تطوير الكوادر
"صندوق الاستثمارات العامة" يطلق برنامجاً جديداً.. فرص غير مسبوقة بانتظار الكفاءات الوطنية
كتب بواسطة: سماء سالم |

أعلن صندوق الاستثمارات العامة عن فتح باب التسجيل في برنامج "عزم" لتطوير وتوظيف الكوادر الوطنية، وذلك في خطوة استراتيجية تهدف إلى الاستثمار في رأس المال البشري ودعم القطاعات التقنية والمهنية الواعدة في المملكة. البرنامج جاء ثمرة شراكة واسعة بين الصندوق وعدد من الجهات الحكومية والشركات الخاصة، بما في ذلك شركات تابعة للصندوق.
إقرأ ايضاً:"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدة

ويستهدف البرنامج إعداد جيل جديد من الكفاءات السعودية القادرة على تلبية احتياجات سوق العمل المتطور، من خلال برامج تدريبية متخصصة تدمج بين الجوانب النظرية والتطبيق العملي، بما يساهم في تعزيز القدرات الوطنية وتوفير فرص توظيف مباشرة للخريجين.

ويمنح "عزم" شهادات معترف بها دوليًا تساعد المتدربين في الحصول على وظائف نوعية في قطاعات استراتيجية، حيث يركز على مسارات مثل إدارة مشاريع البناء، وإدارة المرافق، إضافة إلى الصحة والسلامة والبيئة، وهي مجالات تتزايد الحاجة إليها مع توسع المشاريع الكبرى في المملكة.

وتأتي هذه المبادرة ضمن توجهات صندوق الاستثمارات العامة لزيادة مساهمته في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تضع تنمية رأس المال البشري في صميم أولوياتها لضمان اقتصاد تنافسي ومستدام.

ويشارك في البرنامج شركاء استراتيجيون بارزون مثل صندوق تنمية الموارد البشرية، شركة كليات التميّز، مجموعة روشن، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، حيث يجتمع هؤلاء في إطار تكاملي لتصميم وتنفيذ المناهج والبرامج التدريبية وفق أعلى المعايير العالمية.

وتتولى شركة كليات التميّز الإشراف المباشر على الجانب التنفيذي والتشغيلي للبرنامج، بما في ذلك إدارة التسجيل والتقييم والتعاقد مع مزوّدي التدريب، فضلًا عن تنظيم الفعاليات التعريفية وتجهيز المرافق اللازمة لإنجاح المبادرة.

أما مجموعة روشن، التابعة للصندوق، فتقوم بدور محوري في دعم البرنامج من خلال المساهمة في الحوكمة المؤسسية، والإشراف على آليات الاستقطاب، ومتابعة المتدربين، وضمان مواءمة مخرجات التدريب مع متطلبات سوق العمل.

كما يشارك صندوق تنمية الموارد البشرية في دعم البرنامج ماليًا وفنيًا، من خلال التعاون في تدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية ضمن دفعة أولى تشمل شركات كبرى مثل مجموعة بن لادن، مهيل، جسارة، المباني، AECOM، حسن علام القابضة، فمكو، ونسما، مع توقع انضمام مزيد من الشركات لاحقًا.

وتأتي مشاركة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لتعزز من قوة البرنامج عبر تصميم وتطوير مسارات تدريبية متخصصة، واستقطاب الفئات المستهدفة من المتدربين والمتدربات، وربطهم مباشرة بالفرص الوظيفية المتاحة لدى الشركات الشريكة.

وأكد يزيد بن محمد الراشد، مدير قسم الشراكات والتخطيط في صندوق الاستثمارات العامة، أن الاستثمار في رأس المال البشري يمثل ركيزة أساسية لخطط الصندوق، مشيرًا إلى أن برنامج "عزم" يعكس التزام الصندوق بتمكين الشباب السعودي وإتاحة الفرصة أمامهم للإسهام في تشكيل ملامح المستقبل.

وأوضح الراشد أن البرنامج لا يقتصر على التدريب فقط، بل يقدم نموذجًا متكاملًا يجمع بين الاستقطاب والتأهيل والتوظيف المباشر، بما يضمن تحقيق أثر ملموس في سوق العمل، ويعزز من مكانة الكوادر الوطنية في القطاعات الاستراتيجية.

ويأتي إطلاق "عزم" في وقت يشهد فيه الاقتصاد السعودي توسعًا في مشاريع البنية التحتية والطاقة والمجالات التقنية، ما يخلق طلبًا متزايدًا على الخبرات الوطنية المؤهلة، وهو ما يسعى البرنامج إلى تلبيته عبر تمكين السعوديين من شغل وظائف نوعية.

ويركز البرنامج أيضًا على توطين المعرفة ونقل الخبرات العالمية إلى الداخل، من خلال التعاون مع مزوّدي تدريب دوليين معتمدين، مما يتيح للمشاركين الحصول على مؤهلات معترف بها عالميًا تعزز من فرصهم في التوظيف والتطوير المهني المستقبلي.

ويعكس البرنامج التوجه الجديد لصندوق الاستثمارات العامة نحو تنمية القدرات البشرية جنبًا إلى جنب مع استثماراته الاقتصادية الضخمة، إدراكًا بأن العنصر البشري هو الأساس في تحقيق النمو المستدام.

كما يساهم البرنامج في خفض كلفة التدريب والتطوير للشركات المستفيدة، من خلال توفير بنية تدريبية متكاملة مدعومة من الصندوق وشركائه، ما يتيح للقطاع الخاص الوصول إلى كفاءات سعودية مدربة دون تحمل أعباء إضافية.

ويعزز "عزم" كذلك من فرص تمكين المرأة في سوق العمل، من خلال فتح مجالات تدريبية ووظيفية تستوعب الكوادر النسائية في القطاعات المستهدفة، بما يتماشى مع جهود المملكة لزيادة مشاركة المرأة الاقتصادية.

ويرى خبراء التنمية أن مثل هذه البرامج تمثل استثمارًا بعيد المدى في الشباب السعودي، حيث تهيئهم للمنافسة إقليميًا وعالميًا، وتضمن بناء قاعدة صلبة من الكفاءات التي ستقود مستقبل الاقتصاد الوطني.

ويُنتظر أن يسهم البرنامج في تقليص الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، من خلال تصميم مناهج عملية ترتبط مباشرة بمتطلبات الشركات والمشاريع الكبرى، ما يجعل الخريجين جاهزين للاندماج السريع في الوظائف.

ويعد "عزم" إضافة نوعية إلى منظومة المبادرات الوطنية التي أطلقها صندوق الاستثمارات العامة لدعم التنمية البشرية، في مسار موازٍ لاستثماراته في القطاعات الاقتصادية، ليجسد التكامل بين التنمية البشرية والنمو الاقتصادي.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار