أطلقت أمانة منطقة الباحة اليوم مشروعها النوعي الرائد لمسح وتقييم الطرق، وبناء وتشغيل نظام موحد ومتكامل لإدارة صيانة الأرصفة وعناصر الطرق الحضرية، وذلك بحضور وكيل وزارة البلديات والإسكان للمشاريع والصحة العامة، المهندس حسان عسيري، وأمين منطقة الباحة، الدكتور علي بن محمد السواط، وعددٍ من مسؤولي الوزارة والأمانة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
ويعد هذا المشروع خطوة مهمة نحو التحول الرقمي في إدارة البنية التحتية، ويؤكد على جدية الأمانة في استخدام أحدث التقنيات لخدمة المنطقة وساكنيها، وتحقيق نقلة نوعية في جودة الطرق، مما يضمن وصول الخدمات للجميع.
ويهدف المشروع بشكل أساسي إلى رفع كفاءة شبكة الطرق وتعزيز استدامتها على المدى الطويل، وذلك من خلال استخدام تقنيات المسح الذكي والليزري عالية الدقة لتقييم حالة الطرق الحضرية القائمة بكل تفاصيلها، ورصد العيوب والتشققات السطحية، وحساب معامل الوعورة بدقة متناهية.
إلى جانب العمل على بناء قاعدة بيانات شاملة وموثوقة تسهم بشكل فعال في دعم قرارات الصيانة الوقائية، وتحسين مستوى السلامة المرورية في جميع أنحاء المنطقة، ووضع خطط مستقبلية لإدارة أصول الطرق، بما يضمن الاستفادة القصوى من الميزانيات المخصصة للصيانة، وتجنب الهدر في الموارد، واعتماد أسلوب استباقي في التعامل مع المشاكل قبل تفاقمها.
وأوضح الدكتور السواط أن المشروع يتضمن مجموعة متكاملة من المعدّات التقنية المتقدمة والمبتكرة، من أبرزها معدة المسح الليزري للطرق التي تلتقط بيانات تفصيلية بدقة عالية جداً، وجهاز رصد معلومات سطح الطريق (RSP) المزوّد بـ(13) حساس ليزر متخصص، يستخدم لقياس التخدد ومعامل الوعورة.
إضافةً إلى كاميرا التصوير ثلاثي الأبعاد (360 درجة) لتوثيق الأصول والمواقع على طول الطريق، ومعدة الحمل الساقط المستخدمة في التقييم الإنشائي للطرق وتحليل تشوهات السطح، إلى جانب معدة قياس سماكة طبقات الرصف بتقنية الإشارات الكهرومغناطيسية، ومعدة قياس مقاومة الانزلاق، التي تستخدم تقنية قياس معامل الانزلاق (Friction Number) لتقييم السلامة المرورية للشوارع الرئيسة بشكل علمي ومدروس، مما يجعل عملية التقييم شاملة لكل الجوانب الفنية المطلوبة.
وبيّن المهندس عسيري أن المملكة تمتلك بنية تحتية متينة تُعد شبكة الطرق الحضرية أحد ركائزها الأساسية، إذ تتجاوز أطوال الطرق في المملكة (300 ألف كيلومتر)، تسهم هذه الطرق بشكل حيوي ومباشر في دعم الحركة الاقتصادية والاجتماعية في جميع المناطق.
مضيفًا أن الوزارة تعمل بالشراكة الاستراتيجية مع الأمانات على رفع جودة البنية التحتية في مختلف مناطق المملكة، مشيرًا إلى أن أمانة منطقة الباحة شهدت مؤخرًا تنفيذ عددٍ من المشاريع التنموية النوعية الهامة، ومنها مشروع متنزه الأمير حسام ومتنزه الشروق بتكلفة تجاوزت (78) مليون ريال، ومشروع تنفيذ الطرق بمدينة الباحة بتكلفة بلغت أكثر من (39) مليون ريال، مما يؤكد على حجم الإنفاق الكبير في المنطقة.
وأكّد وكيل الوزارة أن إطلاق هذا المشروع التحولي يأتي ضمن التوجه العام للوزارة لتوحيد أنظمة إدارة صيانة الطرق في جميع الأمانات، وذلك بالتعاون الفني والتقني مع شركة وطنية متخصصة.
وسيغطي المشروع نطاقاً واسعاً يبلغ أكثر من (2000) كيلومتر من الطرق الرئيسة، و(22) كيلومترًا من الطرق الفرعية في منطقة الباحة، سعيًا حثيثاً لرفع مؤشر جودة الطرق إلى (80٪) بحلول عام 2030، وتعزيز رضا المستفيدين عن الخدمات البلدية المقدمة، وهو الهدف الاستراتيجي الذي تسعى الوزارة لتحقيقه، وهذا يضع أمانة الباحة في مقدمة الأمانات التي تطبق هذا النظام الجديد.
واختتم المهندس عسيري حديثه بالتأكيد على أن المشروع يمثل خطوة نوعية وملموسة نحو التحول الرقمي الكامل في إدارة أصول الطرق، مشيدًا بدعم معالي الوزير الدكتور ماجد بن عبدالله الحقيل لهذه المبادرات، وبالتعاون المثمر مع أمانة منطقة الباحة في تنفيذ المبادرات النوعية التي تسهم بفعالية في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تطوير القطاع البلدي، لضمان استدامة الخدمات، وهو ما يؤكد على روح الفريق الواحد التي تعمل بها الوزارة والأمانات المختلفة.