيمين إلى المساهمة الفعالة في حماية البيئة من خلال الإبلاغ الفوري عن أي مخالفات يشهدونها في مواقعهم، مؤكدة أن وعي المجتمع هو خط الدفاع الأول.

وأوضحت أن المعدات التي تم ضبطها كانت معدة للتشغيل في منطقة نائية جنوب الرياض، ما يشير إلى أن المخالفين يختارون مواقع بعيدة عن الأنظار لتفادي المراقبة والمساءلة.

ورغم استخدام هذه الأساليب، فإن تقنيات الرصد الحديثة التي باتت تعتمدها الأجهزة البيئية ساهمت في رصد التحركات المشبوهة بشكل أسرع وأكثر دقة من السابق.

وأكدت القوات الخاصة أن جميع البلاغات التي تردها تعامل بسرية تامة، وأن المبلغين لا يتحملون أي تبعات قانونية، ما يشجع على الإبلاغ دون تردد.

وشملت أرقام التواصل المخصصة للبلاغات الرقم 911 لمناطق مكة المكرمة والرياض والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية، فيما خُصص الرقم 999 و996 لبقية المناطق.

ويعكس تخصيص هذه القنوات حرص الجهات المختصة على إتاحة التواصل السريع والمباشر مع المجتمع لضمان سرعة الاستجابة لأي مخالفة بيئية.

وتعتبر مخالفة استغلال الرواسب من التحديات البيئية المستمرة في المملكة، لما لها من آثار تراكمية على تدهور الأراضي وتغيير المعالم الطبيعية للمنطقة.

كما أن تكرار هذه الحالات يضع الجهات التنظيمية أمام تحديات مستمرة، تستدعي تطوير أدوات الرقابة وتغليظ العقوبات لردع المخالفين.

وتسعى المملكة من خلال هذه الإجراءات إلى بناء بيئة صحية وآمنة تحافظ على حقوق الأفراد والمجتمع، وتضمن استدامة مواردها الوطنية ضمن إطار التنمية المستدامة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار