تتجدد أصوات الأهالي في محافظة عقلة الصقور والمراكز التابعة لها للمطالبة بإعادة تأهيل طريق المحيلاني – إمباري الحيوي، الذي يربط بين المنطقة الشمالية ومحافظة حائل، بعد سلسلة من الحوادث التي أثارت القلق في أوساط السكان والمسافرين على حد سواء.
إقرأ ايضاً:"هيئة تطوير المدينة" تفاجئ الزوار بـ"واحة ميلاف" الجديدة"إيجار" تحسم الجدل حول تعديل الإيجارات.. والنتائج قد تُربك المستأجرين!
يُعد هذا الطريق شريانًا رئيسيًا لحركة النقل بين عدة مناطق، غير أن تدهور حاله خلال السنوات الأخيرة جعل منه مصدر خطر يومي للعابرين، حيث تتناثر على امتداده الحفر والتشققات الواسعة التي تحولت إلى فخاخ للسائقين.
ويشير الأهالي إلى أن الطريق لم يشهد أعمال صيانة حقيقية منذ فترة طويلة، ما أدى إلى تفاقم الأضرار، خاصة مع ازدياد حركة الشاحنات والمركبات الثقيلة التي تسرّع تآكل الأسفلت وظهور الانحدارات العميقة.
وبات السائقون يلجؤون لاستخدام المسار المعاكس لتفادي الحفر والمطبات، وهو ما تسبب في حوادث اصطدام مباشرة، بعضها أودى بحياة أشخاص وخلف أضرارًا مادية جسيمة في المركبات.
ويؤكد السكان أن النقطة الأكثر خطورة تقع أمام منحنى مركز إمباري، حيث تزداد الانحناءات الحادة وتتراجع الرؤية، مما يجعل القيادة في هذا المقطع أشبه بالمجازفة.
كما أشار بعض الأهالي إلى ضعف وسائل السلامة على الطريق، فالإضاءة شبه معدومة، واللوحات التحذيرية غائبة، والحواجز الجانبية متهالكة أو غير موجودة في مناطق خطرة.
ويصف السكان الطريق بأنه أصبح “مصيدة حقيقية” للمركبات، خصوصًا في فترات الليل أو أثناء تساقط الأمطار، حين تختفي الحفر تحت مياه الأمطار وتزداد احتمالية الانزلاق.
ويطالب الأهالي بضرورة إعادة سفلتة الطريق بالكامل، مع تنفيذ طبقات إسفلتية عالية الجودة تتحمل الضغط المروري وتمنع تكرار التشققات بعد فترة وجيزة.
كما شددوا على أهمية إعادة تصميم بعض المقاطع الخطيرة هندسيًا، لتعديل الانحدارات الحادة وتوسعة المسارين بما يحقق الأمان والسلامة المرورية.
ويرى المواطنون أن تحسين هذا الطريق لا يقتصر على حماية الأرواح، بل يسهم أيضًا في تعزيز التنمية الاقتصادية للمناطق الواقعة على امتداده.
فالمحيلاني وإمباري وعددًا من المراكز المجاورة تعتمد على هذا الطريق في نقل السلع والبضائع والمنتجات الزراعية إلى الأسواق الإقليمية.
ومن شأن تأهيله أن يختصر زمن التنقل، ويقلل استهلاك الوقود، ويحد من الأعطال المتكررة التي ترهق السائقين والمركبات.
وطالب الأهالي وزارة النقل والخدمات اللوجستية بإدراج المشروع ضمن أولوياتها العاجلة، خاصة في ظل خطط المملكة الطموحة لتطوير البنية التحتية ضمن مستهدفات رؤية 2030.
وأكدوا أن الطريق يخدم مسارًا استراتيجيًا يربط بين عدة محافظات ومناطق حيوية، مما يجعله أحد الأعمدة الأساسية لشبكة النقل في شمال المملكة.
وأشار بعضهم إلى أن تحسين هذا الطريق سيسهم كذلك في إنعاش السياحة الداخلية، إذ يمر بعدد من المواقع الطبيعية الخلابة التي يقصدها الزوار في المواسم المختلفة.
كما دعوا إلى تكثيف الرقابة الميدانية من قِبل الجهات المختصة، لضمان جودة التنفيذ عند بدء أعمال الصيانة وعدم الاكتفاء بإصلاحات سطحية مؤقتة.
ويرى الأهالي أن هذه الخطوة ستعيد الثقة بين المواطن والجهات الخدمية، وتؤكد أن سلامة الإنسان تظل أولوية قصوى في كل مشاريع الدولة.
ومع تصاعد المطالب الشعبية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، يأمل السكان أن تتحرك الجهات المعنية سريعًا لتدارك الخطر، وإنهاء معاناة الطريق قبل أن تتفاقم المأساة بحوادث جديدة.