حققت جامعة شقراء قفزة نوعية لافتة في مسيرتها الرياضية الجامعية، بعد أن حصدت المركز السابع في مؤشر الأداء الجامعي للاتحاد السعودي للرياضة الجامعية للموسم الخامس عشر 2024 – 2025، متقدمة 26 مركزًا عن ترتيبها السابق في موسم 2022 – 2023، وذلك وسط منافسة بين 45 جامعة وكلية حكومية وأهلية.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وجاء هذا الإنجاز خلال الحفل السنوي للاتحاد السعودي للرياضة الجامعية، الذي أقيم في مقر وزارة التعليم بالرياض برعاية وزير التعليم ورئيس مجلس إدارة الاتحاد يوسف بن عبدالله البنيان، حيث تسلّم رئيس جامعة شقراء الدكتور علي بن محمد السيف درع التكريم، في لحظة جسدت الاعتراف الرسمي بتميز الجامعة.
ويُظهر هذا التقدم المتسارع حجم التطوير الذي حققته جامعة شقراء في وقت قصير، إذ قفزت من المركز 33 في موسم 2022 – 2023 إلى المركز 19 في الموسم الماضي، قبل أن تترسخ في المركز السابع هذا العام، وهو ما يعكس نجاح خططها في رفع مستوى المنافسة والمشاركة الرياضية.
ويؤكد هذا الترتيب الجديد على أن الجامعة باتت لاعبًا رئيسيًا في مشهد الرياضة الجامعية السعودية، حيث استطاعت ترجمة جهودها الممنهجة إلى إنجازات ملموسة، ما ساعدها في تعزيز مكانتها بين الجامعات.
وفي تعليقه على هذا الإنجاز، أعرب رئيس الجامعة الدكتور علي بن محمد السيف عن اعتزازه بما تحقق، مشددًا على أن ذلك يمثل ثمرة العمل الجماعي داخل الجامعة، وانعكاسًا لالتزامها بتحقيق التميز في جميع المجالات.
وأضاف السيف أن الجامعة وفرت بيئة متكاملة تدعم المواهب الطلابية وتنمي قدراتهم الرياضية، مما مكنها من المنافسة بقوة في البطولات الجامعية المختلفة، والظهور بمستويات تليق باسمها.
كما أشار إلى أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الدعم المستمر من وزارة التعليم، التي تشجع الجامعات على الاستثمار في الرياضة الجامعية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 الطموحة.
وتضع الرؤية الوطنية النشاط الرياضي كأداة محورية لبناء شخصية الطالب، وتعزيز لياقته الذهنية والجسدية، إضافة إلى ترسيخ دوره في التنمية المستدامة، وهو ما تسعى جامعة شقراء إلى ترجمته على أرض الواقع.
ويُعد مؤشر الأداء الجامعي الصادر عن الاتحاد السعودي للرياضة الجامعية مرجعًا أساسيًا لقياس مستوى الجامعات، من حيث المشاركة في البطولات وجودة التنظيم والأداء الرياضي، ما يمنح إنجاز شقراء بعدًا إضافيًا.
هذا المؤشر لا يقف عند حدود الأرقام فقط، بل يمثل معيارًا لتقييم جدية الجامعات في التعامل مع الرياضة كجزء لا يتجزأ من العملية التعليمية والتربوية، وهو ما تميزت فيه جامعة شقراء هذا الموسم.
الجامعة بدورها استفادت من التوسع في البرامج والأنشطة الرياضية، حيث ركزت على زيادة المشاركة الطلابية وتنويع الفعاليات، مما انعكس على نتائجها في المؤشر.
كما تبنت الجامعة استراتيجيات واضحة لاكتشاف المواهب وتطويرها، عبر إنشاء فرق منافسة وتقديم الدعم الفني والإداري لها، ما عزز فرصها في حصد النقاط.
هذا التوجه جعل من شقراء نموذجًا للجامعات التي توازن بين الجانب الأكاديمي والأنشطة غير الصفية، وهو ما يتماشى مع فلسفة التعليم الحديث.
ولا يخفى أن المنافسة بين الجامعات في مجال الرياضة باتت ساحة لإبراز القدرات التنظيمية والإدارية، إلى جانب الأداء الرياضي، وهو ما أكدت شقراء قدرتها على التفوق فيه.
ويعكس هذا الإنجاز أيضًا حجم الطموح الذي تقوده الجامعة لتعزيز مكانتها على الخريطة الوطنية، ليس فقط أكاديميًا بل ورياضيًا، وهو ما يفتح آفاقًا أوسع أمام طلابها.
وبهذا التقدم، تقترب الجامعة أكثر من مصاف الجامعات العشر الأولى، ما قد يجعلها خلال المواسم المقبلة ضمن المراتب الخمس الأوائل إذا استمرت على ذات النهج.
ويشكل هذا الحضور القوي إضافة نوعية للحراك الرياضي الجامعي في المملكة، الذي يشهد نموًا متسارعًا بفضل الدعم المؤسسي والاهتمام بالطلاب كمحور رئيسي.
ومع هذا النجاح، تواصل جامعة شقراء كتابة فصل جديد في سجل إنجازاتها، مؤكدة أن الرياضة الجامعية ليست نشاطًا ترفيهيًا فحسب، بل ركيزة لبناء أجيال قادرة على المنافسة والعطاء.
إنجاز جامعة شقراء يعكس إرادة جامعية تتناغم مع رؤية وطنية شاملة، ويضعها في موقع يليق بطموحاتها المستقبلية على المستويين التعليمي والرياضي.