توقّع المركز الوطني للأرصاد في تقريره الصادر صباح اليوم أجواء غير مستقرة على عدد من مناطق المملكة، حيث ستشهد مرتفعات جازان وعسير والباحة وأجزاء من مكة المكرمة هطول أمطار رعدية تتفاوت بين المتوسطة والغزيرة، قد تؤدي إلى جريان السيول في الأودية والشعاب، وتكون مصحوبة بزخات من البرد ونشاط ملحوظ في حركة الرياح السطحية.
إقرأ ايضاً:"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدةباحثون يطلقون تحذيرًا صادمًا للنساء.. هذه "العادة الأسبوعية" قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان
كما أشار التقرير إلى أن تأثير الحالة المطرية سيمتد بشكل أقل حدة إلى مناطق المدينة المنورة والقصيم والرياض والشرقية ونجران، حيث يُتوقع أن تسجل هطولات خفيفة إلى متوسطة، ما يجعل الأجواء مائلة للبرودة مع زيادة في فرص تشكّل تجمعات مائية.
ولفت المركز إلى أن البحر الأحمر سيتأثر مباشرة بهذه الأجواء، إذ من المتوقع أن تهب الرياح شمالية غربية إلى شمالية بسرعة تتراوح ما بين 20 و40 كم في الساعة، وقد تتجاوز حاجز الـ 50 كم في الساعة خاصة عند تكوّن السحب الرعدية الممطرة على الجزء الجنوبي.
وأوضح التقرير أن ارتفاع الموج في البحر الأحمر قد يتراوح بين متر ومترين، مع احتمالية وصوله إلى أكثر من مترين ونصف خلال فترات الهطول الرعدي، وهو ما يجعل حالة البحر بين خفيف ومتوسط الموج، بينما قد يصبح مائجًا بشكل لافت في بعض الأجزاء الجنوبية.
أما في الخليج العربي، فتكون حركة الرياح سطحية شرقية إلى جنوبية شرقية بسرعة معتدلة تراوح بين 15 و30 كم في الساعة، مع تسجيل ارتفاع للموج بين نصف متر ومتر ونصف، ما يجعل حالة البحر مستقرة نسبيًا وتراوح بين الخفيف والمتوسط.
وتأتي هذه التوقعات في وقت تشهد فيه المملكة تغيرات مناخية موسمية، حيث ترتفع فرص الأمطار الرعدية على المرتفعات الجنوبية الغربية بشكل متكرر خلال هذه الفترة من العام، فيما يشكّل ذلك تحديًا لفرق الدفاع المدني والجهات الخدمية في متابعة الأوضاع الميدانية.
كما دعا المركز الوطني للأرصاد المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر أثناء التنقل في الطرق الجبلية والمناطق التي قد تشهد سيولًا منقولة، خصوصًا في المناطق الواقعة على امتداد الأودية ومجاري السيول.
وأوضح خبراء الأرصاد أن طبيعة التضاريس في عسير والباحة وجازان تسهم في زيادة شدة الأمطار الرعدية، مما يجعل مخاطر الانزلاقات الأرضية والانقطاع الجزئي لبعض الطرق قائمة مع غزارة الهطولات.
وأشار التقرير إلى أن الرياح النشطة المصاحبة للحالة الجوية قد تؤثر على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، خصوصًا في الموانئ الجنوبية التي تشهد نشاطًا تجاريًا ملحوظًا، الأمر الذي يتطلب متابعة دقيقة للتغيرات المناخية.
وفي المقابل، فإن الأجواء في مناطق الرياض والقصيم والشرقية ستبقى مستقرة نسبيًا رغم احتمالية الأمطار الخفيفة، حيث من غير المتوقع أن تؤدي إلى سيول كبيرة لكنها قد تتسبب في تجمعات مائية في بعض الشوارع.
وشدد المركز على أهمية متابعة النشرات الجوية عبر منصاته الرسمية، وعدم الانسياق وراء الشائعات أو المعلومات غير الموثوقة التي قد تبالغ في توصيف الحالة المطرية.
ويُتوقّع أن تساهم هذه الأمطار في تحسين الغطاء النباتي في المرتفعات الجنوبية الغربية، وهو ما ينعكس إيجابًا على البيئة المحلية ويعزز من المخزون المائي في السدود والأودية.
كما يرى مختصون أن هذه الحالات المطرية تعكس التغيرات الموسمية الطبيعية في المملكة، لكنها قد تتأثر أيضًا بظواهر مناخية أوسع مثل ظاهرة "النينيو" التي تؤثر على توزيع الأمطار في شبه الجزيرة العربية.
وبيّن المركز أن درجة الحرارة العظمى في بعض المناطق الجنوبية قد تنخفض بشكل طفيف بفعل الغيوم والأمطار، ما يجعل الأجواء معتدلة نسبيًا مقارنة بالأيام الماضية.
وأكدت هيئة الهلال الأحمر والجهات الأمنية في وقت سابق جاهزيتها للتعامل مع أي طارئ قد ينتج عن هذه الأجواء، مع تكثيف وجود الفرق الميدانية في المناطق الأكثر عرضة لتقلبات الطقس.
ويأتي هذا الاستنفار ضمن إطار الجهود الوطنية الرامية للحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات، وضمان استمرارية الخدمات الأساسية رغم الظروف المناخية المتقلبة.
كما تشدد وزارة التعليم على متابعة تقارير الأرصاد بشكل يومي، نظرًا لاحتمالية اتخاذ قرارات تتعلق بتأجيل الدراسة أو تحويلها إلى التعليم عن بُعد في بعض المحافظات المتأثرة بالحالة المطرية.
ويؤكد خبراء الطقس أن متابعة هذه الحالات باتت أكثر دقة بفضل التطور الكبير في تقنيات التنبؤ والرصد، ما يعزز من قدرة الجهات المختصة على اتخاذ قرارات وقائية استباقية تحد من المخاطر المحتملة.
طقس اليوم إذن يفرض معادلة دقيقة بين متعة الأمطار وفوائدها البيئية، وبين الحذر اللازم لتفادي مخاطرها المحتملة، لتبقى يقظة المواطنين والتزامهم بالتعليمات عنصرًا حاسمًا في عبور هذه الأجواء بسلام.