في مؤشر لافت على تغير الأجواء، ودخول موسم "الوسم" الذي طال انتظاره، شهدت المملكة العربية السعودية اليوم، انخفاضًا ملموسًا في درجات الحرارة على كافة المناطق.
إقرأ ايضاً:"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدةباحثون يطلقون تحذيرًا صادمًا للنساء.. هذه "العادة الأسبوعية" قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان
ولأول مرة منذ انقضاء فصل الشتاء الماضي، ودخول أشهر الصيف الطويلة، تسجل جميع مناطق المملكة اليوم درجات حرارة عظمى، أقل من حاجز الأربعين درجة مئوية.
ويمثل هذا التحول المناخي، نقطة فارقة، وإعلانًا رسميًا عن انكسار موجات الحر الشديدة، وبداية اعتدال الأجواء بشكل تدريجي في مختلف أنحاء البلاد.
فبعد شهور طويلة سجلت فيها العديد من المدن درجات حرارة قياسية تجاوزت الخمسين درجة مئوية، تتنفس المملكة اليوم الصعداء، وتستقبل الأجواء الخريفية المعتدلة.
وقد تزامن هذا الانخفاض العام في درجات الحرارة، مع بداية موسم "الوسم" فعليًا، والذي أعلن عنه الخبير المناخي خالد الزعاق قبل أيام قليلة.
ويعتبر "الوسم" من أهم المواسم المناخية في الجزيرة العربية، ويمتد لعدة أشهر، ويتميز باعتدال أجوائه، وزيادة فرص هطول الأمطار التي تحمل الخير للأرض.
وبحسب توقعات المركز الوطني للأرصاد، فإن الأجواء اليوم تشهد تحولاً كبيرًا، فبينما تنخفض درجات الحرارة بشكل عام، تشهد بعض المناطق تقلبات جوية وهطول أمطار.
ففي المناطق الجنوبية والغربية، مثل جازان وعسير والباحة ومكة المكرمة، يتوقع استمرار هطول الأمطار الرعدية متفاوتة الشدة، مع احتمالية لتساقط حبات البرد.
وقد تصل الأمطار في بعض أجزاء منطقة عسير إلى درجة الغزارة، مما يزيد من احتمالية جريان السيول في الأودية والشعاب، ويتطلب أخذ الحيطة والحذر.
أما في العاصمة الرياض، فتشهد الأجواء انخفاضًا واضحًا في درجات الحرارة، حيث تتراوح العظمى في منتصف الثلاثينات، مع استمرار تأثير الرياح التي قد تثير بعض الغبار.
وفي المناطق الشمالية، يستمر تأثير الرياح النشطة، التي تساهم في تلطيف الأجواء، وتخفيف الإحساس بالحرارة خلال ساعات النهار.
بينما قد يتكون الضباب خلال ساعات الصباح الباكر على أجزاء من المنطقة الشرقية والمدينة المنورة، مما قد يؤثر على مدى الرؤية الأفقية بشكل مؤقت.
إن هذا التغير الملحوظ، يمثل بشرى سارة لسكان المملكة، الذين انتظروا طويلاً انقضاء فصل الصيف، والاستمتاع بالأجواء المعتدلة التي تبعث على الراحة.
فهو يشجع على الخروج إلى المتنزهات والبراري، وممارسة الأنشطة الخارجية، بعد أن كانت درجات الحرارة المرتفعة تجعل من ذلك أمرًا صعبًا خلال الأشهر الماضية.
ويؤكد خبراء الطقس أن هذا الانخفاض سيستمر ويتزايد بشكل تدريجي خلال الأسابيع القادمة، مع اقترابنا أكثر من فصل الشتاء، وانخفاض زاوية سقوط أشعة الشمس.
إنها دورة مناخية طبيعية، لكنها تحمل هذا العام أهمية خاصة، كونها تضع حدًا لصيف كان من بين الأشد حرارة، وتبشر بموسم أمطار وخير وفير.
ويواصل المركز الوطني للأرصاد دوره الهام في متابعة الأجواء، وإصدار التوقعات والتحذيرات، لمساعدة الجميع على فهم التغيرات المناخية والاستعداد لها.