صحة القلب
"الدكتور النمر" يحذر: الكحة المصحوبة ببلغم قد تخفي مرضاً خطيراً بالقلب والرئة!
كتب بواسطة: فهد الأعور |

أوضح الدكتور خالد النمر، استشاري أمراض القلب، أن الكحة التي تظهر كأحد الآثار الجانبية لبعض العلاجات غالبًا ما تكون جافة ومتكررة، وتختلف طبيعتها عن الكحة المصحوبة ببلغم التي قد تشير إلى مشكلة صحية أعمق.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وقال النمر إن الكحة الجافة لا تكون مصحوبة بإفرازات، وهي غالبًا ما تكون ناتجة عن تهيج في الشعب الهوائية نتيجة تأثير بعض الأدوية، وخاصة تلك التي تُستخدم في علاج ضغط الدم المرتفع.

وبيّن أن هذه الكحة لا تستدعي القلق الكبير في أغلب الحالات، لكنها قد تتطلب تغيير نوع العلاج بعد مراجعة الطبيب، إذا ما أصبحت مزعجة أو أثرت على نمط حياة المريض.

وفي المقابل، أكد النمر أن الكحة المصحوبة ببلغم لا ينبغي التعامل معها بتهاون، إذ قد تكون ناتجة عن التهاب في الرئتين أو احتقان رئوي بسبب تراكم السوائل الناتج عن ضعف عضلة القلب.

وأشار إلى أن مثل هذه الأعراض تستوجب التدخل الطبي السريع، لأن تجاهلها قد يؤدي إلى تفاقم الحالة، خاصةً لدى المرضى المصابين بفشل قلبي أو من لديهم تاريخ مرضي في القلب.

وشرح أن ضعف عضلة القلب يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، مما ينعكس على الرئتين بشكل مباشر، ويُسبب كحة رطبة ومستمرة، وقد تصاحبها أعراض إضافية مثل ضيق التنفس أو تورم القدمين.

وشدد الدكتور النمر، عبر صفحته الرسمية على منصة "إكس"، على أهمية عدم إهمال أي تغيير مفاجئ في نمط الكحة، سواءً في حدّتها أو طبيعتها أو توقيتها، وضرورة الرجوع للطبيب فورًا لتقييم الوضع.

وأضاف أن التشخيص الدقيق لا يمكن أن يتم إلا عبر الفحص السريري وإجراء التحاليل أو الأشعة اللازمة، مشيرًا إلى أن الاعتماد على التشخيص الذاتي أو وصفات غير طبية قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

وبيّن أن كثيرًا من الحالات تصل إلى الطوارئ بعد تطور أعراض بسيطة كان يمكن السيطرة عليها في بدايتها، فقط لو تم التعامل معها بشكل طبي مدروس منذ ظهورها الأول.

وأكّد أن الوعي الصحي لدى المرضى وأسرهم هو خط الدفاع الأول في التعامل مع أمراض القلب، خصوصًا أن بعض العلامات تبدأ خفيفة ثم تتطور تدريجيًا لتصبح مؤشرات على حالة صحية مقلقة.

ودعا النمر إلى عدم التهاون في عرض الأعراض التنفسية على الطبيب المختص، حتى لو بدت غير مرتبطة بالقلب، لأن التشخيص قد يكشف وجود خلل قلبي مستتر لا يظهر إلا عبر هذه العلامات الثانوية.

وأشار إلى أن هناك أدوية محددة قد تتسبب في الكحة الجافة، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وهي معروفة في المجال الطبي بأنها قد تُحدث هذا الأثر الجانبي لدى بعض المرضى.

وأضاف أن الحل لا يكون دائمًا في إيقاف الدواء، بل في مناقشة البدائل مع الطبيب المعالج، لأن بعض هذه العلاجات لا غنى عنها في التحكم بمشاكل القلب والضغط.

ولفت إلى أن أهمية المتابعة الدورية تزداد مع كبار السن ومرضى السكري والضغط، لأن ظهور عرض بسيط مثل الكحة قد يخفي خلفه تطورات في الحالة القلبية لا يمكن ملاحظتها من قبل المريض.

وشدّد على ضرورة الانتباه للكحة الليلية المتكررة، لأنها قد تكون علامة مبكرة على فشل القلب الاحتقاني، وتتطلب إجراء تقييم دقيق لوظيفة القلب والصمامات والسوائل بالجسم.

وأكد النمر أن الوعي المتزايد لدى الجمهور بالأعراض البسيطة هو ما يساعد الأطباء على التدخل المبكر، ويُقلل من نسب التنويم في المستشفيات بسبب المضاعفات المتأخرة.

وأشار إلى أن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يُحدث فرقًا كبيرًا في نتائج العلاج وجودة حياة المرضى، لا سيما أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة في القلب أو الرئتين.

وختم الدكتور خالد النمر حديثه بالتأكيد على أن الوقاية تبدأ من المعلومة الصحيحة، والتصرف الذكي عند ظهور الأعراض، والرجوع للمصادر الطبية المعتمدة وعدم الاعتماد على التجارب الشخصية أو الإشاعات.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار