الأرصاد السعودية
"الأرصاد" تفاجئ الجميع بتوقعاتها لشهر نوفمبر.. أمطار غير مسبوقة وحرارة تتجاوز التوقعات!
كتب بواسطة: سلوى سعيد |

توقّع المركز الوطني للأرصاد أن تشهد المملكة خلال الربع الأخير من عام 2025م ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة مقارنة بالمعدلات المناخية المعتادة.
إقرأ ايضاً:"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدةباحثون يطلقون تحذيرًا صادمًا للنساء.. هذه "العادة الأسبوعية" قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان

مشيرًا إلى أن معظم المناطق ستتأثر بأجواء أكثر دفئًا من المعتاد مصحوبة بأمطار تفوق المعدل الطبيعي، خصوصًا خلال شهر نوفمبر الذي يُنتظر أن يشهد هطولًا غزيرًا إلى غزير جدًا في عدد من المناطق الرئيسة.

وأوضح المركز أن مناطق مكة المكرمة والرياض والقصيم والمنطقة الشرقية والحدود الشمالية ستكون ضمن أكثر المناطق تأثرًا بالأمطار الغزيرة، مضيفًا أن هذه التوقعات تأتي ضمن النماذج المناخية الحديثة التي تتابع أنماط الغلاف الجوي وحركة الكتل الرطبة المؤثرة على شبه الجزيرة العربية.

وبيّن التقرير أن متوسط درجات الحرارة سيرتفع على نطاق واسع، حيث تُسجَّل أعلى المعدلات في منطقتي تبوك والمدينة المنورة بزيادة تتراوح بين درجة وأربع درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي، مما يعكس استمرار الاتجاه التصاعدي لدرجات الحرارة المرتبط بالتغيرات المناخية العالمية.

كما أوضح المركز أن مناطق عسير والباحة ومكة المكرمة والرياض ستكون الأكثر عرضة لهطول الأمطار خلال الموسم، في ظل توقعات بامتداد السحب الماطرة إلى أجزاء أوسع من أراضي المملكة خلال ذروة الحالة الجوية.

وأشار التقرير إلى أن شهر أكتوبر سيبدأ بموجات من الأمطار المتفرقة إلى الغزيرة على بعض المرتفعات الجنوبية والغربية، ولا سيما في مناطق مكة المكرمة والرياض والباحة وعسير، مع فرص لتكوّن السحب الرعدية في فترات متقطعة.

وأضاف أن شهر نوفمبر سيشهد اتساع نطاق الهطولات المطرية لتشمل مناطق جديدة من القصيم والمنطقة الشرقية والحدود الشمالية، مما قد يرفع كميات الأمطار بشكل لافت خصوصًا على المرتفعات الجنوبية الغربية التي عادة ما تستقبل أكبر نسب الرطوبة.

وبيّن أن التوقعات الأولية تشير إلى احتمالية استمرار الحالات المطرية خلال النصف الأول من نوفمبر، قبل أن تبدأ بالانحسار التدريجي مع اقتراب دخول فصل الشتاء، ما يجعل هذا الشهر الأوفر حظًا بالأمطار.

وخلال شهر ديسمبر، يُتوقّع أن تنخفض معدلات الأمطار على أغلب المناطق، مع بقاء بعض الفرص المحدودة لهطولات خفيفة ومتفرقة على المرتفعات الجنوبية الغربية وأجزاء من منطقتي الجوف والحدود الشمالية.

ولفت التقرير إلى أن انحسار الحالة المطرية في ديسمبر يُعد جزءًا من الدورة المناخية الطبيعية في مثل هذا الوقت من العام، إلا أن درجات الحرارة ستبقى أعلى من المعدل الموسمي حتى منتصف الشهر الأخير من العام.

وأكد المركز أن هذه التوقعات تستند إلى تحليلات دقيقة لبيانات الأقمار الصناعية ومحاكاة النماذج المناخية العالمية، التي ترصد التغيرات في حركة الكتل الهوائية ومؤشرات ظاهرة "النينو" المؤثرة على مناخ شبه الجزيرة العربية.

وأشار إلى أن زيادة معدلات الأمطار خلال الربع الأخير تُعدّ مؤشرًا إيجابيًا للمخزون المائي والغطاء النباتي في عدد من المناطق، لكنها تتطلب في الوقت ذاته رفع درجات الاستعداد لمواجهة احتمالات تشكّل السيول وجريان الأودية.

ودعا المركز الجهات المعنية إلى اتخاذ الإجراءات الاستباقية اللازمة لضمان سلامة الأرواح والممتلكات، خصوصًا في المناطق التي تُعرف بتجمع مياه الأمطار أو وقوعها في مجاري السيول الطبيعية.

كما حث المواطنين والمقيمين على متابعة النشرات الجوية اليومية الصادرة عن المركز، لتجنّب المخاطر المحتملة الناتجة عن التقلبات الجوية المفاجئة خلال الأشهر المقبلة.

وأوضح المركز أن التقارير الفصلية تُحدّث بشكل شهري لتزويد مختلف القطاعات الحكومية والجهات التنفيذية بأحدث المعلومات المناخية الدقيقة، مما يسهم في التخطيط المسبق للأنشطة الزراعية والإنشائية والخدمية.

وبيّن أن هذه البيانات المناخية تلعب دورًا محوريًا في دعم منظومة الإنذار المبكر، وتحسين إدارة الأزمات الناتجة عن الظواهر الجوية القاسية التي قد تتكرر بوتيرة أعلى مع تطور الأنماط المناخية.

وأكد المركز أن المملكة تُعد من الدول المتقدمة في مجال الرصد الجوي واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل التغيرات المناخية، ضمن جهودها لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 في تعزيز الاستدامة البيئية.

وأشار إلى أن التقارير الفصلية للمركز الوطني للأرصاد أصبحت مرجعًا أساسيًا لصانعي القرار والباحثين، نظرًا لما تحتويه من بيانات علمية دقيقة تدعم التخطيط الاستراتيجي في مجالات الطاقة والزراعة والمياه.

واختتم المركز تقريره بالتأكيد على أن متابعة التغيرات المناخية تمثل جزءًا من التزام المملكة بمراقبة البيئة وضمان أمنها المناخي، من خلال رفع جاهزية القطاعات المختلفة لمواجهة أي طارئ جوي محتمل خلال الفترة المقبلة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار