يُعد سرطان الكبد من أكثر أنواع السرطان خطورة، وينتج عن نمو غير طبيعي في خلايا الكبد، إما بشكل أولي داخل العضو نفسه، أو بشكل ثانوي نتيجة انتقال السرطان من أعضاء أخرى في الجسم.
إقرأ ايضاً:"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدةباحثون يطلقون تحذيرًا صادمًا للنساء.. هذه "العادة الأسبوعية" قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان
وتنقسم أنواع سرطان الكبد الأولي إلى عدة أشكال، أبرزها أورام الخلايا الكبدية، وسرطان القنوات الصفراوية، والساركوما الوعائية، والتي تختلف في طبيعتها ومدى انتشارها وتأثيرها على وظائف الكبد.
وتوضح مدينة الملك فهد الطبية، أن هذا النوع من السرطان قد لا تظهر له أعراض واضحة في مراحله الأولى، ما يجعل اكتشافه المبكر تحديًا طبيًا كبيرًا يواجه الأطباء والمرضى على حد سواء.
وفي حال ظهور الأعراض، فإنها غالبًا ما تكون على هيئة فقدان مفاجئ وغير مبرر في الوزن، إضافة إلى شعور مستمر بالإرهاق العام والضعف الجسدي دون سبب واضح.
ومن الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى وجود مشكلة في الكبد، اصفرار الجلد والعينين، وهو ما يعرف طبياً باليرقان، ويُعد من العلامات الشائعة في أمراض الكبد بشكل عام.
وتؤكد فهد الطبية أن بعض المرضى قد يعانون من انتفاخ أو تورم في البطن، نتيجة تراكم السوائل أو تضخم حجم الكبد، وهو ما قد يصاحبه شعور بعدم الراحة أو الألم.
كما قد يفقد المريض شهيته بشكل مفاجئ، وهو ما يؤدي إلى تراجع الحالة الغذائية والصحية العامة، وقد يترافق ذلك مع حالات من الغثيان والاستفراغ المتكرر.
وتشير الدراسات إلى أن نمط الحياة الصحي يلعب دورًا محوريًا في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الكبد، خصوصًا فيما يتعلق بالحفاظ على وزن مثالي وتجنب الممارسات الضارة.
ومن أبرز طرق الوقاية أيضًا الابتعاد عن تناول الكحوليات، التي تُعد من العوامل المؤثرة بشكل مباشر على صحة الكبد، وتتسبب في تليفه على المدى الطويل.
كما أن الحصول على اللقاحات الخاصة بالأمراض الفيروسية التي تصيب الكبد، مثل التهاب الكبد الوبائي B وC، يُعد من أهم الإجراءات الوقائية الموصى بها طبيًا.
وفيما يخص العلاج، فإن الخيارات تختلف بحسب نوع الورم ومرحلته، ومن أبرزها إجراء استئصال جزئي للكبد في حال كانت الكتلة محددة وصغيرة.
وفي بعض الحالات المتقدمة، قد يكون الاستئصال الكامل للكبد مع زراعة عضو جديد هو الحل الوحيد، خصوصًا في حال تضرر الكبد بشكل لا يمكن علاجه تقنيًا.
كما يُستخدم العلاج الإشعاعي في بعض الأنواع الحساسة للإشعاع، سواء لتقليص حجم الورم قبل الجراحة أو لتخفيف الأعراض المصاحبة في المراحل المتأخرة.
ويلجأ الأطباء أيضًا إلى العلاج الكيميائي، الذي يعمل على تدمير الخلايا السرطانية أو إبطاء نموها، ويُستخدم غالبًا في الأورام المنتشرة أو غير القابلة للجراحة.
وتبرز تقنيات العلاج المناعي كأحد الحلول الحديثة في علاج سرطان الكبد، من خلال تحفيز الجهاز المناعي للتعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بشكل دقيق.
وتُستخدم العلاجات الموجهة كذلك في بعض الحالات، وهي تقوم على استهداف الجينات أو البروتينات المسؤولة عن نمو الخلايا السرطانية، مع تقليل الضرر للخلايا السليمة.
ويُعد التشخيص المبكر مفتاحًا لنجاح العلاج، إذ يُنصح الأفراد المعرضون لعوامل الخطر بإجراء فحوصات دورية للكشف عن مؤشرات المرض في مراحله الأولى.
وتؤكد الجهات الصحية أهمية التوعية المجتمعية حول أعراض سرطان الكبد وطرق الوقاية منه، لضمان الوصول إلى رعاية مبكرة وفرص شفاء أعلى للمصابين به.