رُصد فجر اليوم في سماء منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية "قمر الحصاد"، الذي يُعد أول قمر عملاق يشهده عام 2025م، وذلك بعد وصوله إلى مرحلة الاكتمال عند الساعة 6:48 من صباح الثلاثاء 7 أكتوبر 2025م.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وكان القمر حينها على مسافة تُقدَّر بنحو 361,455.9 كيلومترًا من الأرض، في مشهد سماوي بديع جذب أنظار المهتمين بعلم الفلك ومحبي الظواهر الطبيعية.
ويُطلق على هذا القمر اسم "قمر الحصاد" نظرًا لتاريخه في مساعدة المزارعين على استكمال أعمال الحصاد ليلاً، مستفيدين من ضوءه الساطع الذي يمتد لساعات أطول من المعتاد.
ويُصنَّف هذا القمر بأنه "عملاق" لاقترابه النسبي من الأرض، ما يجعله يبدو أكبر حجمًا وأكثر سطوعًا من الأقمار المعتادة بنسبة تصل إلى نحو 14%.
ويُعد ظهور "قمر الحصاد" هذا العام حدثًا فلكيًا نادرًا، إذ يجمع بين كونه القمر العملاق الأول في العام ووقوعه على مدار الأرض حول الشمس عند عقدة الصعود، ما يجعله يشرق تقريبًا من اتجاه الشرق الحقيقي.
ويشكل هذا القمر لوحة طبيعية تجمع بين الجمال العلمي والسحر البصري، حيث يتابع هواة الفلك والمهتمون بالظواهر السماوية تطورات ظهوره لحظة بلحظة.
ويتيح هذا المشهد الفلكي للعلماء دراسة تأثير القمر العملاق على المد والجزر في البحار والمحيطات، إلى جانب مراقبة اختلاف سطوعه وحجمه مقارنة بالأقمار الأخرى خلال العام.
ويعكس هذا الحدث النادر العلاقة الوثيقة بين الإنسان والطبيعة عبر التاريخ، إذ استغل القدماء ضوء القمر لتسهيل الأعمال الزراعية والملاحية قبل ظهور الكهرباء والتقنيات الحديثة.
ويحرص الملاحظون على التقاط الصور الفوتوغرافية والفيديوهات للقمر العملاق، مستفيدين من وضوحه وموقعه المثالي في السماء، ما جعله مادة إعلامية وبصرية على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويستمر القمر العملاق في إبهار سكان المملكة خلال الأيام القليلة القادمة، مع إمكانية ملاحظة اختلاف شدته الضوئية وتأثيره على الرصد الليلي للأجرام السماوية الأخرى.
ويشير خبراء الفلك إلى أن هذا النوع من الأقمار العملاقة يحدث عندما يتزامن اكتمال القمر مع اقترابه من الحضيض المداري، أي أقرب نقطة بين القمر والأرض، ما يمنحه حجماً أكبر وإضاءة أقوى.
ويعتبر "قمر الحصاد" فرصة تعليمية فريدة للطلاب والهواة لتعلم أساسيات الفلك والمراقبة السماوية، فضلاً عن تعزيز الاهتمام بالعلوم الطبيعية في المملكة.
ويؤكد العلماء أن مثل هذه الظواهر تتيح قياس المسافات بين الأرض والقمر بدقة عالية، ومتابعة حركات مداراته، ما يسهم في تطوير نماذج علمية دقيقة لدراسة الفضاء القريب من كوكب الأرض.
ويضيف الفلكيون أن هذا القمر العملاق يقدم فرصة لمشاهدة تفاصيل سطح القمر بشكل أفضل من خلال التلسكوبات المنزلية والمحطات العلمية، بما في ذلك الحفر والفوهات والتضاريس المختلفة.
ويشير الباحثون إلى أن تزامن القمر العملاق مع أحداث فلكية أخرى مثل الاعتدالات والخسوف قد يزيد من أهميته العلمية ويتيح دراسة تأثيراته على الأرض من نواحٍ متعددة.
ويعكس ظهور "قمر الحصاد" هذا العام اهتمام المملكة بالعلوم الفلكية والظواهر الطبيعية، وتشجيعها على رصد السماء ومشاركة المجتمع بالمعرفة العلمية بأسلوب مبسط وجاذب.
ويعتبر هذا الحدث فرصة للمدارس والجامعات لإطلاق برامج تعليمية تتعلق بالفلك والفضاء، وتعريف الطلاب بتاريخ القمر وأثره في حياة الإنسان منذ القدم وحتى اليوم.
ويختم الخبر بتأكيد الخبراء على أن متابعة "قمر الحصاد" ليست مجرد تجربة بصرية، بل هي نافذة لفهم حركة الأجرام السماوية والتعرف على أسرار الكون، ما يجعلها تجربة تعليمية وثقافية فريدة لسكان المملكة وزوارها.