معرض الرياض للكتاب
"وزارة الثقافة" تطلق مفاجأة عالمية من قلب معرض الرياض للكتاب.. إصدار سعودي بـ5 لغات!
كتب بواسطة: سلوى سعيد |

 شهد معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 حضوراً لافتاً لمبادرات النشر الوطنية، وفي مقدمتها شركة "ناشر" التي أعلنت عن تحقيق إنجاز نوعي تمثل في تصدير الكتاب السعودي إلى العالم بخمس لغات رئيسية، في خطوة تؤكد الدور الثقافي المتنامي للمملكة على الساحة الدولية.
إقرأ ايضاً:"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدةباحثون يطلقون تحذيرًا صادمًا للنساء.. هذه "العادة الأسبوعية" قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان

وكشف الرئيس التنفيذي للشركة عبدالرحمن الرماح أن "ناشر" نجحت في بيع أكثر من أربعة آلاف نسخة من مختلف العناوين خلال أيام المعرض الأولى، وهو ما يعكس الإقبال الكبير على الإصدارات السعودية الحديثة التي تمزج بين الإبداع المحلي والطرح العالمي.

وأوضح الرماح أن الشركة دشنت خلال المعرض عدداً من العناوين الجديدة، أبرزها كتاب "شعراء المحاورة" الذي يُعد من أوائل الكتب المتخصصة في هذا الفن الشعبي العريق، وقد بيع منه أكثر من 450 نسخة خلال اليومين الأولين فقط، مما يعكس اهتمام الجمهور بإرث الشعر النبطي.

كما تضمنت الإصدارات كتاب "قصص البحر الأحمر" الذي يوثق الحكايات البحرية والثقافة الساحلية على شواطئ المملكة، وكتاب "الأساطير" الذي يسلط الضوء على التراث القصصي المحلي بأسلوب سردي معاصر يجمع بين الخيال والواقع.

وأشار الرماح إلى أن "ناشر" تعد إحدى شركات المنظومة الثقافية التابعة لوزارة الثقافة، وانطلقت فكرتها من هيئة الأدب والنشر والترجمة كإحدى المبادرات الرئيسة لتعزيز قطاع النشر السعودي وتطويره بما يتواكب مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وأكد أن الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، يقود جهوداً مستمرة لترسيخ حضور الثقافة السعودية في العالم، من خلال مبادرات نوعية تهدف إلى دعم صناعة المحتوى المحلي، وتمكين الكفاءات الوطنية في مجالات الكتابة والإنتاج والنشر.

وبيّن الرماح أن "ناشر" أطلقت خلال المعرض ثلاثة خطوط إنتاج رئيسة تهدف إلى تنويع المحتوى وتوسيع قاعدة القراء، وهي: كتب الطاولة، والكتب الثقافية التخصصية، وكتب الكوميكس الموجهة للفئة الشبابية.

وأوضح أن كتب الطاولة تُعد من أبرز الإصدارات التي تميزت بها الشركة، لما تحتويه من محتوى بصري غني بالصور والتصميمات الجمالية، وتتناول مواضيع تعكس جماليات الثقافة السعودية وتنوعها الجغرافي والحضاري.

أما الكتب الثقافية التخصصية فتغطي تاريخ الفنون في المملكة مثل السينما والنحت والموسيقى، وتعمل على توثيق التحولات الإبداعية التي شهدتها السعودية خلال العقد الأخير، في حين تسهم كتب الكوميكس في تحويل الروايات المحلية إلى أعمال مصورة موجهة للفئة العمرية من 14 إلى 24 عاماً.

ولفت إلى أن "ناشر" عرضت خلال مشاركتها في المعرض أكثر من خمسين عنواناً جديداً، تم اختيارها بعناية لتعكس روح الثقافة السعودية الحديثة وتربط الماضي بالحاضر بأسلوب جذاب يجمع بين التوثيق والإبداع.

وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن الرماح أن الكتب السعودية تُصدَّر الآن بخمس لغات عالمية هي الروسية، والصينية، والهندية، والإسبانية، والعربية، وذلك عبر المشاركة في عشرين معرضاً دولياً سنوياً إلى جانب أربعة معارض محلية.

وأكد أن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز حضور الكتاب السعودي على الساحة الدولية، من خلال التعاون مع دور نشر ومؤسسات ثقافية عالمية تسهم في ترجمة المحتوى وتوزيعه بطريقة احترافية تدعم سمعة الثقافة السعودية.

وأضاف أن مستهدفات "ناشر" للسنوات الخمس المقبلة تتضمن إنتاج 500 عنوان جديد وتوزيعها في أكثر من ثلثي دول العالم، مشيراً إلى أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية في قطاع النشر الوطني.

ومن بين الإصدارات التي لاقت تفاعلاً كبيراً كتاب "المملكة الزرقاء" الذي يقدم دليلاً متكاملاً لمحبي الغوص في البحر الأحمر، ويحتوي على رمز إلكتروني (باركود) يتيح الوصول إلى تفاصيل دقيقة حول مواقع الجزر ومسارات الغوص واتجاهات الرياح.

كما برز كتاب "شداد" للمصور إبراهيم سرحان الذي وثق بعدسته على مدى ثلاث سنوات سباقات الهجن وثقافة البادية في منطقة تبوك، مقدماً عملاً بصرياً يوثق ملامح الأصالة والهوية في واحدة من أعرق الموروثات الشعبية.

وبيّن الرماح أن "ناشر" تعمل وفق رؤية تهدف إلى توسيع نطاق الثقافة السعودية عالمياً من خلال الترجمة، والابتكار في المحتوى، والتقنيات الحديثة في التصميم والإخراج، بما يجعل الكتاب السعودي منافساً في أسواق النشر الدولية.

وشدد على أن النجاحات التي تحققت خلال معرض الرياض الدولي للكتاب تمثل بداية مرحلة جديدة لصناعة النشر المحلية، مؤكداً أن الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يعكس التزامها برعاية الإبداع وتصدير المعرفة.

واختتم الرماح حديثه بالتأكيد على أن "ناشر" ستواصل توسيع شراكاتها الإقليمية والدولية لتكون واجهة عالمية للثقافة السعودية، مضيفاً أن كل إصدار جديد هو جسر يربط المملكة بالعالم ويعكس روحها الحضارية المتجددة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار