شهدت مطارات الدمام توقيع عدد من العقود والاتفاقيات الإستراتيجية التي تجاوزت قيمتها 500 مليون ريال، في حدث بارز يعكس توجه المملكة نحو تطوير منظومة النقل الجوي وتحديث بنيتها التحتية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
إقرأ ايضاً:"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدةباحثون يطلقون تحذيرًا صادمًا للنساء.. هذه "العادة الأسبوعية" قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان

وجرى التوقيع بحضور رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، رئيس مجلس إدارة مطارات القابضة عبدالعزيز الدعيلج، الذي أكد أن هذه المشاريع تمثل خطوة نوعية نحو تحسين جودة الخدمات وتعزيز كفاءة التشغيل في مطارات المنطقة الشرقية.

تستهدف العقود الموقعة تطوير البنية التحتية لمطارات الدمام وتعزيز تجربة المسافر، إلى جانب تبني أحدث التقنيات الرقمية التي تسهم في رفع مستوى الأداء والاعتمادية في العمليات التشغيلية اليومية.

ويأتي هذا التحرك ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى جعل مطارات المملكة من بين الأفضل عالميًا في الكفاءة والتجربة، بما يدعم النمو الاقتصادي والسياحي في المنطقة.

وأوضح الدعيلج أن الاستثمار في تطوير مطارات المملكة يعكس التزام قطاع الطيران السعودي بتحقيق الريادة الإقليمية والعالمية، مشيرًا إلى أن مطارات الدمام تعد محورًا رئيسيًا في شبكة الطيران الوطنية.

وأكد أن هذه المشاريع تأتي امتدادًا لبرنامج الطيران المنبثق عن الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي تضع المسافر في قلب أولوياتها وتعمل على تحسين تجربة السفر من لحظة الوصول حتى المغادرة.

من جانبه، وصف الرئيس التنفيذي لمطارات الدمام المهندس محمد بن علي الحسني هذه الخطوة بأنها نقلة نوعية في مسيرة الشركة، مشيرًا إلى أن المشاريع الجديدة ستعزز جاهزية المطار لمواكبة الزيادة المتوقعة في أعداد المسافرين خلال السنوات القادمة.

وأضاف الحسني أن التوجه نحو التحول الرقمي يمثل ركيزة أساسية في إستراتيجية مطارات الدمام، حيث يتم الاستثمار في أنظمة ذكية تسهل الإجراءات وتختصر الوقت وتحسن التواصل بين الجهات التشغيلية.

وشدد على أن ما تحقق هو ثمرة دعم القيادة الرشيدة ومتابعة الهيئة العامة للطيران المدني، إلى جانب الشراكات القوية مع القطاع الخاص التي أسهمت في تسريع وتيرة التطوير والتنفيذ.

وتشمل العقود مشاريع لتوسعة المرافق الخدمية، وتحديث أنظمة الأمن والسلامة، وتحسين مسارات السفر الداخلي والدولي، بما يعزز سلاسة الحركة في مختلف نقاط المطار.

كما تتضمن الاتفاقيات تطوير مراكز تقنية متقدمة لإدارة البيانات التشغيلية في الوقت الفعلي، مما يتيح اتخاذ قرارات أكثر دقة وسرعة، ويقلل من معدلات التأخير.

وتركز إحدى المبادرات على تحسين تجربة المسافر من خلال تحديث صالات الانتظار والخدمات المساندة، إلى جانب إطلاق تطبيقات رقمية لتسهيل الحجوزات وتقديم خدمات ذاتية ذكية.

تأتي هذه الجهود ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تحويل مطارات المملكة إلى مراكز محورية في الربط الجوي العالمي، بما يخدم أهداف قطاع اللوجستيات المتنامي في المملكة.

وتتطلع مطارات الدمام من خلال هذه الخطوات إلى رفع كفاءتها التشغيلية بنسبة تتجاوز 30% خلال السنوات المقبلة، مما سينعكس إيجابًا على مستوى الخدمة والربحية.

ويُتوقع أن تساهم هذه المشاريع في استقطاب المزيد من شركات الطيران الدولية، وتعزيز مكانة مطار الملك فهد كمركز رئيسي لحركة النقل الجوي في الخليج العربي.

وتؤكد هذه المبادرات أن المملكة ماضية في تحقيق التكامل بين قطاعات النقل المختلفة، مستفيدة من موقعها الجغرافي الإستراتيجي لربط القارات الثلاث.

كما تسعى مطارات الدمام لأن تكون نموذجًا يحتذى به في الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بما يضمن استدامة التطوير وتحقيق عائد اقتصادي طويل الأمد.

وتختتم مطارات الدمام هذه المرحلة بخطة تنفيذ دقيقة تضمن إنجاز المشاريع وفق أعلى المعايير الدولية، مع الالتزام بالجداول الزمنية المحددة ودون التأثير على سير العمليات التشغيلية اليومية.

بهذه المشاريع، تواصل مطارات الدمام ترسيخ مكانتها كأحد المحركات الرئيسة في قطاع الطيران السعودي، ومساهمًا فاعلًا في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 في مجالي النقل والخدمات اللوجستية.