الطيور المهاجرة
"المركز الوطني للحياة الفطرية" خطة لحماية الطيور المهاجرة.. عوازل كهربائية ومحميات آمنة
كتب بواسطة: فهد الأعور |

يقود المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية جهوداً متكاملة وغير مسبوقة في إطار سعيه لتحقيق الاستدامة البيئية، وذلك بما يتماشى بشكل مباشر مع الأهداف السامية لـ"رؤية المملكة 2030"، حيث يركز المركز في الوقت الراهن على حماية الطيور المهاجرة التي تمر عبر أجواء المملكة خلال مواسم الهجرة السنوية، لتوفير بيئة آمنة لهذه الكائنات، وتأكيد دور المملكة الريادي في الحفاظ على التنوع الأحيائي، ومحاربة الانتهاكات البيئية التي تتعرض لها هذه الطيور، وتضمن سلامة عبورها لأجواء المملكة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وأوضح المركز أن أعمال الحماية التي يقوم بتنفيذها تشمل محاور متعددة تبدأ من تطوير وتنظيم موسم الصيد السنوي، وتحديد الفترات الزمنية المسموح بها للصيد بناءً على دراسات علمية دقيقة وشاملة، وهو ما يضمن الحفاظ على أعداد هذه الطيور وعدم تعرضها للاستنزاف، ويلغي أي ممارسات صيد عشوائية أو جائرة، تضر بالتوازن البيئي، وتتسبب في إلحاق الضرر بالأنواع المهددة بالانقراض، كما يشمل ذلك العمل على إنهاء كافة التعديات البيئية التي قد تطال مواطن هذه الطيور، وتطبيق الأنظمة والتعليمات الخاصة بتنمية الحياة الفطرية بكل صرامة وحزم، لحماية البيئة الطبيعية.

ويعمل المركز على تنفيذ مبادرات نوعية ومبتكرة لحماية الطيور من الأخطار المباشرة التي قد تودي بحياتها أثناء الهجرة، ومن أبرز هذه المبادرات تركيب عوازل متخصصة على خطوط الكهرباء ذات الجهد المتوسط، وذلك لحماية الطيور من خطر الصعق الكهربائي الذي يتسبب في نفوق أعداد كبيرة منها سنوياً، وتعتبر هذه العوازل خطوة عملية ومهمة نحو تقليل الأخطار غير المباشرة التي تهدد الحياة الفطرية، وتعكس التزام المركز بحلول تقنية وعملية لمواجهة التحديات البيئية القائمة على الأرض، لضمان سلامتهم.

وبالتوازي مع الإجراءات الوقائية، يقوم المركز بجهود ملموسة في إنشاء محميات طبيعية جديدة، وتحديد مسارات آمنة ومحمية تسهم في تسهيل هجرة الطيور عبر المناطق المختلفة في المملكة، وتوفير أماكن للراحة والتغذية لها، مما يضمن نجاح رحلاتها الطويلة، وهذه المحميات تعمل كـ"ملاذات آمنة" للطيور، وتساعد في دعم التنوع الأحيائي المحلي والعالمي، وتؤكد دور المملكة المحوري كجزء من المسارات العالمية لهجرة الطيور، لتكون نقطة عبور صديقة وداعمة لرحلة الطائر.

وأكد المركز أن رؤيته المستقبلية ترتكز على تعزيز مفهوم "التخطيط العمراني البيئي"، حيث سيتم دمج الاعتبارات البيئية ضمن خطط التنمية العمرانية، بالإضافة إلى العمل على تحديث رؤية الحياة الفطرية بالكامل، بما يدعم ويحمي التنوع الأحيائي الفريد الذي تتمتع به المملكة، ويضمن استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، وينقل المفهوم من مجرد حماية إلى دمج كامل للبيئة في جميع القرارات التنموية، وتوفير بيئة متوازنة في جميع مناطق المملكة.

كما يشدد المركز على أهمية التعاون الوثيق مع كافة الجهات ذات العلاقة، سواء الحكومية أو الخاصة أو الجمعيات البيئية، وذلك لضمان استدامة الأنواع المهاجرة وحماية مواطنها الطبيعية من أي اعتداءات أو تغيرات قد تؤثر عليها سلباً، حيث يعتبر هذا التعاون عنصراً أساسياً لنجاح الاستراتيجيات البيئية الوطنية، ويعكس وحدة الجهود لتحقيق أهداف "رؤية المملكة 2030" في بناء بيئة مستدامة وصحية للجميع.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار