أكدت استشارية طب النساء والولادة الدكتورة مها النمر، أن استخدام الأدوية لعلاج الأمراض الطارئة أثناء فترة الحمل يُعد خطوة ضرورية وأساسية لتقليل المخاطر الصحية على الأم والجنين، مشددة على أن الامتناع عن العلاج في هذه الحالات قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على الطرفين.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وأوضحت الدكتورة النمر عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" أن بعض النساء يعتقدن خطأً أن استخدام الأدوية خلال الحمل قد يسبب ثبات المرض بعد الولادة، إلا أن هذا غير صحيح علميًا، مؤكدة أن الأدوية الموصوفة لعلاج الحالات الطارئة تُستخدم لفترة محددة وتحت إشراف طبي دقيق.
وبيّنت أن من بين هذه الحالات الطارئة التي تتطلب تدخلًا دوائيًا فوريًا، سكري الحمل وارتفاع ضغط الدم واضطرابات الغدة الدرقية، حيث تُعد هذه الأمراض من أكثر المشكلات شيوعًا بين الحوامل، وتتطلب مراقبة مستمرة وعلاجًا منظمًا لتجنب المضاعفات.
وأشارت إلى أن علاج سكري الحمل بالأدوية أو بالأنسولين لا يعني أن المرأة ستبقى مصابة بالسكري بعد الولادة، إذ يختفي المرض عادة بمجرد انتهاء الحمل، لكنّ إهمال العلاج قد يرفع احتمالية إصابة الأم بالسكري في المستقبل.
وأضافت أن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يُعتبر من الحالات التي قد تؤثر بشكل مباشر على المشيمة ونمو الجنين، مبينة أن استخدام الأدوية المخصصة لذلك يسهم في حماية الأم من التسمم الحملي والمضاعفات القلبية اللاحقة.
كما أكدت أن أدوية الغدة الدرقية التي تُصرف للحامل تُعد آمنة عند الالتزام بالجرعات الموصى بها، وتساعد على ضبط الهرمونات بما يضمن نموًا سليمًا للجنين وتوازنًا في وظائف الجسم لدى الأم.
ونبّهت إلى أهمية المتابعة الدورية مع الطبيب المختص طوال فترة الحمل، لضبط الجرعات الدوائية ومراقبة التغيرات الصحية، مؤكدة أن التعامل الطبي الدقيق مع هذه الحالات يقلل بشكل كبير من نسب الولادات المبكرة أو ضعف وزن المواليد.
وأوضحت أن الخوف المبالغ فيه من استخدام الأدوية خلال الحمل يؤدي أحيانًا إلى نتائج عكسية، لأن ترك المرض دون علاج قد يشكل خطرًا أكبر من الدواء نفسه، مشيرة إلى أن القرارات العلاجية تُبنى دائمًا على مبدأ الموازنة بين الفائدة والمخاطر.
ودعت الدكتورة النمر جميع السيدات الحوامل إلى عدم تناول أي دواء دون استشارة الطبيب، حتى وإن كان الدواء متداولًا أو طبيعيًا، لأن بعض المركبات العشبية قد تتفاعل سلبًا مع الجسم أثناء الحمل.
وأشارت إلى أن الأطباء يعتمدون بروتوكولات دقيقة لتحديد نوع الدواء المناسب للحالة، مع مراعاة مرحلة الحمل ونوع المرض، مؤكدة أن لكل فترة من فترات الحمل ضوابط خاصة في وصف الأدوية.
وبيّنت أن الدراسات الطبية الحديثة أثبتت أن التدخل العلاجي المبكر في حالات الحمل المعقدة يقلل معدلات الإجهاض والولادة القيصرية ويحسّن صحة الأم بعد الولادة، مما يعزز فرص الرضاعة الطبيعية والنقاهة السريعة.
وأوضحت أن وعي المرأة الحامل بدورها في متابعة حالتها الصحية يسهم في نجاح العلاج، وأن الالتزام بمواعيد الفحوصات والتحاليل الدورية يمكّن الطبيب من رصد أي تغيّر مبكرًا وتعديل الخطة العلاجية وفق الحاجة.
وأضافت أن الحمل مرحلة حساسة تتطلب توازنًا دقيقًا بين العناية الطبية والراحة النفسية، وأن الاطمئنان إلى سلامة الأدوية المستخدمة يسهم في خفض مستويات القلق والتوتر لدى الأمهات.
ولفتت إلى أن بعض الأمراض الطارئة قد تكون مؤقتة وتزول نهائيًا بعد الولادة، بينما تتطلب حالات أخرى متابعة مستمرة لفترة وجيزة بعد الوضع، مما يستدعي عدم إيقاف الأدوية فجأة دون استشارة الطبيب.
كما شددت على أهمية التثقيف الصحي للحوامل من خلال الحملات التوعوية والبرامج الطبية، لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الأدوية والحمل، وتزويد النساء بالمعلومات العلمية الدقيقة.
وأكدت أن التزام الطبيب والمريضة معًا بخطة علاجية واضحة يضمن سلامة الأم والجنين، ويجعل تجربة الحمل أكثر أمانًا واستقرارًا من الناحية الصحية.
وختمت الدكتورة مها النمر حديثها بالتأكيد على أن الأدوية في الحمل ليست عدوًا يجب الخوف منه، بل وسيلة علمية مدروسة لحماية الحياة، متى ما استُخدمت تحت إشراف طبي مسؤول وبجرعات مدروسة.
وأضافت أن الأم الواعية التي تحرص على استشارة طبيبها قبل أي خطوة دوائية هي الأكثر قدرة على تجاوز فترة الحمل بسلام، دون تعريض نفسها أو جنينها لأي خطر غير محسوب.