أطلقت الإدارة العامة للمرور حملة ميدانية واسعة النطاق، استهدفت المركبات التي تتوقف في الأماكن المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، في مختلف مناطق المملكة، ضمن جهود تعزيز النظام المروري واحترام حقوق الفئات المستحقة.
إقرأ ايضاً:"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدة

وكشفت منصة «المرور السعودي» عبر حسابها الرسمي في «إكس» أن الحملة أسفرت عن ضبط 2001 مركبة مخالفة خلال فترة قصيرة، مما يعكس حجم التجاوزات التي يتم ارتكابها في هذا الجانب.

وأشارت الإدارة إلى أن هذه الحملة تأتي في إطار العمل الميداني المستمر، الذي تنفذه فرق المرور بشكل دوري لرصد السلوكيات غير النظامية، وخاصة ما يمس حقوق فئات تحتاج إلى تسهيلات خاصة في التنقل.

ويُعد الوقوف في الأماكن المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة مخالفة صريحة لنظام المرور، كما أنه تصرف غير إنساني يتنافى مع مبادئ الاحترام والتكافل داخل المجتمع السعودي.

وتوزعت المخالفات المضبوطة على مختلف المناطق الإدارية، دون تحديد دقيق للأماكن أو الفترات الزمنية، ما يشير إلى انتشار الظاهرة على نطاق واسع يستدعي مزيدًا من الوعي والانضباط.

وشدّدت الإدارة العامة للمرور على أهمية التزام السائقين بالقوانين المرورية، خاصة تلك التي تحفظ كرامة وسلامة ذوي الإعاقة، وتُسهم في تسهيل حياتهم اليومية في الأماكن العامة.

كما دعت إدارات المرور المواطنين والمقيمين إلى احترام الإشارات الخاصة بذوي الإعاقة، والامتناع عن استخدام مواقفهم المخصصة، تحت أي ظرف كان.

وتؤكد الجهات المعنية أن هذه المواقف وُضعت لتلبية احتياجات هذه الفئة، وتسهيل تنقلهم، لا سيما في المستشفيات، الدوائر الحكومية، والمجمعات التجارية.

وتنص الأنظمة السعودية على فرض غرامات مالية على المخالفين، إلى جانب إمكانية حجز المركبة في بعض الحالات، بحسب ما تنص عليه اللائحة التنفيذية لنظام المرور.

وقد لقيت الحملة إشادة من عدد كبير من المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أنها خطوة إيجابية لتكريس مفهوم الاحترام المتبادل والمسؤولية المدنية.

في المقابل، أثار الرقم المعلن عن عدد المركبات المخالفة ردود فعل متباينة، حيث رأى البعض أنه يعكس نقصًا في التوعية المرورية وثقافة الالتزام لدى فئة من السائقين.

وتُعد هذه الخطوة جزءًا من سلسلة حملات توعوية وميدانية أطلقتها الإدارة العامة للمرور خلال العام الجاري، ضمن توجه الدولة نحو تحسين جودة الحياة وتعزيز السلامة المرورية.

وتأتي هذه التحركات متماشية مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تضع في أولوياتها دمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وتحقيق بيئة عمرانية ومجتمعية صديقة للجميع.

وترتبط هذه الجهود أيضًا بتقنيات الرصد الآلي الحديثة التي بدأت المملكة في استخدامها لرصد المخالفات بشكل فوري وفعال، مما يعزز من سرعة التدخل واتخاذ الإجراءات.

ويأمل المختصون في أن تؤدي هذه الحملات إلى خلق وعي دائم لدى السائقين، بحيث لا يقتصر الالتزام بالقانون على فترات الرقابة المشددة فقط، بل يصبح سلوكًا يوميًا.

كما تم التأكيد على أن كل شخص يمكن أن يسهم في تحسين النظام المروري من خلال التبليغ عن أي مخالفة، باستخدام التطبيقات الرسمية أو عبر الاتصال بالجهات المختصة.

وتشير التجارب الميدانية إلى أن الاستجابة المجتمعية كانت فاعلة في بعض المدن، حيث تم تسجيل بلاغات متعددة من المواطنين ساعدت في سرعة ضبط المخالفين.

وفي هذا السياق، أكدت الإدارة العامة للمرور أنها لن تتهاون مع أي تجاوز، وأنها ماضية في تطبيق العقوبات الرادعة على كل من يخالف التعليمات المتعلقة بمواقف ذوي الإعاقة.

في الختام، شددت الجهات المرورية على أن احترام حقوق الآخرين يبدأ من احترام الأنظمة، وأن المخالفة لا تُعد فقط تجاوزًا قانونيًا، بل أيضًا انتهاكًا لقيم إنسانية يجب أن تُصان.