كشفت هيئة تقويم التعليم والتدريب عن تحقيق قفزة نوعية ونجاح غير مسبوق في مؤشرات الأداء المدرسي على مستوى المملكة، حيث ارتفعت نسبة المدارس التي تمكنت من تحقيق مستويات التميز إلى 18% خلال عام 2025م.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وهو ما يعتبر دليلاً واضحاً على نجاح استراتيجيات التطوير المتبعة، والأكثر دلالة على هذا التحسن هو الانخفاض التاريخي في عدد المدارس ذات الأداء المنخفض، الذي تراجع ليبلغ ست مدارس فقط على مستوى المملكة بأسرها، مما يؤكد على أن ثقافة التقويم أصبحت واقعاً ملموساً ومحفزاً للتطوير في الميدان التعليمي السعودي.
جاء هذا الإعلان الهام خلال فعاليات "الملتقى الوطني للتميز المدرسي"، حيث أوضح رئيس مجلس إدارة الهيئة، الدكتور خالد السبتي، أن هذا التحسن الملحوظ لم ينعكس إيجاباً على تصنيف المدارس فقط، بل ظهر تأثيره الواضح على مهارات الطلاب أنفسهم.
مشيراً إلى أن النتائج أظهرت إتقاناً أفضل في مهارات مادة الرياضيات لنحو 11 ألف مدرسة، وفي مهارات العلوم لنحو 14 ألف مدرسة تقريباً، وهو ما يؤكد على الجودة العالية في المخرجات التعليمية التي بدأ الميدان يحصد ثمارها، مؤكداً في الوقت ذاته أنه سيتم تكريم 760 مدرسة متميزة هذا العام، تقديراً لجهودها المبذولة.
وفي سياق الإنجازات غير المسبوقة، أعلن الدكتور السبتي أن المملكة أنجزت للمرة الأولى في تاريخها تقويماً وتصنيفاً شاملاً لجميع مدارسها، سواء الحكومية أو الأهلية أو العالمية، وذلك في أكثر من 2200 مدينة وقرية وهجرة.
وهو إنجاز هائل يعكس التزام المملكة بـ"الجودة التعليمية الشاملة"، وقد تم بناء هذا التصنيف عبر نموذج سعودي للجودة، يستند إلى مرجعية علمية صلبة، ويهدف بشكل أساسي إلى التحسين المستمر لجميع جوانب العملية التعليمية، بما يلبي طموحات "رؤية المملكة 2030" في بناء منظومة تعليمية عالمية المستوى.
ولفت رئيس مجلس الإدارة إلى أن هذا المشروع الوطني الضخم قد جرى على مرحلتين أساسيتين؛ حيث بدأت المرحلة الأولى بالتقويم الذاتي الذي نفذته كل مدرسة بمفردها، وذلك بناءً على المعايير المحددة التي وضعتها الهيئة مسبقاً، أعقب ذلك المرحلة الثانية التي تمثلت في التقويم الخارجي.
والتي تولتها الهيئة بشكل مباشر عبر فرق وطنية مؤهلة ومحترفة، والهدف الأسمى من هذه المراحل هو رفع جودة التعليم وتحقيق التميز المؤسسي على جميع المستويات، وقياس الأداء بشكل دقيق وشفاف، لتحديد مكامن القوة والضعف بشكل واضح.
وأشار إلى أن البرنامج شهد تنفيذاً قياسياً وصل إلى ما يقارب مليون ونصف المليون زيارة ومقابلة للمدارس، إضافة إلى مئات الآلاف من الرحلات الميدانية إلى المدارس في مختلف المواقع الجغرافية، بما في ذلك المناطق النائية والبعيدة جداً.
ويعتبر هذا إنجازاً غير مسبوق، يعكس مدى التزام المملكة بتطوير منظومة التعليم، وشمولية عمليات التقويم لكل بقعة على أراضيها، وتحسين مخرجاتها لتكون قادرة على المنافسة عالمياً، ويؤكد على أن الموارد البشرية واللوجستية تم تسخيرها بالكامل لخدمة هذا المشروع الوطني.
فيما أكد وزير التعليم، يوسف البنيان، أن الممارسات الحديثة للتقويم والاعتماد المدرسي، بالإضافة إلى اختبارات "نافس" الوطنية التي تم تطبيقها مؤخراً، كان لها دور محوري وأساسي في تطوير المناهج الدراسية، وصناعة قرارات تعليمية أكثر استجابة لاحتياجات الطلاب الحالية والمستقبلية.
وهو ما يضمن أن تكون القرارات التعليمية مبنية على أسس علمية ونتائج موثوقة، وليس على مجرد التقديرات، مؤكداً أن الوزارة تعتبر تمكين المدارس جوهر عملها، وأن نجاحها يرتكز على ترسيخ المهارات الأساسية كالقراءة والرياضيات والعلوم، وتطبيق خطط تحسين فعالة ودقيقة، لرفع كفاءة الأداء.
وشدد البنيان على أن غرس قيم المواطنة والانضباط في نفوس الطلاب، إلى جانب بناء شراكة حقيقية وفاعلة ومستدامة مع الأسرة، يمثلان ركيزة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها لتحقيق نواتج تعلم أفضل، وتعزيز المسؤولية المشتركة بين البيت والمدرسة لدعم المسيرة التعليمية بشكل كامل، وضمان تحقيق النجاح المنشود للطلاب، ليكون الطالب عنصراً فعالاً وواعياً في مجتمعه، وقادراً على المنافسة في سوق العمل العالمي، وهو ما يختتم الرؤية الشاملة لوزارة التعليم في المملكة.