توقّع المركز الوطني للأرصاد أن يشهد طقس اليوم السبت حالة من التقلبات الجوية التي تمتزج فيها السحب الممطرة بالرياح المثيرة للأتربة، في مشهد مناخي متكرر خلال موسم الخريف الذي يشهد عادة تفاوتًا كبيرًا في درجات الحرارة ونشاط الرياح على مناطق واسعة من المملكة.
إقرأ ايضاً:نادي الاتحاد يفاجئ الجماهير بعد الخسارة من الهلال.. تصريح ناري من كونسيساو يشعل الجدلإدارة تعليم عسير تفاجئ الطلاب بقرار جديد يبدأ غدًا.. التفاصيل "الشتوية" الكاملة
وأشار المركز في تقريره اليومي إلى استمرار تأثير الرياح النشطة المصحوبة بموجات من الغبار على أجزاء من مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة وحائل، وهي المناطق التي تسجل منذ أيام تفاوتًا ملحوظًا في درجات الحرارة وازديادًا في سرعة الرياح خلال ساعات النهار.
وبيّن التقرير أن هذه الرياح قد تمتد نحو الأجزاء الشمالية من المنطقة الشرقية، مما يتسبب في انخفاض مستوى الرؤية الأفقية في بعض الطرق المفتوحة، خصوصًا تلك الواقعة بين المحافظات الداخلية والمناطق الساحلية التي تشهد حركة مرورية نشطة نهاية الأسبوع.
كما أكد المركز أن الفرصة لا تزال قائمة لتكوّن السحب الرعدية الممطرة على مرتفعات منطقتي جازان وعسير، وهي المناطق التي تشهد عادة نشاطًا موسميًا في الغيوم الممطرة القادمة من الجنوب الغربي، ما يجعلها بيئة خصبة لهطولات متفاوتة الشدة في ساعات ما بعد الظهر.
وأضافت الأرصاد أن تشكل هذه السحب الممطرة قد يترافق مع تيارات هوائية هابطة تزيد من إثارة الأتربة على المناطق المجاورة، مما يستدعي أخذ الحيطة من تقلبات الطقس المفاجئة التي قد تؤثر على الحركة الجوية والطرق الجبلية المرتفعة.
وحول حالة البحر الأحمر، أوضح التقرير أن الرياح السطحية ستكون شمالية غربية إلى شمالية على الجزءين الشمالي والأوسط، بينما تتحول إلى جنوبية غربية إلى شمالية غربية على الجزء الجنوبي بسرعة تتراوح بين 15 و30 كيلومترًا في الساعة، ما يجعل البحر خفيفًا إلى متوسط الموج.
وأشار المركز إلى أن ارتفاع الموج في البحر الأحمر قد يصل إلى متر ونصف في بعض الأوقات، لافتًا إلى أهمية توخي الحذر من قبل مرتادي البحر والصيادين وخصوصًا في فترات الظهيرة التي تنشط فيها الرياح عادة.
أما في الخليج العربي، فتسود رياح شمالية غربية إلى غربية معتدلة السرعة تتراوح بين 10 و25 كيلومترًا في الساعة، مما يجعل حالة البحر خفيفة الموج، وهو ما يمنح مرتادي السواحل الشرقية أجواءً معتدلة ومستقرة نسبيًا مقارنة بمناطق أخرى من المملكة.
وتوقّع التقرير أن تكون درجات الحرارة العظمى في المناطق الداخلية مرتفعة نسبيًا خلال النهار، فيما تميل إلى الانخفاض الملحوظ مع ساعات الليل، خاصة في المرتفعات الجنوبية والغربية التي تسجل دائمًا درجات أكثر اعتدالًا.
كما نبّهت الأرصاد إلى احتمال تدني مستوى الرؤية في بعض المناطق المتأثرة بالغبار الكثيف، داعيةً السائقين إلى توخي الحذر أثناء القيادة، وعدم التهاون في تطبيق إرشادات السلامة المرورية في الأجواء المتقلبة.
وشدد المركز على أهمية متابعة التحديثات اليومية عبر منصاته الرسمية في وسائل الإعلام ومواقع التواصل، نظرًا للتغيرات السريعة التي قد تطرأ على الحالة الجوية، خصوصًا مع بداية موسم التقلبات الذي يمتد عادة حتى منتصف نوفمبر.
وذكر التقرير أن السحب الرعدية المتوقع تشكلها قد يصاحبها نشاط في الرياح الهابطة، مما يسبب أحيانًا تطاير الأتربة على الطرق السريعة والمناطق المكشوفة، وهو ما يتطلب الحذر من قبل سالكي الطرق الجبلية.
وفي السياق نفسه، أوضحت الأرصاد أن فترات الظهيرة قد تشهد تباينًا في معدلات الرطوبة بين السواحل الغربية والشرقية، وهو ما يؤدي إلى إحساس مختلف بالحرارة بين المدن الساحلية والمدن الداخلية القريبة من الصحراء.
ولفت المركز إلى أن حالة الطقس الحالية تأتي ضمن النطاق الموسمي الاعتيادي لهذه الفترة من العام، إلا أن بعض المؤشرات تشير إلى احتمالية زيادة نشاط الرياح في الأسابيع المقبلة بسبب تغير أنماط الضغط الجوي في شبه الجزيرة العربية.
وأوصى المركز المواطنين والمقيمين بتجنب الأنشطة الخارجية الطويلة في فترات الذروة، والحرص على ارتداء الكمامات الواقية في المناطق التي تشهد كثافة غبارية، تجنبًا لأي مضاعفات صحية خاصة لمن يعانون من أمراض الجهاز التنفسي.
وأكد التقرير أن فرق الرصد الميداني التابعة للمركز تعمل على مدار الساعة لمتابعة التحركات الجوية ورصد مؤشرات الأمطار بدقة عالية، باستخدام تقنيات حديثة تعتمد على صور الأقمار الصناعية والرادارات المتطورة.
وأشار المركز إلى أن التعاون المستمر مع الدفاع المدني والجهات المعنية يسهم في إصدار التحذيرات المبكرة وتنبيه المواطنين في الوقت المناسب لتفادي أي آثار ناتجة عن الحالات الجوية غير المستقرة.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن الأرصاد تتابع عن كثب مسار الحالة الجوية خلال الساعات المقبلة، متوقعة استمرار النشاط الرياحي حتى ساعات المساء قبل أن تبدأ الأجواء بالاستقرار التدريجي في أغلب مناطق المملكة.