يُعد وادي «أم الدقيق» أحد الكنوز الطبيعية التي تزدان بها منطقة الباحة، إذ يحتضن في قلب تضاريسه الجبلية مزيجًا نادرًا من الجمال البري والهدوء الآسر، ليشكل لوحةً طبيعية تنبض بالحياة وتُبهِر الناظرين.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
يقع الوادي في قرية بشير جنوب غربي المملكة، حيث تتساقط مياهه من مرتفع صخري شاهق بين الجبال، لتتشكل شلالات رقراقة تحيط بها النباتات البرية والأشجار الكثيفة، في مشهد يُجسّد التناغم الفريد بين الماء والصخر والخُضرة.
وتتميّز المنطقة بمناخٍ معتدل يتيح للزائرين الاستمتاع بجمال الطبيعة على مدار العام، مما يجعل الوادي محطة مفضلة لعشاق الاستجمام والباحثين عن تجربةٍ هادئة بعيدًا عن صخب المدن.
ويستقبل وادي «أم الدقيق» زواره بأصوات المياه المتدفقة وعطر النباتات البرية، ليمنحهم إحساسًا بالصفاء والسكينة، ويُعيد إليهم ارتباطهم الفطري بالطبيعة في أنقى صورها.
وخلال مواسم الأمطار، يتحول الوادي إلى تحفةٍ مائية خلابة تتراقص فيها الشلالات على الصخور، وتنعكس فيها أشعة الشمس بألوانٍ زاهية تُثري التجربة البصرية وتُلهم المصورين والهواة.
كما يُعد المكان وجهةً مثالية لهواة الرحلات الجبلية والمشي بين الممرات الطبيعية، حيث تمتزج المغامرة بجمال المشهد في تجربةٍ تجمع بين التحدي والاستمتاع.
ويشهد الوادي إقبالًا متزايدًا من سكان الباحة وزوارها خلال العطلات، لما يوفره من مساحاتٍ طبيعية للتنزه العائلي والأنشطة الترفيهية الخفيفة التي تناسب مختلف الأعمار.
وتسهم الطبيعة المائية في الوادي في دعم التنوع البيئي بالمنطقة، إذ توفر بيئةً غنية لنمو النباتات البرية وتكاثر الكائنات الصغيرة، مما يعزز التوازن البيئي في الإقليم.
وقد ساعد هذا التنوع على جعل الوادي أحد أهم النقاط البيئية في الباحة، ومتنفسًا طبيعيًا يسهم في تحسين جودة الحياة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ضمن رؤية المملكة 2030.
كما يُعد الموقع مصدر إلهام للفنانين والمهتمين بالتصوير الفوتوغرافي، لما يحتويه من مشاهد طبيعية نادرة يصعب التقاطها في أماكن أخرى داخل المملكة.
ويعمل عددٌ من الجهات في المنطقة على تطوير مرافق الوادي وتوفير الخدمات الأساسية للزوار، بما في ذلك الممرات الآمنة ومناطق الجلوس ومواقع التخييم المناسبة.
وتأتي هذه الجهود ضمن رؤيةٍ تهدف إلى جعل الوادي نموذجًا للسياحة البيئية المسؤولة التي تحافظ على الطبيعة وتُعزز تجربة الزائر في آنٍ واحد.
وتسعى الجهات السياحية إلى إدراج وادي «أم الدقيق» ضمن أبرز المسارات الطبيعية في الباحة، ليكون جزءًا من خارطة السياحة المستدامة التي تشتهر بها المنطقة.
وتُقام بين الحين والآخر فعاليات تثقيفية لتعزيز الوعي البيئي بين الزوار، وتشجيعهم على الحفاظ على نظافة المكان واحترام مكوناته الطبيعية الفريدة.
كما تُنفذ مبادرات ميدانية بمشاركة المجتمع المحلي لتشجير المنطقة وإعادة تأهيل بعض المواقع المتضررة من السيول، بما يضمن استمرار جمالها للأجيال القادمة.
ويُتوقع أن يشهد الوادي خلال السنوات المقبلة تطويرًا نوعيًا يجعله من أبرز المقاصد السياحية على مستوى المملكة، خاصة مع تزايد الاهتمام بالسياحة الطبيعية والريفية.
ويؤكد خبراء السياحة أن هذا الموقع يمثل فرصة ذهبية للاستثمار البيئي المستدام، يمكن من خلالها خلق تجربة سياحية متكاملة تجمع بين الوعي والرفاهية.
بهذا المشهد الأخّاذ، يظل وادي «أم الدقيق» شاهدًا على عظمة الطبيعة في الباحة، ومثالًا على التناغم بين الإنسان والبيئة حين تُدار الموارد بحكمة واهتمام.