أطلقت الإدارة العامة لأمانة الأحساء مؤخراً مبادرة استراتيجية مبتكرة تهدف إلى تسريع وتيرة زيادة "الغطاء النباتي" في المحافظة، وذلك عبر قرار جريء يربط بين التنمية العمرانية والمساهمة البيئية، ما يمثل خطوة متقدمة نحو دمج المسؤولية المجتمعية في الإجراءات الحكومية الرسمية، وهذا يضمن تفاعلاً مجتمعياً أوسع.
إقرأ ايضاً:"أمانة الطائف" تطلق مشروعًا مفاجئًا.. تعرف على تفاصيل صيانة شوارع حي الوسام!"المملكة" تؤكد ريادتها في قطاع التعدين.. واكتشافات قد تغيّر خارطة الاستثمار العالمي!
ويقضي هذا القرار بإلزام أصحاب المنازل الجديدة بـ "زراعة ثلاث أشجار" كشرط أساسي لإصدار رخصة إيصال التيار الكهربائي إلى عقاراتهم، وهي خطوة تلامس حياة المواطنين بشكل مباشر، وتجعل من عملية بناء المنزل الجديد مساهمة فورية وملموسة في تحقيق مستهدفات مبادرة "السعودية الخضراء" الوطنية، وهذا يؤكد على دور الفرد في تحقيق الرؤية.
وتمثل هذه المبادرة المبتكرة "نقلة نوعية" حقيقية في جهود تحسين المشهد الحضري للمحافظة، حيث لم تعد مشاريع التشجير الكبرى مقتصرة على الطرق الرئيسية والشوارع العامة والحدائق فحسب، بل امتدت لتشمل كل منزل جديد يتم بناؤه، ما يحوّل المواطنين إلى "شركاء فاعلين" ومباشرين في تعزيز الجمال البيئي للأحساء، وهذا يعزز الشعور بالمسؤولية المشتركة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم أمانة الأحساء، خالد بووشل، أن الآلية الجديدة التي تم وضعها لتنفيذ هذا القرار تتميز بـ "السهولة والفعالية" العالية، وذلك لضمان عدم تعقيد الإجراءات على المواطنين، بل تقديم الدعم الكامل لهم لتنفيذ هذا الشرط الجديد، وهذا يؤكد على منهجية الإدارة في تسهيل الخدمات.
وتتميز الآلية بأن "الأمانة تتكفل بتوفير الشتلات اللازمة" للمواطنين بشكل مباشر بعد قيامهم برفع "طلب إلكتروني" بسيط وسهل عبر المنصة المخصصة، ما يضمن توحيد الجهود بين الطرفين وتقديم الدعم اللوجستي الضروري لإنجاح المبادرة على أوسع نطاق ممكن، وهذا يضمن جودة الشتلات المزروعة.
ويأتي هذا القرار الاستراتيجي مدعوماً بشكل كامل بـ "قدرات إنتاجية ضخمة" للمشتل المركزي التابع لأمانة الأحساء، وهو المشتل الذي يُعد أحد أهم المراكز البيئية في المنطقة، ما يضمن توافر عدد كافٍ من الأشجار لتغطية جميع الطلبات الحالية والمستقبلية المتوقعة من المنازل الجديدة، وهذا يمثل ضمانة للاستدامة.
ونجح المشتل المركزي مؤخراً في مضاعفة طاقته الإنتاجية لتصل إلى "مليوني شتلة" من الزهور الموسمية سنوياً، بالإضافة إلى إنتاج 125 ألف نبتة دائمة سنوياً، وهذا التوسع يعكس حجم الاستعدادات التي قامت بها الأمانة لمواجهة الطلب المتزايد على الأشجار، وهذا يثبت الجدية في تطبيق المبادرة الجديدة.
ويمتد المشتل على مساحة شاسعة تبلغ حوالي 500 ألف متر مربع، ويعمل بالكامل وفق "منظومة بيئية وإنتاجية متكاملة" تعتمد على أحدث التقنيات الحديثة في التحكم البيئي الداخلي، بالإضافة إلى تقنيات "معالجة المياه" المتقدمة لضمان استدامة الإنتاج وجودته العالية، وهذا يضمن استمرار تقديم الشتلات عالية الجودة.
ولم تكتفِ الأمانة بهذه المبادرة المباشرة فقط، بل أطلقتها ضمن "حزمة متكاملة" من المبادرات البيئية التي تغطي كافة مناحي الحياة في المحافظة، ما يبرز التزام الأمانة بتحويل الأحساء إلى نموذج للمدينة الخضراء المستدامة، وهذا يوضح أن هناك خطة بيئية شاملة يتم تنفيذها.
وشملت هذه الحزمة تكثيف "أعمال التشجير" في الطرق والمنتزهات العامة ومشاريع البنية التحتية القائمة والجديدة، بالإضافة إلى تقديم الدعم المستمر للمدارس والمساجد والقطاعات الحكومية الأخرى بـ "الأشجار" والشتلات اللازمة مجاناً، ما يعزز التشجير في جميع المنشآت العامة، وهذا يؤكد على النطاق الواسع للحملة.
كما أطلقت الأمانة مبادرة موازية ومهمة جداً تحت اسم "نزرع لك"، وهي مبادرة تتيح للمواطنين طلب زراعة الأشجار أمام منازلهم القائمة عبر منصة إلكترونية سهلة الاستخدام، ما يوسع من نطاق التشجير ليشمل المنازل القديمة أيضاً، وهذه المبادرات المتنوعة تضمن أن الأحساء تتجه بالكامل نحو التخضير.
وتسعى أمانة الأحساء من خلال هذه الجهود المتكاملة والمترابطة إلى "تحقيق بيئة خضراء مستدامة" ومزدهرة في جميع أنحاء المحافظة، وهو الهدف الأسمى الذي تسعى إليه الأمانة في الفترة الحالية والقادمة، وهذا يمثل استثماراً طويل الأجل.
إن الهدف الرئيسي من كل هذه الجهود هو "تحسين جودة الحياة" للسكان المحليين، وذلك من خلال توفير بيئة صحية ونظيفة ومظللة، بما يتماشى بشكل مباشر مع التطلعات الطموحة لرؤية المملكة 2030، والتي تضع "التنمية البيئية وبناء مدن حيوية ومزدهرة" في صلب أهدافها الوطنية، وهذا يربط المبادرات المحلية بالرؤية الكبرى.