الأمن السيبراني
"الدكتور المطرف" يحذّر من ظاهرة غامضة في الإنترنت.. وهذا ما قد يعرّض أبناءك للخطر!
كتب بواسطة: زهور النجار |

سلّط الدكتور عبدالرحمن المطرف، الأكاديمي المتخصص في تقنية المعلومات، الضوء على قضية حساسة تتعلق بحماية الأطفال في الفضاء السيبراني، مؤكدًا أن الحاجة أصبحت ملحة لتطبيق معايير واضحة وشاملة تضمن أمنهم وسلامتهم الرقمية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

جاء حديث الدكتور المطرف خلال مشاركته في برنامج "يا هلا" على قناة روتانا خليجية، حيث تناول أبرز التهديدات التي قد يتعرض لها الأطفال أثناء تفاعلهم مع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الرقمية.

وأشار إلى أن حماية الأطفال لم تعد خيارًا، بل أصبحت أولوية وطنية وأسرية تستوجب تضافر الجهود، لا سيما في ظل الاستخدام المتزايد للتقنية من قبل الفئات العمرية الصغيرة دون وجود وعي كافٍ بالمخاطر.

وأوضح المطرف أن مؤشر حماية الطفل في الفضاء السيبراني يستند إلى عدة محددات، من أبرزها الوقاية من الابتزاز الرقمي، والاستدراج عبر المنصات، والتنمر الإلكتروني الذي بات ظاهرة عالمية مقلقة.

كما شدد على ضرورة التصدي لأساليب الخداع الإلكتروني التي تستهدف عقول الأطفال، وتدفعهم أحيانًا لممارسات ضارة أو لمشاركة بياناتهم الشخصية دون إدراك للعواقب المترتبة على ذلك.

واعتبر أن واحدة من أخطر التحديات هي ما وصفه بـ"سرقة الفكر"، حيث يتعرض الطفل لعملية توجيه غير مباشر عبر المحتوى الرقمي تهدف إلى التأثير على قناعاته وسلوكياته وقيمه الثقافية والدينية.

وأضاف أن خطورة الفضاء السيبراني لا تقتصر على الأطفال فقط، بل تمتد إلى الكبار أيضًا، حيث بات كثير من البالغين عرضة لعمليات الابتزاز والمساومة الرقمية التي تستغل ثغرات الوعي وضعف الحماية الشخصية.

وأكد أن التعامل مع هذه المهددات يتطلب وعيًا مجتمعيًا متزايدًا، ووجود حملات توعوية مستمرة تستهدف جميع أفراد الأسرة، وليس فقط الأطفال، لخلق بيئة رقمية آمنة تشجع الاستخدام الإيجابي للتقنية.

ونوّه إلى أن الأسر السعودية تواجه تحديًا متزايدًا في التوفيق بين إتاحة التقنية لأبنائهم من جهة، وحمايتهم من مخاطرها من جهة أخرى، ما يتطلب أدوات رقابة وتوجيه فعّالة تواكب تطور المحتوى الرقمي.

وشدد المطرف على ضرورة بناء علاقة تواصلية قائمة على الثقة بين الآباء والأبناء، تُمكّن الطفل من التحدث بحرية عن تجاربه الرقمية دون خوف أو تردد، ما يسهل التدخل المبكر عند ظهور أي مؤشرات خطر.

وأشار إلى أهمية وجود تشريعات وطنية أكثر وضوحًا وصرامة فيما يخص الجرائم السيبرانية التي تستهدف الأطفال، مؤكدًا أن الرادع القانوني يشكل جزءًا مهمًا من منظومة الحماية الشاملة.

كما دعا إلى تعزيز التعاون بين الجهات التعليمية والأمنية والإعلامية من أجل بناء ثقافة رقمية مشتركة، تبدأ من المدارس وتمتد إلى الفضاءات العامة والمنصات الاجتماعية.

وأوضح أن من الضروري توعية الطفل بكيفية التفاعل الذكي مع الفضاء السيبراني، عبر تدريبه على التحقق من مصادر المعلومات، وعدم مشاركة البيانات الحساسة، والتبليغ عن أي محتوى مريب.

واعتبر أن المنصات التعليمية في السعودية يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في بناء هذا الوعي، من خلال دمج مفاهيم الأمن السيبراني ضمن المناهج الدراسية والتجارب التعليمية التفاعلية.

ولفت إلى أن جهود المملكة في الأمن السيبراني شهدت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، لكن ما زال هناك حاجة لبرامج متخصصة تركز تحديدًا على فئة الأطفال والمراهقين.

وأشار إلى أن تحديات الأمن السيبراني يجب أن تؤخذ على محمل الجد في ظل التحولات الرقمية الكبرى التي تمر بها المملكة ضمن رؤية 2030، والتي تسعى لبناء مجتمع رقمي آمن وفعّال.

وبيّن أن الاستثمار في حماية الطفل سيبرانيًا ليس رفاهية، بل هو استثمار في مستقبل الوطن، إذ يمثل الأطفال اليوم نواة الجيل الرقمي القادم الذي سيقود التحول المعرفي في السعودية.

وختم الدكتور المطرف حديثه بالتأكيد على أن الوقاية خير من العلاج، داعيًا إلى بناء استراتيجيات طويلة المدى تضمن سلامة الأطفال وتُسهم في تحصين المجتمع من المخاطر الرقمية المتنامية.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار