محافظة العُلا
"العُلا" تفتح أبوابها للسياح... كواليس الوجهة التي تخطف الأنظار عالميًا
كتب بواسطة: احمد عادل |

تتألق محافظة العُلا في اليوم العالمي للسياحة كإحدى أبرز الوجهات السياحية في المملكة، حيث تجمع بين سحر الطبيعة وعمق التاريخ وروح الثقافة، لتتحول إلى محطة عالمية يقصدها الزوار من مختلف القارات بحثًا عن التجربة الفريدة التي لا تشبه أي مكان آخر.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

ويُعد موقع الحِجر الأثري المسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو من أهم معالم العُلا، إذ يمثل شاهدًا حيًا على الحضارات التي مرت بها المنطقة، بجانب الواجهات الصخرية النبطية التي تروي قصص التاريخ العريق، فيما يبرز جبل الفيل كتحفة طبيعية نادرة تلفت الأنظار بجمالها الفريد.

ولا تقتصر مقومات العُلا على المواقع الأثرية، بل تمتد إلى ما تنظمه من فعاليات نوعية ومهرجانات سنوية، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز مكانتها كمركز سياحي وثقافي عالمي، لتصبح ملتقى يجمع بين الفنون والتراث والطبيعة.

ويترقب عشاق الفنون والثقافة مهرجان نبض العُلا الذي ينطلق في الرابع والعشرين من أكتوبر وحتى الأول من نوفمبر، حيث يقدم عروضًا فنية مبتكرة تعكس مزيجًا بين الأصالة والحداثة في أجواء ساحرة.

كما تستعد العُلا لاحتضان مهرجان الممالك القديمة من العشرين من نوفمبر حتى السادس من ديسمبر، وهو حدث يعيد إحياء التاريخ بأسلوب معاصر، مانحًا الزوار فرصة للتعرف إلى حضارات المنطقة بتجارب تفاعلية فريدة.

وفي منتصف ديسمبر ينطلق مهرجان شتاء طنطورة، الذي يستمر حتى العاشر من يناير، وهو المهرجان الأبرز والأشهر الذي يدمج بين الفنون والموسيقى والتراث والطبيعة في لوحة متكاملة تجعل العُلا وجهة شتوية عالمية.

هذه المهرجانات الثلاثة تجسد التنوع الذي تحرص العُلا على تقديمه، حيث يعيش الزائر تجربة متكاملة تبدأ من سحر المواقع التاريخية مرورًا بالفنون العالمية وصولًا إلى المغامرات الطبيعية.

وتعكس الفعاليات حجم الاستثمارات والجهود المبذولة لتحويل العُلا إلى منصة دولية تحتضن الثقافة والفنون، بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030 الهادفة لتنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز دور السياحة كقطاع محوري.

فالمملكة اليوم لا تراهن فقط على ثرواتها الطبيعية، بل تسعى إلى استثمار إرثها الحضاري الغني وتحويله إلى قيمة اقتصادية وسياحية متجددة، وهو ما يجعل العُلا أيقونة لهذا التوجه الجديد.

وتبرز العُلا كنموذج عالمي يجمع بين الحفاظ على التراث والابتكار في استثماره، حيث لا يقتصر الحضور على السائح التقليدي، بل يمتد إلى الباحثين والفنانين وصناع الأفكار الذين يجدون فيها مصدر إلهام.

ومن اللافت أن العُلا أصبحت في الأعوام الأخيرة محط اهتمام الإعلام العالمي والمؤسسات السياحية الكبرى، إذ تُصنف ضمن الوجهات الأسرع نموًا على مستوى السياحة الثقافية والطبيعية.

كما تلعب البنية التحتية المتطورة التي تم تأسيسها دورًا مهمًا في تعزيز تجربة الزائر، بدءًا من المرافق السياحية والفنادق الفاخرة وصولًا إلى الخدمات اللوجستية المتكاملة.

ومع هذه النقلة النوعية، تسعى العُلا إلى ترسيخ موقعها على الخريطة العالمية كوجهة مستدامة، من خلال مشروعات تحافظ على البيئة وتدمج المجتمع المحلي في صناعة السياحة.

ويشعر الزائر عند وصوله إلى العُلا أنه أمام رحلة استثنائية تمتزج فيها الطبيعة الصحراوية المهيبة بآثار حضارات ضاربة في القدم، في تجربة لا تضاهيها أي وجهة أخرى.

كما يجد في الفعاليات الثقافية والفنية نافذة على العالم، إذ تستضيف العُلا فنانين عالميين وتقدم عروضًا تفاعلية تجعلها ملتقى للحوار الحضاري بين الشرق والغرب.

ولا شك أن هذه المكانة المتنامية للعُلا تعكس حجم الطموح السعودي في إعادة رسم صورة السياحة الوطنية، بما يجعلها خيارًا رئيسيًا للمسافرين الباحثين عن تجارب ملهمة ومتكاملة.

ومع كل مهرجان وفعالية، تثبت العُلا أنها ليست مجرد وجهة سياحية عابرة، بل منصة عالمية تعكس روح المملكة الجديدة وانفتاحها على العالم بروح أصيلة وعصرية في آن واحد.

وهكذا تتحول العُلا إلى قصة نجاح سعودية متجددة، تجمع بين عبق الماضي وتطلعات المستقبل، وتُرسخ حضورها كجوهرة عالمية في قلب الجزيرة العربية.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار