أعلنت الجمعية الفلكية بجدة عن رصد كوكب غازي عملاق أدهش العلماء وأثار حيرة الأوساط الفلكية، في اكتشاف غير مسبوق قد يغير الكثير من المفاهيم حول تكوّن الكواكب في المجرات.
إقرأ ايضاً:"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدة
المهندس ماجد أبوزاهرة رئيس الجمعية أكد أن الكوكب المكتشف يحمل اسم TOI-6894b، وأنه يعد حالة نادرة للغاية بالنظر إلى خصائصه وحجمه مقارنة بالنجم الذي يدور حوله.
الكوكب الجديد يشبه كوكب زحل في الحجم، لكنه يدور حول نجم قزم أحمر صغير الكتلة، لا تتجاوز كتلته خُمس كتلة الشمس، وهو أمر وصفه أبوزاهرة بالمفاجأة الكبرى.
الفرضيات العلمية السابقة كانت تؤكد أن النجوم الصغيرة لا تملك مادة كافية لتكوين عمالقة غازية، ما جعل ظهور هذا الكوكب بمثابة تحدٍ للنظريات الكلاسيكية.
أبوزاهرة أوضح أن النظرية الأكثر شيوعًا لتكوين الكواكب تعرف بـ"تراكم النواة"، حيث تبدأ بتجمع الغبار لتشكيل نواة صلبة، ثم جذب الغاز بكميات ضخمة لتشكيل عملاق غازي.
لكن في حالة النجوم منخفضة الكتلة مثل النجم الذي يستضيف TOI-6894b، فإن هذه الآلية لا يُفترض أن تعمل أصلًا، وهو ما يجعل الاكتشاف لغزًا علميًا محيرًا.
لذلك اتجه بعض الباحثين إلى بدائل أخرى كتفسير محتمل، من أبرزها فرضية "عدم استقرار القرص الجاذبي"، حيث يتكون الكوكب مباشرة من انهيار تكتلات ضخمة من الغاز.
المثير أن الكوكب يتميز ببرودة غير مألوفة لعمالقة الغاز، إذ لا تتجاوز حرارته السطحية 150 درجة مئوية، مقارنة بآلاف الدرجات في عوالم أخرى مشابهة.
ويعتقد العلماء أن غلافه الجوي قد يحتوي على مركبات مثل الميثان أو الأمونيا، الأمر الذي قد يفتح آفاقًا جديدة لفهم التفاعلات الكيميائية في الكواكب الخارجية.
أبوزاهرة شدد على أن رصد الأمونيا لو تحقق فسيكون الأول من نوعه في أي غلاف جوي لكوكب خارج المجموعة الشمسية، وهو إنجاز تاريخي للمجتمع العلمي.
تلسكوب جيمس ويب الفضائي جرى إدراج هذا الكوكب ضمن جدول ملاحظاته القادمة، في محاولة لكشف المزيد من أسراره وتحديد مكونات غلافه الجوي بدقة أكبر.
هذا الرصد قد يسهم في إعادة صياغة النماذج النظرية الخاصة بتكوّن الكواكب، خاصة في بيئات لم يكن يتوقع العلماء أن تسمح بظهور عمالقة غازية.
الجمعية الفلكية بجدة أكدت أن الاكتشاف يحمل قيمة مضاعفة، لأنه يسلط الضوء على دور المراصد السعودية في متابعة أحدث ما تصل إليه علوم الفضاء عالميًا.
كما اعتبر أبوزاهرة أن ما تم التوصل إليه سيجبر المجتمع العلمي على إعادة التفكير في القواعد الأساسية التي تحكم تكوين الكواكب.
الباحثون يتوقعون أن يستمر الجدل لفترة طويلة، خصوصًا أن الكوكب لا يمكن تفسيره بسهولة ضمن الأطر التقليدية التي اعتمد عليها العلم لعقود.
الاكتشاف الجديد جاء تتويجًا لسنوات من الرصد والمتابعة، وهو يفتح المجال لأسئلة أكبر حول احتمالية وجود كواكب أخرى مماثلة في مجرات قريبة.
المهتمون بالفلك وصفوا الخبر بأنه حدث استثنائي، لأنه قد يقود إلى اكتشافات ثورية تغير من فهم البشرية لتاريخ تشكّل الأنظمة الكوكبية.
وفي ختام تصريحه، أكد أبوزاهرة أن الغموض ما يزال سيد الموقف، وأن TOI-6894b ليس مجرد كوكب جديد، بل علامة فارقة قد تغير مسار الأبحاث الكونية في السنوات القادمة.