ضبطت القوات الخاصة للأمن البيئي مواطنًا في محمية طويق الطبيعية إثر مخالفته لنظام البيئة بعد إشعاله النار في مكان غير مخصص لذلك، في خطوة تؤكد التشديد على أهمية الالتزام بالتعليمات الخاصة بالمحميات والغطاء النباتي للحفاظ على سلامة الموارد الطبيعية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وأوضحت القوات أن المخالف جرى اتخاذ الإجراءات النظامية بحقه، وفق ما تنص عليه اللوائح المنظمة لاستخدام المتنزهات الوطنية والغابات، حيث تهدف هذه الإجراءات إلى ردع السلوكيات التي قد تشكل تهديدًا للتوازن البيئي أو تزيد من مخاطر الحرائق.
كما أشارت القوات إلى أن الأنظمة البيئية في المملكة تضع ضوابط صارمة للأنشطة داخل المحميات والمتنزهات، خاصة ما يتعلق بإشعال النار، نظرًا لما قد ينجم عنها من أضرار على الغطاء النباتي أو تهديد مباشر للحياة الفطرية.
وبيّنت أن عقوبة إشعال النار في غير الأماكن المخصصة لها تصل إلى ثلاثة آلاف ريال، وهو ما يعكس جدية التعامل مع مثل هذه المخالفات التي قد تبدو بسيطة في ظاهرها لكنها تحمل آثارًا سلبية كبيرة على المدى الطويل.
تأتي هذه الإجراءات ضمن إطار الجهود المتواصلة لحماية البيئة في المملكة، حيث تعمل القوات الخاصة للأمن البيئي على تكثيف الرقابة وتطبيق الأنظمة بصرامة للحفاظ على مقدرات الطبيعة الوطنية.
وتعد محمية طويق الطبيعية واحدة من أبرز المحميات في السعودية، إذ تحتضن تنوعًا نباتيًا وحيوانيًا فريدًا، ما يجعلها مقصدًا مهمًا للباحثين والزوار ومحورًا أساسيًا في استراتيجيات الحفاظ على البيئة.
كما تسعى وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع الجهات الأمنية المختصة إلى تعزيز التوعية المجتمعية حول أهمية الالتزام بالإرشادات داخل المحميات، بما يضمن استدامة هذه الثروات الطبيعية للأجيال القادمة.
وتحرص الجهات المعنية على وضع لوحات إرشادية واضحة في المواقع المخصصة لإشعال النار، إضافة إلى توفير مرافق آمنة للزوار لتجنب وقوع مخالفات أو حوادث قد تهدد السلامة العامة.
وأكدت القوات الخاصة للأمن البيئي أن الوعي المجتمعي يعد خط الدفاع الأول لحماية الغطاء النباتي، داعية جميع المواطنين والمقيمين إلى التعاون والالتزام بالقوانين والأنظمة البيئية.
كما شددت على أن السلوكيات غير المسؤولة، مثل إشعال النار في أماكن غير مخصصة، تضر بصورة مباشرة بالبيئة وتؤثر في جهود الدولة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 في مجال الاستدامة البيئية.
وتأتي هذه المخالفة في وقت تكثف فيه السعودية مبادراتها الخضراء التي تهدف إلى مكافحة التصحر وزيادة الرقعة الخضراء، ما يجعل الحفاظ على الغابات والمتنزهات جزءًا من مسؤولية وطنية مشتركة.
وأشار مختصون إلى أن أي إهمال في التعامل مع الموارد الطبيعية قد يقوض الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة، خاصة مع التوسع في مشاريع التشجير وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة.
ويؤكد الخبراء أن حماية المحميات الطبيعية تتطلب تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية، حيث لا يكفي وجود القوانين وحدها بل يستلزم الأمر التزامًا فعليًا من قبل الأفراد.
ومن جانب آخر، تواصل القوات الخاصة للأمن البيئي حملاتها التوعوية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتثقيف الجمهور حول الممارسات الصحيحة أثناء التنزه والرحلات البرية.
كما تركز هذه الحملات على إيضاح العقوبات النظامية بحق المخالفين، ما يسهم في تعزيز الردع العام ويقلل من معدلات التجاوزات البيئية في مختلف المناطق.
وتشدد الجهات المختصة على أن أي مخالفة بيئية، مهما صغرت، تعني إهدارًا لجهود حماية الطبيعة وتطوير السياحة البيئية التي تراهن عليها المملكة كأحد روافد الاقتصاد الوطني.
وفي ضوء ذلك، يبقى الالتزام بالتعليمات مسؤولية مشتركة تترجم احترام الفرد للبيئة التي يعيش فيها، وتسهم في تعزيز جودة الحياة التي تسعى المملكة لتحقيقها ضمن خططها الطموحة.
ويُنتظر أن تسهم مثل هذه الإجراءات في رفع مستوى الوعي البيئي لدى الزوار والمتنزهين، لتصبح الثقافة البيئية جزءًا أصيلًا من السلوك المجتمعي في المملكة.