أكد استشاري الجهاز الهضمي د. عبدالله الذيابي، أن القلق والتوتر النفسيين قد يكونان من الأسباب المباشرة للإصابة بحرقة المعدة، موضحًا أن الحالة النفسية للمريض تلعب دورًا مهمًا في صحة الجهاز الهضمي.
إقرأ ايضاً:"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدةباحثون يطلقون تحذيرًا صادمًا للنساء.. هذه "العادة الأسبوعية" قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان
وبيّن الذيابي عبر حسابه على منصة «إكس» أن التوتر المزمن يؤثر على حركة المعدة وإفراز الأحماض فيها، ما يؤدي إلى الشعور بالحرقة أو الألم في الجزء العلوي من البطن.
وأشار إلى أن هذا الارتباط يُعرف طبيًا باسم «عسر الهضم الوظيفي»، وهو اضطراب شائع لا يرتبط بوجود قرح أو التهابات عضوية، وإنما بنشاط الأعصاب والعضلات في الجهاز الهضمي.
وأوضح أن القلق يسبب زيادة في إفراز الهرمونات المسؤولة عن التوتر مثل الكورتيزول، مما ينعكس سلبًا على توازن حمض المعدة وحركة الأمعاء.
كما أكد أن المصابين بعسر الهضم الوظيفي يشعرون غالبًا بامتلاء المعدة بسرعة بعد تناول الطعام، أو بحرقة مستمرة رغم عدم وجود سبب عضوي واضح.
ولفت إلى أن هذه الأعراض قد تتفاقم مع قلة النوم، أو الإفراط في تناول المنبهات كالقهوة والشاي، أو اتباع أنماط غذائية غير منتظمة.
وشدد الذيابي على أهمية التعامل مع الضغوط النفسية بأساليب صحية، مثل ممارسة الرياضة، أو المشي اليومي، أو تمارين الاسترخاء والتنفس العميق.
وأضاف أن العلاج لا يعتمد فقط على الأدوية المضادة للحموضة، بل على تحسين نمط الحياة وتقليل مصادر التوتر.
ونصح الذين يعانون من حرقة المعدة المتكررة بمراجعة الطبيب المختص، خصوصًا إذا رافقتها أعراض أخرى مثل فقدان الوزن أو صعوبة البلع.
وبيّن أن إهمال علاج الحالة النفسية قد يؤدي إلى استمرار المعاناة رغم تناول العلاجات التقليدية لحرقة المعدة.
وأكد أن العلاقة بين الدماغ والجهاز الهضمي معقدة، حيث يتفاعل الجهاز العصبي المعوي مباشرة مع المشاعر، مما يجعل التوتر عاملاً محفزًا للألم أو الانزعاج.
كما أوضح أن الدعم النفسي وجلسات العلاج السلوكي المعرفي أثبتت فعاليتها في تخفيف أعراض عسر الهضم الناتج عن القلق.
وأشار إلى أن تناول وجبات صغيرة ومتكررة قد يساعد في تخفيف الضغط على المعدة وتقليل الإحساس بالحموضة.
ونبّه إلى أهمية تجنب الأطعمة الدهنية والحارة والمشروبات الغازية، لأنها تهيج بطانة المعدة وتزيد الشعور بالحرقان.
ودعا إلى ضرورة الفصل بين وقت النوم والطعام بساعتين على الأقل، لأن الاستلقاء بعد الأكل مباشرة يزيد احتمالية ارتجاع الحمض.
وشدد على أهمية شرب الماء بانتظام خلال اليوم، وتجنب التدخين الذي يُضعف الصمام الفاصل بين المريء والمعدة.
واختتم الذيابي حديثه بالتأكيد على أن معالجة القلق والتوتر تعد خطوة أساسية في الوقاية من حرقة المعدة وتحسين جودة الحياة الهضمية.