واحة ميلاف
"هيئة تطوير المدينة" تفاجئ الزوار بـ"واحة ميلاف" الجديدة
كتب بواسطة: زكريا الحاج |

تزهو المدينة المنورة اليوم بمشروع واحة ميلاف الذي يطل بجماله بجوار مسجد قباء العريق، في مشهد يجمع عبق التاريخ بلمسات الحداثة، ضمن جهود هيئة تطوير المدينة المنورة الرامية إلى تعزيز الوجه الحضري والسياحي للمنطقة، وتحويلها إلى مركز جذب ثقافي وسياحي متكامل يعكس روح المدينة ومكانتها العالمية.
إقرأ ايضاً:"إيجار" تحسم الجدل حول تعديل الإيجارات.. والنتائج قد تُربك المستأجرين!"وزارة النقل" أمام مطالب متصاعدة.. طريق "المحيلاني – إمباري" يُشعل الغضب مجددًا!

تأتي واحة ميلاف كمفهوم جديد يعيد تعريف التجربة السياحية في المدينة المنورة، إذ تجمع بين الأصالة والابتكار في تصميم يجسد تمازج التراث مع روح العصر، لتكون نافذة تطل على الماضي المجيد ومستقبل مشرق يعبر عن رؤية الهيئة في تنويع الأنشطة وتحسين جودة الحياة.

يمثل المشروع منصة حيوية تدمج الثقافة والتجارة والترفيه في مكان واحد، حيث يضم أكثر من خمسين متجرًا ومطعمًا ومقهى من علامات محلية وعالمية، لتتيح للزوار تجربة تذوق وتسوق فريدة في أجواء تنبض بالهوية المدينية والضيافة العربية الأصيلة.

وتتميز المطاعم والمقاهي في واحة ميلاف بإطلالاتها البديعة على مسجد قباء التاريخي وأشجار النخيل التي تحيط بالمكان، ما يضفي طابعًا روحانيًا وجماليًا يجعل الزيارة تجربة مفعمة بالسكينة والبهجة في آن واحد.

إلى جانب ذلك، تحتضن الواحة متحفًا خاصًا يروي قصة التمور السعودية، أحد رموز التراث الزراعي للمملكة، من خلال عرض تفاعلي يجمع بين التاريخ والحرفية والإبداع، ليعرّف الزائر بعراقة هذا المنتج الوطني ودوره في حياة أهل المدينة.

كما خصصت مساحات واسعة للترفيه العائلي والأنشطة الثقافية المفتوحة، بما في ذلك العروض الحية والفعاليات الفنية، لتصبح واحة ميلاف مركزًا نابضًا بالحياة يرحب بالعائلات والزوار من مختلف الأعمار والخلفيات.

وتسعى هيئة تطوير المدينة المنورة من خلال المشروع إلى خلق بيئة تفاعلية تجمع بين التعلم والاستمتاع، ليكون كل ركن في الواحة فرصة لاكتشاف بعد جديد من ثقافة المدينة وتراثها العريق.

ولا تقتصر أهداف المشروع على الجانب السياحي فقط، بل تمتد لتشمل البعد الاقتصادي من خلال دعم رواد الأعمال المحليين والمستثمرين، وتوفير فرص عمل متنوعة تسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وتطوير قطاع الخدمات.

ويُعد المشروع خطوة نوعية في تحسين المشهد الحضري للمدينة المنورة، إذ يعتمد تصميمه على معايير حديثة في العمارة المستدامة التي تحافظ على البيئة وتنسجم مع الهوية البصرية للمدينة المقدسة.

كما ينسجم المشروع مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تعزيز جودة الحياة، من خلال توفير أماكن عامة راقية ومفتوحة تتيح للناس الاستمتاع ببيئة آمنة ومريحة ومفعمة بالجمال الطبيعي.

وتبرز واحة ميلاف بوصفها نموذجًا للوجه الجديد للمدينة المنورة، الذي يجمع بين قدسية المكان ورؤية التطوير الحضري المتكامل، مما يجعلها وجهة مثالية للسياح والمقيمين على حد سواء.

وفي قلب الواحة، يمكن للزائر أن يعيش تجربة غامرة بين الأسواق التقليدية المصممة بطابع عصري، وبين المقاهي الحديثة التي تعكس روح الإبداع السعودي المتجدد، في توازن فريد بين الأصالة والتطور.

وتحرص الهيئة على أن تكون واحة ميلاف مساحة للقاء الثقافات، ومركزًا للحوار بين الماضي والحاضر، يروي قصة المدينة المنورة التي احتضنت الحضارات وصدّرت القيم الإنسانية عبر التاريخ.

كما تشكل الواحة نقطة جذب ثقافي بامتياز، إذ تستضيف فعاليات دورية ومعارض فنية وبرامج تفاعلية تهدف إلى إبراز مواهب الشباب السعودي وتعزيز الحراك الإبداعي في المنطقة.

وتعمل الهيئة على جعل المشروع رافدًا رئيسيًا للحركة السياحية الدينية، بما يقدمه من خدمات راقية وتجارب مميزة للزوار القادمين إلى المدينة من مختلف دول العالم.

وتُعد واحة ميلاف أكثر من مجرد مشروع ترفيهي، فهي رسالة عمرانية وثقافية تعبّر عن هوية المدينة المنورة في ثوبها الحديث، وتؤكد قدرتها على الجمع بين الإيمان والجمال والابتكار في مكان واحد.

وتطمح الهيئة إلى أن تكون الواحة انطلاقة لمشروعات أخرى مشابهة في مناطق مختلفة من المدينة، لتشكل منظومة متكاملة تدعم التنمية الحضرية والسياحية المستدامة.

بهذا، تجسد واحة ميلاف فلسفة التطوير في المدينة المنورة، حيث يلتقي التراث بالحداثة في مشهد حضاري يليق بمكانتها كوجهة روحية وثقافية عالمية.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار