معاصر الزيتون بتبوك
"معاصر الزيتون بتبوك" تبدأ موسمها الكبير.. مفاجأة في حصاد أكثر من "مليون شجرة"!
كتب بواسطة: محمود العادل |

بدأت معاصر الزيتون في منطقة تبوك استقبال حصاد الموسم الجديد وسط توقعات بإنتاج وفير يعكس مكانة المنطقة كأحد أهم مراكز زراعة الزيتون في المملكة، حيث تشير تقديرات فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة إلى أن إنتاج هذا العام سيبلغ نحو 94 ألف طن من ثمار الزيتون، يُستخلص منها أكثر من 12 ألف طن من الزيت عالي الجودة.
إقرأ ايضاً:"TREND" تختتم مشاركتها بـ"حدث استثنائي".. كواليس صفقة رقمية تفتح بابًا جديدًا للسينما السع"دوري روشن" يشتعل بعد الجولة السادسة.. مفاجأة غير متوقعة تهز صدارة الترتيب

ويأتي هذا الموسم ليجسد ثمرة الجهود الزراعية المستمرة في المنطقة، إذ تضم تبوك أكثر من مليون ونصف مليون شجرة زيتون تمتد على مساحات شاسعة، تمثل موردًا اقتصاديًا مهمًا لأهالي المنطقة ومصدرًا متجددًا للزيت الذي يحظى بإقبال واسع داخل المملكة وخارجها.

وتتميز تبوك بظروفها الطبيعية الفريدة التي جعلت منها بيئة مثالية لزراعة الزيتون، فالمناخ المعتدل والتربة الخصبة وموقعها القريب من البحر الأبيض المتوسط أسهمت جميعها في جودة المحاصيل وغزارة الإنتاج، مما جعلها نموذجًا للزراعة المستدامة في المملكة.

كما تحتضن المنطقة أصنافًا متعددة من الزيتون مثل الأربوكينا والأربوسانا والنيبالي والصوراني، وهي أصناف عُرفت بجودتها العالية وقدرتها على التأقلم مع البيئة المحلية، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على نوعية الزيت المنتج وخصائصه الغذائية الفريدة.

وتعد صناعة الزيتون في تبوك من أهم القطاعات الزراعية التي تشهد تطورًا متسارعًا، إذ تشهد المعاصر المحلية توسعًا في قدراتها الإنتاجية وتحديثًا في تقنياتها بما يضمن استخلاص الزيت وفق أعلى معايير الجودة العالمية.

ويشكل موسم الزيتون في تبوك حدثًا اقتصاديًا واجتماعيًا ينتظره المزارعون كل عام، حيث تسود أجواء العمل الجماعي والتعاون بين الأسر والمزارع والمصانع لإنتاج زيت تبوك المعروف بنقائه وجودته العالية.

ويُسهم هذا النشاط الزراعي في تعزيز مكانة تبوك ضمن منظومة الأمن الغذائي الوطني، إذ يعد الزيت من السلع الاستراتيجية التي تحظى باهتمام متزايد ضمن خطط التنمية الزراعية بالمملكة.

كما ساهم الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة الرشيدة في تحقيق هذه النجاحات، من خلال القروض الميسرة للمزارعين، وتوفير المعدات الزراعية الحديثة، وتطوير نظم الري، ما أسهم في تحسين جودة المحاصيل وزيادة كفاءتها الإنتاجية.

وتعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة على مواصلة تمكين المزارعين عبر برامج الإرشاد الزراعي والدورات التدريبية، إضافة إلى تقديم الاستشارات الفنية التي ترفع من مستوى الوعي الزراعي لدى المزارعين في المنطقة.

ويحظى قطاع الزيتون بتبني مبادرات تقنية حديثة تشمل الزراعة الذكية وإدارة الموارد المائية، بما يضمن استدامة الإنتاج وتحقيق التوازن البيئي في ظل التغيرات المناخية العالمية.

وتبرز تبوك أيضًا كمنطقة زراعية متنوعة الإنتاج، إذ تشتهر بزراعة العنب والمشمش والخوخ والفراولة والمانجو والحمضيات، مما يعزز من تنوع اقتصادها المحلي ويرسخ مكانتها الزراعية في المملكة.

ولا يقتصر أثر زراعة الزيتون على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يمتد ليشكل ركيزة ثقافية وسياحية، إذ أصبحت حقول الزيتون ومعاصرها وجهات تجذب الزوار والمستثمرين على حد سواء.

كما تمثل مهرجانات المنطقة الزراعية نافذة تسويقية مهمة لمنتجات المزارعين، حيث تقام فعاليات متنوعة مثل مهرجان المانجو بأملج ومهرجان العسل في تبوك ومهرجان المنتجات الزراعية بتيماء.

وتسهم هذه المهرجانات في تنشيط الحركة التجارية وتوسيع دائرة التسويق لمنتجات الزيتون ومشتقاته، بما يضمن استمرار تدفق العائدات وتحفيز الاستثمار الزراعي المحلي.

وإلى جانب الإنتاج التجاري، تعمل بعض المزارع على تطوير منتجات مبتكرة من الزيتون مثل الصابون الطبيعي ومستحضرات العناية بالبشرة والزيوت العطرية، ما يفتح آفاقًا جديدة للصناعات الريفية الصغيرة.

وتحرص الجهات المختصة في تبوك على تطبيق معايير الجودة في جميع مراحل الإنتاج، بدءًا من الزراعة وحتى التصنيع، لضمان تقديم منتج محلي ينافس الأسواق العالمية في الطعم والنقاء والقيمة الغذائية.

ويؤكد موسم الزيتون هذا العام أن تبوك تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق الاستدامة الزراعية، مستفيدة من خبراتها الطويلة ودعم الدولة ورؤية المملكة 2030 التي جعلت الزراعة محورًا رئيسًا في التنمية الاقتصادية.

ومع استمرار هذا الزخم الإنتاجي، يتوقع أن تشهد المنطقة خلال السنوات المقبلة توسعًا إضافيًا في زراعة الزيتون، ما يعزز حضور تبوك كعاصمة سعودية للزيتون ومركز إقليمي للتميز الزراعي.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار