خصصت أمانة الأحساء ميزانية ضخمة تتجاوز مليارًا وأربعمائة مليون ريال لتنفيذ عشرة مشاريع كبرى من الجسور والأنفاق عند التقاطعات الحيوية، في خطوة تهدف إلى تحسين انسيابية الحركة المرورية ورفع كفاءة شبكة الطرق، وذلك ضمن حزمة واسعة من الخطط التنموية التي تمتد على مدى السنوات الخمس المقبلة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وتندرج هذه المشاريع ضمن محفظة ضخمة تضم 543 مشروعًا متنوعًا في مختلف المجالات، تسعى من خلالها الأمانة إلى تعزيز البنية التحتية ورفع جودة الحياة للسكان، بما يرسخ مكانة الأحساء كمركز اقتصادي واعد على خريطة المملكة.

وأوضح وكيل الأمانة للمشاريع المهندس عبدالله العتيبي أن هذه الجسور والأنفاق تمثل أولوية قصوى لمعالجة نقاط الازدحام المروري، خاصة في التقاطعات التي تشهد كثافة عالية، مؤكدًا أن هذه الحلول ستسهم في تحسين السلامة المرورية وتقليص زمن التنقل.

وأضاف أن الأمانة لا تقتصر خططها على الطرق وحركة المركبات فقط، بل تشمل كذلك إعادة تطوير عدد من الأحياء السكنية بالتعاون مع القطاع الخاص، ما يعزز من جودة الخدمات المقدمة ويحفز الاستثمار العمراني.

كما أشار العتيبي إلى أن مشاريع البنية التحتية ستواكبها مبادرات ذات طابع ثقافي ومجتمعي، من بينها إنشاء مرافق لدعم الحرف اليدوية وتطوير الأسواق الشعبية الأسبوعية، بما يحافظ على هوية الأحساء الثقافية العريقة.

وأكد أن هذه الخطوات تأتي ضمن رؤية المملكة 2030 التي تدفع باتجاه مدن عصرية متكاملة، تجمع بين التوسع الاقتصادي والحفاظ على البعد التراثي والثقافي.

وفي هذا السياق، تعمل الأمانة على جعل الأحساء بيئة حضرية تراعي مختلف الفئات العمرية، لا سيما الأطفال، إذ تسعى إلى تتويج المحافظة كأول مدينة سعودية صديقة للطفل وفق مبادرة اليونيسيف العالمية.

ويأتي ذلك من خلال تصميم مساحات آمنة ومهيأة للنمو والتعلم واللعب، بما يسهم في توفير بيئة صحية ومحفزة للأجيال القادمة.

وتتوازى هذه الجهود مع خطط أوسع لتعزيز التنمية المستدامة، حيث تسعى الأمانة إلى التوازن بين توسع المشاريع العمرانية والحفاظ على البيئة والموروث المحلي.

وعلى الصعيد الاستثماري، أوضح العتيبي أن الأمانة أبرمت خلال العام الحالي عقودًا استثمارية تفوق قيمتها مليارًا ونصف المليار ريال، وهو رقم يعكس الثقة المتزايدة من القطاع الخاص في مستقبل الأحساء.

وشملت هذه الاستثمارات قطاعات متعددة من السياحة والصناعة إلى الخدمات اللوجستية، ما يفتح المجال أمام تنويع مصادر الدخل ويعزز قدرة المحافظة على استقطاب المشاريع النوعية.

كما لفت إلى أن تلك العقود الاستثمارية تسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز كفاءة الاقتصاد المحلي، بما ينسجم مع الأهداف الاستراتيجية لرؤية 2030.

وبحسب الأمانة، فإن هذه المشاريع ستسهم في رفع جاذبية الأحساء للمستثمرين والسياح، فضلًا عن دورها في تحسين حياة السكان اليومية.

وتعكس هذه الخطط الطموحة توجه الأحساء للتحول إلى نموذج تنموي متكامل يجمع بين البنية التحتية المتطورة والأنشطة الثقافية والمجتمعية والاقتصادية.

كما أن التركيز على الأنفاق والجسور يمثل استثمارًا طويل المدى يحد من الاختناقات المرورية، ويواكب النمو السكاني والعمراني الذي تشهده المحافظة.

ويرى مراقبون أن هذه المشاريع ستجعل من الأحساء نقطة جذب رئيسية في المنطقة الشرقية، ليس فقط من حيث الاقتصاد بل أيضًا من حيث جودة الحياة ومكانتها الثقافية.

وتؤكد هذه الرؤية أن الأحساء ماضية بخطوات واثقة نحو مستقبل أكثر استدامة وتكاملًا، لتكون نموذجًا للمدن السعودية الحديثة التي تلبي تطلعات الأجيال المقبلة.

وتبقى هذه المشاريع ركيزة أساسية في تحويل التحديات المرورية والعمرانية إلى فرص للتطوير والنمو، بما يعزز من مكانة الأحساء على المستويين المحلي والدولي.