أسعار الذهب
"الذهب" يترنح بعد الصعود القياسي.. السر وراء "الهبوط الغامض" الذي فاجأ المستثمرين
كتب بواسطة: سماء سالم |

شهدت أسواق المعادن العالمية اليوم تراجعًا ملحوظًا في أسعار الذهب بعد الارتفاع القياسي الذي سجله خلال الأيام الماضية، حيث فضل المستثمرون الاتجاه إلى عمليات بيع لجني الأرباح مع اقتراب إعلان بيانات التضخم الأمريكية التي ينتظرها الجميع بترقب شديد.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يخطط لصفقة التجديد الكبرى.. مفاجأة في مدة العقد الجديد لكوليبالي!"تسريبات نارية" تهز معسكر النصر.. تغييرات غير متوقعة قبل مواجهة جوا الهندي!

هذا التراجع جاء بعد موجة صعود غير مسبوقة دفعت المعدن الأصفر إلى مستويات تاريخية لم يشهدها من قبل، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان الذهب قد بلغ ذروته الفعلية أم أن رحلة الصعود لم تنته بعد.

في المعاملات الفورية، انخفض سعر الذهب بنسبة 0.3 بالمئة ليصل إلى 4113.54 دولار للأوقية، وهو تراجع طفيف لكنه يأتي بعد خسارة كبيرة سجلها المعدن يوم أمس، حين هبط بأكثر من خمسة في المئة دفعة واحدة.

ويُعد هذا الانخفاض الأكبر منذ شهر أغسطس الماضي، في حين أظهرت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر تعافيًا نسبيًا بعدما ارتفعت بنسبة 0.5 بالمئة لتصل إلى 4129.80 دولار للأوقية.

ويرى محللون أن السوق تشهد الآن حالة من الحذر، إذ ينتظر المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية التي قد تحدد المسار المقبل لسياسة أسعار الفائدة لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

وتُعد هذه البيانات عنصرًا محوريًا في تحديد اتجاه الأسواق، إذ إن أي إشارة إلى تراجع التضخم قد تدفع الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بشكل أسرع من المتوقع، ما يعيد الزخم إلى سوق الذهب مجددًا.

من جهة أخرى، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات مفاجئة أشار فيها إلى أنه يتوقع التوصل إلى اتفاق تجاري عادل مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال لقائهما المرتقب في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل.

وأدت هذه التصريحات إلى تهدئة المخاوف الجيوسياسية مؤقتًا، ما انعكس على شهية المستثمرين نحو الذهب الذي يُعد ملاذًا آمنًا في أوقات التوترات الدولية.

وعلى الرغم من التراجع الأخير، فإن أسعار الذهب ما زالت مرتفعة بنحو 56 بالمئة منذ بداية العام، مدفوعة بموجة من القلق العالمي بشأن النمو الاقتصادي وعدم استقرار أسواق الأسهم والعملات.

وكان الذهب قد بلغ يوم الإثنين الماضي أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4381.21 دولار للأونصة، وهو رقم قياسي أثار دهشة المتعاملين والمحللين على حد سواء.

ويُرجع الخبراء هذا الارتفاع التاريخي إلى تزايد عمليات شراء الذهب من قبل البنوك المركزية في مختلف الدول، التي تسعى إلى تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي.

كما ساهمت رهانات الأسواق على خفض أسعار الفائدة في تعزيز الطلب على الذهب، باعتباره أداة تحوط فعالة ضد تآكل القوة الشرائية للعملات الورقية.

وفي استطلاع أجرته وكالة "رويترز"، توقع معظم الاقتصاديين أن يقدم مجلس الاحتياطي الاتحادي على خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، على أن يتبعه خفض آخر محتمل في ديسمبر المقبل.

أما البنك المركزي الأوروبي، فقد أشار محللون إلى أنه لن يسير في الاتجاه نفسه قريبًا، إذ يفضل التريث ومراقبة التطورات الاقتصادية العالمية قبل اتخاذ أي قرار جديد بشأن الفائدة.

وفي سياق متصل، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تباينًا في أدائها، إذ تراجع سعر الفضة في المعاملات الفورية إلى 48.29 دولار للأوقية وسط تعاملات حذرة.

كما انخفض سعر البلاتين بنسبة 1.1 بالمئة ليصل إلى 1534.44 دولار، في حين ظل البلاديوم مستقرًا تقريبًا عند مستوى 1406.76 دولار دون تغييرات تُذكر.

ويؤكد خبراء الاقتصاد أن تحركات الذهب في هذه المرحلة تعكس مزيجًا من العوامل النفسية والاقتصادية، حيث يراقب المستثمرون كل إشارة قادمة من البنوك المركزية الكبرى حول مستقبل السياسات النقدية.

ويرى البعض أن هذا التراجع ليس سوى استراحة قصيرة ضمن مسار صعودي طويل، بينما يعتقد آخرون أن السوق قد دخلت مرحلة تصحيح مؤقتة بعد المبالغة في الارتفاعات الأخيرة.

وبين هذا وذاك، يبقى الذهب في صدارة المشهد الاقتصادي العالمي، محافظًا على جاذبيته كأحد أهم الأصول الاستثمارية في أوقات الغموض والتقلبات المستمرة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار